توماس هارت بنتون
دوَّت عبارة «حضرة الرئيس، سيدي …» في مجلس الشيوخ الذي كاد يكون خاليًا، انطلقت هذه العبارة من شيخ كبير الجثة أسود الشعر في سنة ١٨٥٠، ورأى أولئك الذين ظلوا في القاعة، وكان بينهم شيخ اعترته العصبية كان قد وصف الخطيب بأنه نزَّاع إلى الخصام، عضلات الخطيب تتوتر، وتنتصب كتفاه العريضتان، وسمعوا صوته القاسي الشديد البرودة يطلق كلمة «سيدي» وكأنها سهم مسموم انطلق من ذلك الرأس الأسطوري الضخم:
«حضرة الرئيس سيدي … إنني لا أخاصم أبدًا يا سيدي، ولكنني أقاتل في بعض الأحيان يا سيدي، وإذا قاتلت يا سيدي فلا بد وأن تَتْبع القتالَ جنازةٌ يا سيدي.»
ولم يعتبر أحد هذا القول مجرد تبجح فارغ من توماس هارت بنتون كبير ممثلي ولاية ميسوري في المجلس، وصحيح أنه لم يقتل أي رجل منذ شبابه في سانت لويس، حين عثر الحظ بنائب عام أميركي ليصطدم بهذا الميسوري العنيف في مبارزة (على مسافة تسع أقدام)، ولكن مجلس الشيوخ بأسره كان يعلم أن توماس هارت بنتون رجل يستطيع القتال في مجلس الشيوخ وخارجه ليس بالمسدس، وإنما بكلمات لاذعة جارحة يضمنها خطاباته خلال المناقشات الحامية، وكان هو نفسه منيعًا لا تؤثر فيه جروح هذه الاشتباكات السياسية التي كان يخرج منها خصومه ودماؤهم تنزف وهم مهيضو الجناح؛ ذلك لأن شخصيته العظيمة وصحته الممتازة جعلته سميك البشرة عقليًّا وجسمانيًّا على السواء (ويعود سمك بشرته من ناحية إلى حف جسمه يوميًّا بفرشاة من شعر الخيل؛ «لأن المصارعين الرومانيين كانوا يفعلون ذلك يا سيدي»، وعندما كان يُسأل إن كانت الفرشاة حقًّا خشنة، كان يجيب مزمجرًا «سيدي، لو تأتَّى لي أن ألمسك بتلك الفرشاة يا سيدي، لصرخت، إنك تقتلني، يا سيدي»).
وتبنى بنتون قضية الغرب بطاقة لا حصر لها، وهو يعتز بأن خط نقل البريد على الخيول «بوني إكسبرس»، والخط البرقي، والطرق إلى الداخل كانت من منجزاته، وكانت فكرة بناء خط حديدي يعبر القارة وإيجاد غرب نامٍ غني بسكانه وثرواته من الأحلام التي تراوده، وكان يقول: «أيُهزم بنتون أبو مجلس الشيوخ والمدافع عن الشعب؟ لا يستطيع أحد أن يقاوم بنتون يا سيدي.»
ولكن ما إن حلت سنة ١٨٤٤ حتى بدأت تظهر دلائل الهزيمة المحتومة في الأفق؛ إذ أخذت ولاية ميسوري وهي ولاية عبيد، تشعر تدريجيًّا وبقوة، بأنها في ولائها تنتمي إلى الولايات الشقيقة في الجنوب، وراحت تنظر بشك متزايد إلى شيخها المتمرد الذي كان ولاؤه في الأساس موجهًا إلى الاتحاد لا إلى حزبه أو إلى دائرته الانتخابية.
وعندما بدأت حملة الانتخابات في سنة ١٨٤٤ التي كانت ستدرس فيها مسألة إعادة انتخابه، اختلف بنتون مع ولايته وحزبه اختلافًا شديدًا؛ لأنه تسبب بمناوراته في هزيمة معاهدة تقضي بضم ولاية تكساس، ومع ذلك فإن شعبيته بين المواطنين العاديين مكَّنته من العودة إلى الهيئة التشريعية، ولكن بأكثرية ثمانية أصوات، في هيئة تشريعية كان حزبه يتمتع فيهما بأكثرية ٢٧ صوتًا، وقلما كان السناتور بنتون يخطئ فهم هذا الدرس المشئوم غير المكتوب الذي صدر عن الولاية والذي يعني: «خفف من لهجة لسانك الطليق.»
وعلى الرغم من أن بنتون كان على وشك أن يُهزم في انتخابات سنة ١٨٤٤-٤٥ فإنه قاوم حزبه وولايته بجرأة فيما يتعلق بمسألة توسيع حدود أوريغون، فبعد أن أثار شخصيًّا تأييدًا عامًّا لفكرة التوسيع — وعلى الأخص في ميسوري التي أوفدت أعدادًا كبيرة من مواطنيها إلى أوريغون — شعر بأن موقف الحزب الديمقراطي الذي ينادي «بأوريغون كلها أو لا شيء»، وبحد هو «خط العرض ٤٠ و٥٤ أو القتال» موقفٌ غير واقعي بالمرة، وحمل — وهو يتداول مع الرئيس جيمز بولك حول عدم التمسك بهذين الشعارين في التعامل مع بريطانيا وكندا — حمل على زملائه الديمقراطيين في مجلس الشيوخ؛ لرفضهم الاعتراف بعدم صحة وجهات نظرهم — وعلى الأخص على لويس كاس ممثل ميشيغان — وقال وهو يوضح نوعًا من مرض جعل خيول ميسوري تصاب بعمى جسدي وعقلي، ولا يمكن الشفاء منه إلا إذا قطع البيطري عصبًا معينًا: «إنني قطعت عصب الحماقة في كاس، يا سيدي، وشفيته.»
وتعرض بنتون من جديد لحملات وصمته بالجبن والخيانة، ويعتقد كاتب سيرته «أنه ما من رجل في التاريخ سُبَّ وشُتم وأُهين بقدر ما سُبَّ هو في ذلك الوقت.»
وجاءت بداية نهاية بنتون التي بدت نُذُرها في العداوات التي أثارها بسبب تكساس وأريغون في ١٩ شباط (فبراير) سنة ١٨٤٧، فقد قرأ جون كالهون على مجلس شيوخ قلق مشاريعَ قراراته المعروفة، التي أصرت على أن لا حقَّ للكونغرس في التدخل في تطور الرق في الأقاليم، وأشارت أحداث لاحقة إلى صحة رأي بنتون في أن مشاريع القرارات هذه ليست إلا «جمرات فتنٍ لأغراض انتخابية وأغراض انفصالية» تزود ولايات الرقيق ببرنامج لا تتحد على أساسه كمجرد قطاع فقط، وإنما وراء زعامة كالهون نفسه وترشيحه لمنصب الرئاسة، ومع ذلك فإن كالهون دعا إلى إجراء تصويت فوري، وعلت الدهشة والغضب وجهه عندما رأى بنتون الضخم يقف في مقعده بجلال خلال البلبلة المؤقتة التي سادت المجلس، وقد ظهرت على وجهه علامات الازدراء به وبمشاريع قراراته وبمستقبله السياسي ذاته.
وكتب بنتون في السنوات التي تلت ذلك يقول: «إن هذا الرد الذي صدر في ذلك اليوم، وفي ذلك المكان هو واحد من الحوادث في حياته التي يريد المستر بنتون من الأحفاد أن يتذكروها.»
وأخيرًا، عندما شقت مشكلة العبيد الحزب الديمقراطي في مؤتمره في سنة ١٨٤٨، استنكر بنتون الانقسام وأنكر على المسألة أهميتها، ورفض أن ينضم إلى أي من المعسكرين، وأصبح رجلًا دون حزب، وسياسيًّا دون قاعدة سياسية معترف بها، وشيخًا دون دائرة انتخابية.
وفي سنة ١٨٤٩ ندد كالهون ببنتون أمام أعدائه في ميسوري ووصفه كرجل «كان زائفًا بالنسبة إلى الجنوب خلال السنوات العشر الأخيرة … وسيكون ضرره علينا، وهو في صفوف مَن ينادون بتحرير العبيد، أقل منه علينا وهو في معسكرنا، وسيكون مصيره مصير جميع الخونة.» وأعربت الهيئة التشريعية في ميسوري بأكثرية ساحقة عن رغبة ميسوري في التعاون مع الولايات الأخرى التي تمارس الرقيق، وأصدرت تعليماتها إلى ممثليها في مجلس الشيوخ بأن يتصرفوا وفقًا لهذه الرغبة.
ورغب بنتون في أن يقتص من الهيئة التشريعية فقام بجولة هجومية في ولايته المعادية له.
وفي أحد أيام جولته هذه، راح بنتون يتلو أسماء كل عضو من أعضاء الهيئة التشريعية ويعلق عليهم واحدًا واحدًا، وتوقف عند الأسماء التي تبدأ بحرف الدال، وقال إنه يشم رائحة رجل يدعو إلى الانفصال، ووقف عضو في الهيئة يُدعى ديفيس ليعرب عن احتجاجه، فزأر بنتون في وجهه قائلًا «أنا لم أذكر اسمك يا سيدي، فحول جانب وجهك إلى الحضور (وكغبي انصاع ديفيس للطلب) … أيها المواطنون، ليس هذا منظرًا جانبيًّا لوجه رجل، إنه منظر جانبي لوجه كلب.» وعندما وجَّه صديق قديم سؤالًا إليه دون أن يخلع قبعته وهو لا يزال يلقي خطابه، قال بنتون منتهرًا: «مَن هو هذا الرجل أيها المواطنون، الذي يجرؤ على مقاطعة خطاب بنتون؟» وارتفعت عشرات الأصوات تقول: «أيكوك (ومعناها كما تُلفظ ديك) الكولونيل أيكوك.» ورد بنتون قائلًا: «أيكوك؟ لا أيها المواطنون، لا، لا، إنه ليس ديكًا، وإنما دجاجة، اخلع قبعتك يا سيدي واجلس.»
وعندما اعتلى منصة الخطابة في فاييت، وكان قد هدد بالقتل إن هو تجرأ على دخول حدود المدينة، أثار فريق من الرجال المسلحين ضجة «ولكن لم يمضِ ربع ساعة» كما تقول صحيفة إنكوايرر التي كان يصدرها جفرسون «حتى كان هؤلاء الذين كالوا له الإهانات قد روضوا، واستُقبل خطابه الذي استغرق أربع ساعات بالاحترام والتصفيق.»
ولكن جولة بنتون العاصفة لم تتمكن من وقف تيار كان أكبر من أن يواجهه رجل واحد أو ولاية واحدة، وكتب أحد أصدقاء بنتون يقول:
«إنني آسف لانغماس المستر بنتون في التجديف إلى هذه الدرجة، ولكن خصومه من هذه الناحية … ليسوا أقل منه تجديفًا، فهناك تسع صحف من مجموع اثنتين وعشرين صحيفة ديمقراطية في الولاية، لا تعرف حدودًا في إطلاق نعوت مهينة عليه بينها خائن، ومرتد، ووغد، ومضرم نيران، ومطالب بإلغاء الرق … وأخشى أن يهزم بنتون.»
حتى شخصيته الجبارة لم تكن لتخفى عن توماس هارت بنتون حقيقة لا مجال للخطأ فيها، هي أن هذا سيكون آخر عهده بمجلس الشيوخ إلا في حالة واحدة، فهل يدعو إلى مؤتمر يضم جميع الديمقراطيين في ميسوري ليسوي خلافاته مع المعسكر الذي يناصر الرقيق؟ ويقول هو «أفضل قبل أن يحدث ذلك أن أجلس مع الآلاف الستة الذين هلكوا بالكوليرا في سانت لويس على عقد مؤتمر مع شرذمة من المحتالين.» وهل يتلفظ بكلمة واحدة إلى جانب الجنوب خلال مناقشة الحل الوسط الذي وضعه كلاي في سنة ١٨٥٠ أو يسكت على الأقل؛ لينقذ المقعد الذي أحبه من أجل معارك أخرى في المستقبل؟ إنه لن يفعل ذلك، ويقول شخص من ميسوري رافقه أثناء صباه، إن بنتون «… عقد العزم في فترة مبكرة من حياته حين كان يقرأ بلوتارك على أن يضحي بوجوده السياسي إذا اقتضت ذلك مصلحة البلاد.»
وعندما احتدت معركة انتخابات الهيئة التشريعية في ميسوري لتعيين خلف له، تمسك السناتور بنتون بمنصبه في واشنطن، وظل حتى النهاية يندد ببلاغة بالآراء التي اعتنقها أبناء دائرته الانتخابية، وفضل بنتون الهزيمة على أن يتساهل في مبدئه (وكان كما يقول كلاي نزَّاعًا إلى القدْح والذم «جلده أشبه بجلد جاموس البحر سماكة»)، ومن هنا كان أشهر من جميع زملائه من حيث الشجاعة الأدبية، وسار بنتون في طريق مستقل تمامًا في حملاته العنيفة على الحل الوسط الذي وضعه كلاي بعد أن بات في عزلة عن أصدقائه السياسيين في الغرب وفي الجنوب، وظل يمقت أولئك الذين ينادون بتحرير العبيد؛ لأنه اعتبرهم مسئولين كذلك عن شق الاتحاد.
وفي السنة ذاتها وقع حادث محزن ثانٍ وصف بأنه «أكبر إهانة يتعرض لها مجلس الشيوخ في تاريخه» وأظهر مشاعر الجنوب المريرة إزاء بنتون؛ فقد قام السناتور الناري اللاذع هنري فوت ممثل مسيسيبي، ولم يكن منقادًا انقيادًا أعمى لكالهون وإنما كان بنتون يشتبه بأنه ساعد على التخطيط لهزيمته في ميسوري، واعتلى منصة الخطابة في عدة مناسبات ليذم موقف بنتون ويُلحِق به الإهانات بأسلوب خشن تجاوز كل الحدود التي ذهب إليها هذا الأخير بما أُوتي من قوة بيان، وراح فوت يغمز من قناة بنتون ويعيِّره بهزيمته الوشيكة في ميسوري، وفي لدغاته ردًّا على هجمات معاكسة من بنتون قال إن بنتون رجل «يحتمي بسنه … ويحمي نفسه بجبنه المتأصل فيه.»
وأخيرًا أعلن بنتون أنه إذا كان مجلس الشيوخ لا يستطيع حمايته من هذه «الحملات الكاذبة التي تتميز بالجبن» فإنه يعتزم «حماية نفسه مهما يكن الثمن.» وفي ١٧ نيسان (أبريل) حين كان فوت يشن حملة شفوية عليه، تقدم بنتون نحو ممثل مسيسبي، ثم استدار تحت تأثير لمسة زميل له ضبط معها أعصابه، وفجأة شهر فوت مسدسًا وصوَّبه إلى بنتون، فما كان من هذا إلا أن فتح سترته وقال: «إنني لا أحمل مسدسًا، فليطلق النار، وليطلق القاتل النار.»
ولم يطلق أحد النار، غير أن مجلس الشيوخ أُصيب بالذهول — على الرغم من أن لجنته الخاصة بالإدانة لم توجه غير قليل من التوبيخ للرجلين — ولكن الحملات الشفوية بينهما لم تتوقف، وعندما سمع بنتون بأن فوت هدَّد بوضع كتاب صغير تحتل فيه قضية بنتون دورًا رئيسيًّا، أجاب على ذلك بقوله «أبلغوا فوت أنني سأضع كتابًا كبيرًا جدًّا لن يكون له فيه دور أبدًا» (وقد فعل).
وفي كانون الثاني (يناير) سنة ١٨٥١ انتخبت الهيئة التشريعية في ميسوري في ذروة صراع استمر ١٢ يومًا، وفي الاقتراع الأربعين، جمهوريًّا يمثلها في مجلس الشيوخ، وبعد ٣٠ عامًا أمضاها في مجلس الشيوخ الأميركي، أُعفي توماس هارت بنتون من الخدمة بعد أن أُلحق به العار واستُدعي للعودة إلى الولاية.
ولكنه لم ييأس، وظل يرفض بإصرار وعناد السير في الطريق السهلة إلى اعتزال سياسي يتميز بالشعبية والرزانة، فكافح في سبيل العودة إلى الكونغرس السنة التالية ممثلًا عن سانت لويس، وقالت صحيفة كريسنت التي كانت تصدر في نيو أوليانز وتنطق بلسان المعارضة إن حملته الانتخابية «لم تترك سبيل استنكار عام أو شخصي إلا وسلكته واستنفد كل إهانة وشتيمة، ولم يترك عبارة للتهكم أو الازدراء في اللغة الإنكليزية إلا واستخدمها.» وما إن انتُخب في فورة من فورات شعبيته، حتى قذف في الهواء كل فرصة لإعادة انتخابه بأن ألقى بواحد من أعنف خطاباته وهو يعارض الإجراء الرئيسي لحزبه — قانون كانساس — نبراسكا.
ومع أنه هُزم هزيمة منكرة حين سعى لإعادة انتخابه في سنة ١٨٥٤ وتألم كثيرًا لوفاة زوجته الحبيبة، فإنه لم يكن بعد مستعدًّا للاستسلام، وعبثًا حاول العودة إلى مجلس الشيوخ في سنة ١٨٥٥، وفي سنة ١٨٥٦ وكان في الرابعة والسبعين من عمره بذل محاولة أخيرة فاشلة ليفوز بمنصب حاكم، وكشفت جيسي بنتون فريمونت في مذكراتها النقاب عن أن والدها الشجاع الذي كان مصابًا بما يُعرف أنه سرطان قنال في حنجرته، لم يكن ليستطيع أن يخطب في الناس إلا إذا التزم الصمت طوال أيام قبل ذلك، وحتى في هذه الحالة كان فمه ينزف دمًا خلال خطبه العنيفة وبعدها، ومع ذلك فإنه قام بجولة خطابية قطع خلالها أكثر من ١٢٠٠ ميل في محاولة يائسة لإلحاق الهزيمة بالمرشحين الجمهوريين والمرشحين الديمقراطيين الذين يعادونه، وعاد إلى منزله مهزومًا، ولكن باعتزاز ليكمل كتاباته التاريخية الكبيرة.
ولكن توماس هارت بنتون انتصر حتى في موته وهزيمته؛ ذلك لأن صوته الذي كان ينطلق من الماضي إلى جانب الاتحاد، كان من العوامل الحاسمة التي منعت ميسوري مع ولايات أخرى شقيقة كانت تمارس الرق من الاستسلام لجميع المحاولات اليائسة التي بُذلت لدفعها إلى الانفصال، وقد شهد القدر الحكمة التي تجلت في آخر تقرير قدمه بنتون لناخبيه وهو عضو في مجلس الشيوخ «إنني أقدر الشعبية الحقيقية المتينة النابعة من احترام الناس الطيبين للأعمال الطيبة، وإنني أحتقر الشعبية الزهيدة الخادعة التي تُكسب دون جدارة وتُفقد دون ذنب … لقد احتللت مقعد مجلس الشيوخ طوال ٣٠ سنة … واضطُّررت في بعض الأحيان إلى مخالفة الآراء التي رسمها أبناء دائرتي الانتخابية وانطباعاتهم الأولى، ولكنني لم أصب أبدًا بخيبة أمل بفضل ثقتي الكلية بذكائهم وتفهمهم لي وبمقدرتهم على إنصافي.»