ماذا أضافوا إلى ضمير العصر؟
«منذ البداية أريد أن أتساءل: إلى متى سنظل في نقدنا للمجتمع أسرى المرحلة التاريخية السابقة على الثورة؟ إن مُضيَّ اثني عشر عامًا، خلقت جيلًا جديدًا فيما أعتقد، كفيلٌ بأن يزحزحنا قليلًا عن مشكلات مجتمع مُنهار، وكفيلٌ بأن يبصِّرنا بأوضاع المجتمع الجديد الذي نبنيه بالصواب كما نبنيه بالخطأ.»
يرصد هذا الكتاب الأدبي ما أضافته الثورات العربية، التي نشبَت خلال النصف الأول من القرن العشرين، وما أحدثته من تحوُّلات على المجتمعات العربية وأجيالها، وما نتج عنها من تغييرات، وخاصةً في المجالَين الفكري والثقافي؛ إذ انعكست هذه الثورات كثيرًا على مختلف فنون الأدب، وغيَّرت في أبنيتها وقوالب تعبيرها، ويمكِننا ملاحظة هذه التغييرات حينما نعيد قراءة نصوص الروايات والقصص القصيرة والمسرحيات والأشعار التي صِيغت بأقلام أبرز الأدباء والشعراء والروائيين الذين عاشوا في تلك الفترة من الزمان، وكيف تحوَّلت رؤاهم وأفكارهم قبل الثورات وبعدها. سنجد أيضًا في ثنايا هذا الكتاب العديد من الأعمال الأدبية ﻟ «نجيب محفوظ» و«يوسف إدريس» و«توفيق الحكيم» و«لطفي الخولي» وغيرهم، التي عُني كاتبنا الكبير «غالي شكري» بتقييمها وتحليلها بأسلوبٍ أدبي موجَز وممتع.