المنظر الأول
(يرتفع الستار عن تنُّور نارٍ في وسط المرسح، وتدورُ سعاد حوله، وهي
تقول):
سعاد
:
قد أسعرتُ النار، وطرحت البَخور للشِّرار، من سُكان البَراري
والقِفار، والهوَى والغَمام، في الزَّوابع والآكَام. أقبِل، يا خندش
بحق ربِّك ذكاء، هَلُمَّ يا دهنش بحقِّ القمر ذي الضِّياء. أسرِع يا
نقطش بحقِّ كل كوكب أنور، سباسب سباسب، صلاهب صلاهب، سبوكة سبوكة
سيدوكة، زمار زمار هارهار. أسرعوا أسرعوا، هَروِلوا هرولوا، فقد أسعرتُ
النار، وارتفعَ الشِّرار، وخرج منها لَهيبٌ ودُخان، لكل من عَصاني من
الجَانِّ، أقسمت عليكم أيها الخدَّام، بأجلِّ الطلاسِم والأقسام، أن
تجيبُوا دعوَتي، وتَسمعُوا كلِمتي، وتأتوني خاضِعين، ولأمري سامِعين،
عجلوا عجلوا، هَروِلوا هرولوا، أقبلوا بالخُشوع، أقبلوا
بالارتِعاد.
(تدخل ٤ عفاريت تمام.)
٤ عفاريت
:
لبيكِ يا سعاد.
سعاد
:
عليَّ بعبلةَ ابنةِ مالك، في هذا الظَّلام الحالِك، عاريةً حاسرة،
مغمومةً باكية، وأْتُوا بها الآن، إلى هذا المَكان (يذهبون). قد نفَذَ السِّحر، وتمَّ الأمر.
ولا بدَّ ما أجعل ابنَ شداد، عبرةً في هذا النَّهار.
(يدخُل عنتر، وبصُحبته مقري الوَحش.)
عنتر
:
أتاكِ الموتُ يا أمَّ
الدَّهاء
سَريعًا فاشرَبي كاسَ
الفَناء
وما هذا البَخور وما تَرُومي
بهذا
الفعلِ يا بنتَ الخَناءِ
لماذا أنتِ في ذا الليل تقرِي
ورائحةُ
البَخور إلى السَّماء
سعاد
:
أرومُ عُبيلةً ذات البَهاء
لمسعود
المَطالع والعَلاء
وقتلك بعدها أقصَى مرامِي
فأبشِر
بالمَهالك والعَناء
عنتر
:
كذبتِ يابنةَ اللِّئام (يهجُم عليها
بالسَّيف).
سعاد
:
ارجِع يا لونَ الظَّلام (يرفعُ يدَه
بالسَّيف فلا يقدِر).
مقري الوحش
:
آه يا فاجرة!
سعاد
:
قِف يابنَ الخاسِرة (ويهجُم عليها مقري
الوَحش فيقتلُها، ويكونُ معه حِجاب يُلبِسه لعَنتر، فتَرجع يدُه كما
كانت).
مقري الوحش
:
هذا عليكِ بَعيد، ودونَه كلُّ عذابٍ شديد … قد عاد عليكِ يا رجيمة،
سوءُ أفعالك الوَخيمة. سلامتك يابنَ شدَّاد، من الغوائِل
الشِّداد.
عنتر
:
باركَ الله فيك يا فارسَ الشام، وسلَّمك من كدَر الليالي
والأيَّام! فقد كِدتُ أن أحتَرِق من فعل هذه الفاجِرة، العجوزِ
الخاسرة. فلا زالتْ روحُها في العذاب، وحماكَ اللهُ من الأوصاب … ما
هذا؟
مقري الوحش
:
هذا حِجابي يا فارسَ العرب، ولولاه لما نجوتَ من الكَرب.
عنتر
:
صدقتَ يا أخي! فلولا هذا الحِجاب، لما خلصتُ من الأوصاب؛ ولكن من
كتَبه لك يا هُمام؟
مقري الوحش
:
قد كتبه لي، أيُّها الهُمام، حكماءُ نجران؛ حفظًا من الجَان. وتفِر
من حامله الشياطينُ، فرار الجبانَ من أسد العرين.
عنتر
:
خذه، باركَ الله لك فيه، وأنالَك كل ما تشتَهيه؛ فلولاه لما نجوتُ
من العَذاب، من هذه العجوز ذات الاكتِئاب.
مقلَّعةُ النواجِذ والثَّنايا
من
الأَسنانِ إلا فردَ نابِ
لها وجهٌ كوَجه الغُول فيه
أماراتُ
الضَّلال والاكتِئاب
(هنا يرفَع منظرٌ عن عبلة مسحورة، ومعها الأربعُ
عفاريت الأول.)
عنتر
:
ما هذا يا فارسَ الشَّام؟
مقري الوحش
:
لا تخف يا هُمام. آهٍ يا أَشرار!
عفاريت
:
زنهار (٣ مرات).
عنتر
:
لا بأسَ عليكِ يابنة العم، ومُذهبة كلِّ هَمٍّ وغم. فأين يا صديقي
الحِجاب؟
مقري الوحش
:
ها هو يا مُهاب (يضَعُ الحِجاب في
صَدرها).
عبلة
:
آهِ من هذا! وأينَ أنا؟
عنتر
:
لا تخافي يابنةَ مالك، أخبرينا عمَّا جرى لك، في هذا الظلام
الحالِك.
عبلة
:
اعلم يابنَ العمِّ، أنني كنتُ في المضرب؛ وإذا بأربعة كالغِيلان،
أو من شياطينِ سُليمان، أرجلُهم كأرجُلِ الكِلاب، ورءوسُهم كرءوس
الكِلاب، فهجَموا علي وحمَلوني، وفي هذا المكان وضَعوني، وبعدها رأيتُك
أمامي؛ فزالتْ همومي وآلامي. وقد خُلِّصت على يديك من الآلام، والحمدُ
لله على ذلك يا هُمام.
عنتر
:
اعلمي يابنةَ الكرام، أن نجاتَك كانت على يدِ فارسِ الشام؛ لأنني
أنا أيضًا سُحرت، وفي شَرَك المكائد وَقعْت. وقد نجَّاني فارسُ الشام
كما نجَّاك، وخلَّصني من أسْرِي كما خلَّصك من بَلاك. فهيَّا بنا إذن
للخِيام، وعند الصباح يفعل الله ما يُرام.
(يذهبون. يدخُل مسعود، وجندلة، واثنان من العرَب
معهما فقط، ومسير المحن.)
مسعود
:
قلبٌ على وصَب الهَوى يتقلَّب
وحشًا
على لهَبِ الجَوَى يتقلَّبُ
يا فتنةَ الألبابِ حسبُكِ
أنني
أودَعتُ قلبي في يدَيك
يُعذَّب
عطفًا أيا ذات النِّفار على
شَجٍ
بفُؤادِه أيدي التَّصَابي
تلعَب
إن كان حبُّك حلَّ في قلبي فلا
عجبٌ
فذا بُرجٌ وذلك كوكَب
أَواهُ من غرام هذا الجمالِ الباهر، فجلَّ المُنشئ القَادر!
عبلة الحُسن والفؤادِ كَفَاني
ما
بِقَلبي من الهوَى والهوَان
أنعمِي لي بالوَصل يا شمسَ عبسٍ
ضاع
رُشدي وذابَ وَجْدًا جَناني
إن سُكري من غُنج طَرْفٍ كحيلٍ
فِعلُه
في القلوب فعلُ اليَمَاني
وقوام إذا تثَنَّى رأَينا
حركاتِ
المِران في المَهرَجان
إني أرى النار، وأثرَ البخور والشَّرار … فأين يا تُرى
سعاد؟
جندلة
:
سعاد، يابنَ الأجْوَاد، مشغولةٌ باستحضار الجانِّ، وجَلبِ عبلة إلى
هذا المكان، ذليلةً مطيعة، ولأمرك سَميعة.
مسعود
:
من هذا القَتيل؟
جندلة
:
سعادُ أيها الجليل، سعادُ بنتُ الزرقاء، ما هذا الكدَرُ
والبَلاء؟
غابَتْ عن الأبصار شمسُ
سُعاد
والرُّزءُ خيَّم فوقَ هذا
النَّادي
قُتلَتْ سعادُ فويل من قد غَالها
من
سيفِ مسعودٍ سليلِ مصاد
مسعود
:
ما هذا يابنَ بلال؟! وهل يَليقُ الندبُ بالرِّجال؟! فارجع الآن
لرُشدكَ والسَّداد؛ لنَبحثَ عن قاتلِ سُعاد.
جندلة
:
وهل غيرُ ابنِ شدَّاد يفعلُ كهذه الفِعال، ويتجرَّأ على النِّساء
والرِّجال؟! سعاد، آهِ لقد ذابَ الفؤاد!
مسعود
:
صبرًا يابنَ بلال؛ لنعرف من القتَّال؛ فإذا كان عَنتر، أُذيقه
الموت الأَحمَر، وأُفني بعده بني عَبس، ولو فرُّوا إلى مَطلع الشمس.
وبعدَها لا مَلام، إذا فَسخْنا الذِّمام.
جندلة
:
عندي أيُّها الهمام، رأيٌ أحسَن من فسخِ الذمام؛ وهو: أنْ آخُذ
مَعي خَمسماية فارسٍ، في زِي بني قينٍ وبني فهد الأَبالِس، ونكمُن بهم
تحتَ الظَّلام، بدون ما يشعرُ أحدٌ من الأَنام. وحينما يجِنُّ الليل،
نركَبُ ظهورَ الخيل، بين بني فهدٍ وبني القَين، ونَرمِي بني قُراد
بالبَين والحَين، ونُنادي في كل ثَورة وكسرة: يا لَثارِ سيِّدي بني
ضَمرة، عَمرو بن حزمة، صاحبِ الشَّفَقة والمَرحمة! وعندها نجعَلُ عنترة
هالِك، ونملك زوجتَه بنتَ مالك، ونعودُ بها تحتَ الظلام، بدون ما يشعُر
أحدٌ من الأَنام.
مسعود
:
هذا، يا جندلة، صَواب، ورأي سَديدٌ لا يُعاب؛ ولكن إذا رجَعتم
بالفشَل، وما بلغتُم قصدًا بهذا العمَل، ما نفعلُ بعد ذلك؟
جندلة
:
أذهبُ بأمرِك أيها الملِك إلى بني عبس وعَدنان، وأُبلِغهم سلامَكَ
أيها المُصان، وأخطبُ لك على رءوس الأَشهَاد، عبلةَ ابنةَ مالك بن
قُراد؛ فإن أجابوا تحصلُ أنت على المُرام، وإذا امتَنعوا فلا عَتْبَ إذ
ذاك ولا مَلام، إذا نقضتْ بعدها الذِّمام، وأذَقْتَهم كاساتِ
الحِمام.
مسعود
:
هذا رأيٌ نبلغُ به المراد، ونَكيدُ ابنَ شدَّاد.
جندلة
:
ولكنْ، يابنَ الأجواد، لا تنسَ ثأرَ سعاد.
مسعود
:
لا وأبيكَ، يابن بلال، لا بدَّ أن أدفَعه إلى القِتال، وأُذيقَه
الموتَ الزُّؤَام، ولو رَكِب على ظهر الغَمام، فاحملُوها الآن،
ووَارُوها التُّراب.
جندلة
:
آه ما هذا المصاب!
(يحملُها العربُ ويذهبون جميعًا، وهنا يدخُل
قَيس، ومعه عروة بن الوَرد.)
قيس
:
ماذا نفعل يابنَ الورد، في خُروجنا من اليمَن بغير قَصد؟
ابن الورد
:
خروجُنا من بلاد اليمن سَالِمين، هو خطأ مُبين وعارٌ مشين.
(لحن من الخارج):
ثارَتْ نارُ الحُروب
فأينَ
القِتال
نخوضُ في الخُطوب
في نيلِ
الآمَال
قيس
:
ما هذه الأصوات؟ أفرسان غائرات؟
ابن الورد
:
هذه أصواتُ أحزانٍ وأتراح، لا أصواتُ أفراحٍ وانشِراح.
قيس
:
لا، يابنَ الورد. هذه أصواتُ سرور، وفرحٍ وحُبور.
(يدخُل عنتر، ومقري الوحش، وشيبوب، والربيع،
وعمارة، مكتَّفين.)
(لحن):
ذُق ربيعَ الضَّلال
كُئوسَ
النَّكال
يا قيسُ لا تُبالي
يا نَسلَ
المَوالي
قيس
:
ما هذا يابنَ شداد؟
عنتر
:
لا تسَلْ يابنَ الأجواد، عمَّا حلَّ بأخيكَ الحارِث، وما أنزل به
من البَلاء والكَوارِث.
قيس
:
ومن أنزلَ به البلاءَ والدَّمَار؟
عنتر
:
الربيعُ، وأخوه عمارةُ الغدَّار.
قيس
:
وما هو السَّببُ يا أبا الأَبطال؟
عنتر
:
سلامتك يابنَ الأقيال!
مقري الوحش
:
قلْ له يا عنتر؛ لتُعذَر وتُشكَر، إذا تظاهَر مَسعُود، بالبَغي في
الوُجود.
قيس
:
وما فعل مسعودٌ من العُدوان؟
عنتر
:
اعلَم يا ملِكَ عبس وعدنان، أنَّ مسعود ابنَ اللئام، قد تظاهَر
لعبلةَ بالغَرام. وأنا أقسم بالبيتِ ومن طَاف، وبالركن والحجَر الأسود
والمَطاف، ونَخوتي العَبسية، ومُروءتي العَدنانية، لا بدَّ ما أقتل
ابنَ مصاد، ولو عصمَتْه مني السمواتُ الشِّداد، وأخرب ديارَه، وأنهَب
أموالَه، وأقتلَ رِجالَه بحدِّ هذا الأسمر، الذي تعنُو له البشَر، فأنا
خَصمه وخصمُ الزمان، في التباعُد والتَّدان.
يريدُ مَذلَّتي ويدورُ حَولي
بجَيش
النَّائباتِ إذا أَتاني
ولا يَدري بأني سوف أُصلِي
حُشاشتَه
بحُمر الهندُوان
أيا ملكًا سَما أصلًا وفصْلًا
ودونَك
في المعالي الفَرقَدان
أيطلُب عبلتي وغدٌ لئيمٌ
وسَيفي
والقَنا فرسَا رِهان
أيابنَ مصاد سوف ترَى مصادًا
عفيرًا
في المذلَّة والهَوان
وفوقَك في الثَّرى العُقبان تهوِي
إذا
ما سارَ في اليمن اليَمَاني
(يذهَب عنتر، ومقري الوحش.)
قيس
:
نحن ما صدَّقنا أن خلَصنا من الأوصاب، أتجدِّدُون علينا شيئًا ما
كان في الحساب؟ أوَهذا وقت خصامٍ يا ربيع؟!
ربيع
:
لا وأبيك يا صاحبَ الجاهِ المنيع، نحن ما كنَّا في خصام، بل في
احترام واحتشام، وطرَب وارتِياح، وارتشافِ أقْدَاح، وبينما نحن في
انشِراح، ولعِب وارتِياح، قد ركِب أخوك الحارثُ المصان، وأخي عمارةُ
وبعض الفُرسان؛ للنُّزهة بين الهِضاب، فرآهُم عنترة الوثَّاب، وظنَّ
أنهم في قِتال، وفعل بنا هذه الفِعال. والآن الأمرُ إليك، وها نحن
جميعًا بين يديك.
قيس
:
أطلِقْهما الآن يا أبا رياح، لنَنظُر ما يجِدُّ في هذا النَّهار من
الأتْراح، وهيَّا بنا إلى الخِيام، ويفعَلُ الله ما يُرام.
(يذهبون جميعًا. ويدخُلُ مسعود، وجندلة، ومسير
المحن.)
مسعود
:
مَن لِصَبٍّ غدا أسيرَ الجَمال
هائمَ
الوجدِ هائجَ البَلبَال
بأبي غادةٌ إذا ما تبدَّتْ
أخجلَتْ
بالجَمال بدرَ الكَمال
خدُّها والجَبينُ نارٌ
ونُور
واللَّمَى والطِّلا شذًا
واللَّآلِي
مُذ طَلبتُ الوِصالَ والقُربَ
قالَت:
هَل ينالُ الفتى طلابَ
المُحال
وإذا ما المَطلوبُ جاء على الطَّا
لِب
صعبًا فالفَوز بالإِجمال
قد أنزلتَنا، يا جَندلةُ، من الرِّفعة إلى الوَهدِ، وسقيتَنا في
كئوس بني عبس السمَّ بالشَّهد، بآرائِك المعكُوسة، ومشوراتِك
المنحوسة.
جندلة
:
من ظنَّ يا ذا الهَيبة والجَلال، أن تُقتل فرسانُنا والأبطال،
ونلقَى من عَنترة الزَّنيم، ما لاقيناه من الهَول العَظيم؟! وأنا ما
حسِبتُه أيُّها المصان، إلا كمَن أعهَدُ من الفرسان؛ ولهذا أخَذت
لقِتاله خمسمائة فارس، ترتاع من بَطشها الجِن والأبالِس. فما كان إلا
ساعة أو أقلَّ، حتى ألجأَ من سَلِم من القَتل، إلى الهرَب والفِرار،
والتَّشتُّت في القِفار.
مسعود
:
ومع عدم حُصول المَرام، ما لاح لنا وجهٌ لنَقض الذِّمام، وما
علِموا مَن هرَب ومَن سكنَ اللَّحد، إلا من بني قَين وبني فَهد. ورأيُك
الثاني بخِطبة عبلة، أظنُّه لا يَروي غُلَّة؛ لأنَّهم على كل حالٍ
يُجيبون سُؤالي؛ خوفًا من بأسِي وكثرةِ رجالي. وأنا إن لم أتحصَّل على
عَبلةَ وتركت قومَها سالمين، فهو عينُ الغلَط.
مسير المحن
:
نعم، خروجُهم من بلاد اليَمَن سالمين، هو خطَأٌ مُبين وعارٌ مشين،
فمُرنا أنتَ أيها الخطير؛ لنَستأصِلَ كبيرَهم والصَّغير. فابدأ بهم
أنتَ أيها المُهاب.
جندلة
:
خروجُهم لا يمكنُ يا ذا النَّوال، إلا بخطبة عَبلة ذاتِ الدَّلال.
وأنا أخطُبها لك بعُنفٍ وجبَروتيَّة، فتلزم قومَها الشهامةُ العربيَّة،
إلى الردِّ والامتناع، والنِّضال بعدَها والقِراع، لا سيما أسْودهم
يابنَ الأكارم، لا يسلَم بعبلة وهو سالم. فطاوعني يا أوحد الزمن، وأنا
أفتح لك باب الفِتن.
مسعود
:
وإذا لم تبلِّغْني المُراد؟
جندلة
:
ألحقني بزَوجتي سُعاد؛ إذا لم أبلِّغْك المَرام، من عبلة وقومِها
اللِّئام.
مسعود
:
على الدُّنيا بني عَبس السَّلام
إذا
بِنتُم وما نُقض الذِّمام
لقد أعطيتُكم منِّي عُهودًا
مدَى
الأيَّام ليسَ لها انفِصَام
ولكنْ عشقُ عبلةَ قد دَعاني
إلى نقض
العُهود ولا أُلام
وعنترةُ الذي أَفنَى رجالي
فليسَ له
من المَوت اعتِصام
سيَلقى مني جبَّارًا عَنيدًا
وسيفًا
ليسَ يعرُوه انفِصام