الفصل الثامن
لكل الحوادث والوقائع — حتى التافهة منها — مكان من الأهمية في حياة الإنسان؛ لأنها تؤثر على الدوام بأصابعها الخفية على الأخلاق والإحساسات والتصورات، فأريج رائحة خفيفة يشمها المرء على حين غفلة منه قد توقظ ذكرى سلفت من نومها العميق، والمنظر العادي ذو اللون البسيط ربما صبغ القلب بألوان شتى من الأمل والرجاء، وكذلك الكلمة الصغيرة قد تكفي لأن تستعرض أمام أنظار المرء كل مناظر الحياة، وفي بعض الأحايين نجد أن بعض الحوادث يقع بكيفية خاصة تؤثر على القلب وتُحَوِّله إلى بركان من الحماس والهياج.
فكل حادثة في الحياة مهمة باعتبار ماهيتها؛ إذ إن منشأها إما أن يكون لونًا أو صدًى أو ذكرى.