السياسة في الشرق القديم

«ولما كنتُ أسعى لإثبات أن الشرقيين القدماء فكَّروا هم أيضًا في وسائل لرسم حدود السُّلطة، والتعبير عن الإدارة العامة، وتنظيم المُراوَحة، وأن حلولهم كانت غالبًا في مثل حداثة حلولنا، فقد كان عليَّ أن أفهم في البداية السبب الذي جعلنا لوقتٍ طويل نُصِرُّ على وصف هذه الحلول بسمات التقادم العتيق أو الفوضوية أو الاستبدادية.»

كان للحفائر الأثرية الحديثة فضلٌ في إعادة قراءة التراث السياسي للشرق القديم، الذي ساعَد على زعزعة النظرية السائدة حول استبدادية نُظم الحكم الشرقية، وتفنيد الرأي القائل بعدم وجود أيِّ إسهام شرقي في الفكر السياسي أو الممارَسة السياسية؛ وهو ما يركِّز عليه هذا الكتاب الذي يبحث في مؤسسة السلطة وممارساتها الفعلية في ضوء الاكتشافات الأثرية الحديثة. يقدِّم هذا الكتاب الكثيرَ من النتائج المدهِشة حول أفراد مجتمعات الشرق القديم الذين حملوا من العمومية العالمية أكثر مما كانوا يحملون من الخصوصية الثقافية. كما يسلِّط الكتاب الضوءَ على تعامل هذه الأنظمة الشرقية في السياسة الخارجية، وكيف استطاعوا اتخاذ موقع في العالم المحيط بهم، وأن يمنحوا أنفُسَهم هُوِية قوية، ويرسموا الحدودَ بين عالَم متحضِّر وآخَر همجي، ويُبرِموا المعاهدات مع الغُرَماء المتحضِّرين.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور مصطفى ماهر.

تحميل كتاب السياسة في الشرق القديم مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر أصل هذا الكتاب باللغة الفرنسية عام ١٩٩٩.
  • صدرت هذه الترجمة عام ٢٠٠٥.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.

عن المؤلف

إيف شميل: أكاديمي فرنسي، وباحث سياسي وأنثروبولوجي، له إسهاماتٌ ذائعة الصِّيت في دراسات الشرق الأوسط ومجال السياسة المقارنة.

وُلد في القاهرة عامَ ١٩٤٧. سافَر إلى فرنسا والتحق بالجامعة، وتدرَّج في السلك الأكاديمي فعمل أستاذًا للعلوم السياسية بمعهد الدراسات السياسية في غرونوبل، ثم عُيِّن لاحقًا رئيسًا له. وهو نائبُ رئيسِ الجمعية الفرنسية للعلوم السياسية، ونائبُ رئيسِ اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للعلوم السياسية الدولية.

تَتركَّز اهتماماتُه البحثية حول العلاقات الدولية، والإبستمولوجيا السياسية، وإدارة المنظَّمات الدولية، والأنثروبولوجيا، وعلم السياسة المقارن، وعلم النفس السياسي.

له عنايةٌ كبيرة باستكشافِ الفكر السياسي غير الغربي؛ سعيًا إلى تجاوُز التحيُّزات الغربية في التأريخ للعلوم السياسية، فكتب في هذا الصَّدَد دراساتٍ مهمة، منها كتاب «السياسة في الشرق القديم»، وفيه يشير إلى أن السياسة لم تبدأ في أثينا وإنما بُذِرت في ثقافات الشرق القديم، وخاصةً في مصر وبلاد الرافدين. هذا فضلًا عن غيره من الدراسات المهمة مثل: «خرج بالفعل … هل ثَمة عِلم اجتماع سياسي غير غربي؟» و«نحو فِكر عالمي حقيقي … مُساهَمة المؤلِّفين غير الغربيين في بناء الحداثة»، و«الأصول الشرقية لأوروبا الغربية»، و«هل من ديمقراطية قبل الديمقراطية»، وغيرها من المؤلَّفات. وله إسهاماتٌ كبيرة في دراسات الشرق الأوسط، وتُرجِم له إلى العربية في هذا الصدد كتاب: «بلدان الخليج العربي ومسألة التحديث».

تنقَّل في التدريس بين جامعاتٍ كثيرة حول العالَم، ومنها جامعات شيكاغو وبيركلي وكاليفورنيا، والجامعة الأمريكية في باريس، ودرَّس في برامج الماجستير في لبنان ومصر واليونان، وتُرجِم العديدُ من كتبه إلى اليابانية والإنجليزية والإسبانية.

رشح كتاب "السياسة في الشرق القديم" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤