الجاحظ: أئمة الأدب (الجزء الأول)
يؤرِّخُ هذا الكتابُ الهامُّ لحياةِ واحدٍ من أعظمِ أُدباءِ العالَمِ الإسلامي؛ إنه الإمامُ «الجاحظ». عاشَ «الجاحظ» في وقتٍ كانت فيه الثقافةُ العربيَّةُ في أوجِ ازدهارِها في العصرِ العباسي، قضى معظمَ حياتِه في بغدادَ التي كانتْ تُعَدُّ آنَذاك من أكبرِ مراكزِ العلمِ والأدب. اهتمَّ «الجاحظ» كثيرًا منذُ نشأتِهِ بالقراءةِ والاطِّلاع، مما ساعدَه على الإلمامِ بشتَّى العلومِ والمعارف؛ لكنَّ معرفتَه لم تقتصِرْ على القراءةِ فقط، بل كانَ لتعلُّمِهِ على يدِ كبارِ الشيوخِ والعلماء، وحضورِه الكثيرَ من حلقاتِ العلمِ دورٌ واضحٌ في إثراءِ فِكْرِه وثقافتِه. وقَدْ عُنِيَ «خليل مردم» في هذا الكتابِ بإيرادِ سِيرةِ الجاحظِ وآرائِه، فقَدْ تحدَّثَ بشيءٍ مِنَ الإيجازِ عن حياتِه، وصفاتِه، وما اتَّسمَ به أسلوبُه من خصائص، كذلك سرَدَ أهمَّ مُؤلَّفاتِه، المطبوعةِ منها والمخطوطة، والَّتِي طارَتْ شهرتُها في الآفاق، هذا بالإضافةِ إلى استعراضِ بعضِ الأمثلةِ والشواهدِ من كلامِه ورسائلِه.