التصوير الإسلامي في تركيا
بينما كان السلاطين الأتراك في بروسة ثم في استانبول يستقدمون الخطاطين والمصورين الإيرانيين لكتابة المخطوطات الفارسية والتركية وتزيينها كما كانوا يستقدمون أيضًا صناع الخزف والقاشاني من إيران لتزيين مساجدهم وأضرحتهم.
وهكذا نرى أن التصوير الإسلامي في تركيا كان مطبوعًا بطابع إيراني قوي، حتى إن أهم ما يميز الصور التركية عن الصور الإيرانية إنما هو العمامة التركية الكبيرة التي يلبسها الأشخاص في الصور التركية فضلًا عن الملابس التركية التي تميزهم عن الأشخاص في الصور الإيرانية.
ومن المصورين الإيرانيين الذين نزحوا إلى تركيا في القرن السادس عشر شاه قولي وولي جان الذي كان تلميذًا لسياوش. وقد كان سياوش هذا من إقليم الكرج وتلقى فن التصوير على آغا ميرك.
وفي دار الكتب المصرية مخطوط من ديوان نجاتي (رقم ١٨ أدب تركي) كتب فيه تاريخ سنة ٨١٢ هجرية. ولكن هذا التاريخ موضوع وغير صحيح، لأن المخطوط لا يمكن أن يكون أقدم من نهاية القرن السادس عشر. ومهما يكن من شيء فإنه يحتوي على ثمان وعشرين صورة متوسطة الصنعة، ولكن ملابس الجند فيها تركية، تدل مع بعض الأساليب الفنية الأخرى، على أن هذه الصور رسمت في تركيا.
وفي دار الكتب المصرية مخطوط آخر من نسخة تركية لكتاب عجائب المخلوقات للقزويني (رقم ١٢٤ تاريخ تركي). وقد كتب هذا المخطوط سنة ١٠٩٦ﻫ/١٦٨٤م بقلم مصطفى بن فضل الله في جامع والدة سلطان. وفي هذا المخطوط سبع وثلاثون صورة مختلفة الحجم من الطراز العثماني في نهاية القرن السابع عشر، ومن أبدع هذه الصور واحدة تمثل قاربًا يصارع الريح، وأخرى طيبة تمثل امرأة حاملًا، وهي جالسة وعارية، وساقاها منفرجتان، وبطنها مفتوح لكن يظهر الجنين في رحمها.
ويتجلى التأثير الأوروبي على التصوير التركي في مخطوط تركي من كتاب تاريخ السلاطين العثمانيين إلى عهد السلطان سليمان الثالث (١٦٤٧–١٦٩١) لرشيد أفندي (رقم ٢٤٢ تاريخ تركي). وهذا المخطوط محفوظ أيضًا في دار الكتب المصرية وفيه صور عشرة من سلاطين آل عثمان ترجع إلى نهاية القرن السابع عشر. كما يظهر تأثير الأساليب الأوروبية في مرقعة (ألبوم) من صور سلاطين آل عثمان محفوظة بدار الكتب المصرية أيضًا (رقم ١٣٧ تاريخ تركي).