الْوَجْهُ الْآخَرُ لِلْفَرَاغِ
«أسماءُ» تتحدَّثُ عن «لَعنةِ التوثيق»
لا تكتملُ الحكايةُ/الشعورُ إلَّا إذا صِيغَ نُصوصًا
مُتخمَةً بالكِنايات
أو صَريحة
أسماءُ تعافَتْ، قالَتْ،
وأنا أُحتَضَر
هذا الامتناعُ الطَّويلُ يُؤلِم
كانتفاخِ قدَميَّ في نهايةِ يَومٍ ثَقيل
وتلوُّنِ أطرافِ أصابعي بالأزرَق
كالضَّغطَتينِ كلَّ صَباحٍ وكلَّ مَساءٍ
تُصرُّ عليهما الزميلةُ باعتياديَّةٍ وسَذاجةٍ تُغيظُني
أنا أكرهُ هذهِ الأحضانَ الغبيةَ يا عزيزتي
وآمالي مقطوعةٌ في أخرى ذكيةٍ/أزكَى
هذا الامتناعُ عَنِ الإتاحَةِ يُؤلِم
المسوَّداتُ غيرُ المنشورةِ تَزيدُ مِزاجي قَتامَةً
الرسائلُ غيرُ المُرسَلَةِ تُسمِّمُ صُندوقَ البريدِ وتُسمِّمُني
كرغبتِهم المُعلَنةِ في تشيِيئي حينًا
وتَصييري إلى لا شيءٍ في أحيانٍ كثيرة
وأنا — متألِّمةً — أستكشفُ ذَاتيَّتي بِصبرٍ لا يَفهمُونَه