خطاب السويد أو الفنان وزمانه
«كيف نستغرب، والحالة هذه، أن كل ما أُبدِع من لائقٍ في أوروبا التجارية للقرن التاسع عشر والعشرين، في الأدب مثلًا، قد نهض ضد مجتمَع زمنه؟! وبوسعنا القول إنه إلى مَشارف الثورة الفرنسية كان الأدب الممارَس في مجمَله أدبَ ترضية.»
يُعَد «ألبير كامي» واحدًا من كبار أعلام الفكر والأدب في القرن العشرين، نال شهرةً واسعة ومكانةً مرموقة في عالم الثقافة والأدب، وفي الصفحات القليلة لهذا الكتاب سنطَّلع على خطابَين يُبرِزان مدى براعة هذا المفكِّر العربي المميز؛ أحدهما ألقاه في الأكاديمية السويدية فور مَنْحه جائزةَ نوبل في الآداب عام ١٩٥٧م، سرَد فيه بكلماتٍ موجَزة ما مرَّ به وطنُه الجزائر من ظروفٍ قاسية من جرَّاء الحروب السياسية والحُكم الاستعماري. أمَّا خطابه الثاني فألقاه في جامعة أوبسال السويدية في العام نفسه، وعبَّر فيه عن رُؤاه الشخصية عن الفن وصناعته، وما آلت إليه أحواله من وجهة نظره.