الفصل الرابع
(ترفع الستارة عن قيس، والربيع، وعمارة، وعنتر، وشيبوب، والحارث، وابن
الورد، وعربان باستعداد الحَرب.)
عنتر
:
ها نحن قد اجتَمعنا الآن، فما هو أمرُك أيها المصان؟
قيس
:
الرأي عندي أن نذهبَ إلى جبَل الغَمام، ونعتصِم فيه والنساءُ
والأنعام، قبل ما يصِل المنهزمون، ويدري بذلك العالي والدُّون.
عنتر
:
وما يفعل إذا حضَر المنهزِمون؟
قيس
:
يستحضِر لقِتالنا يا ذا الشُّئون.
عنتر
:
أمِثلُنا يا ملِك يرتاع، مِن كل من سكَن البِقاع؟ فدعْه يجمَع
الوحوش، والأسودَ والجيوش، فلا يبلُغون منا مَرام، ولو ركبوا ظهرَ
الغَمام.
قيس
:
الرأيُ عندي أن نكمنَ لهم ونَدهمَهم على حين غَفلة، ونمحوَ آثارَه
وآثارَ رجالِه بغُمود حملة. والله البصير، على كلِّ شيء قدير.
عنتر
:
هذا رأيٌ سديد، وتدبيرٌ حميد.
قيس
:
ولكن، من نتركُ عند النِّساء؟
عنتر
:
إن أمرتَ نترك الربيع، وإخوتَه وعشيرتَه والجَميع.
عمارة
:
هذا لا يمكن يابنَ شداد.
عنتر
:
ولماذا يابنَ الأجواد؟
عمارة
:
أنتَ لكل حربٍ تصيرُ طَليعة، وتكسِب بعدها الشهرةَ البديعة، وتتركُ
بني زياد، لحفظِ النساء والأولاد. وهم أهل الوقائِع، وخُوَّاض
المعامِع.
عنتر
:
وماذا ترغبُه الآن؟
عمارة
:
أرغب أن أطاعِنَ الفُرسان، وأربِض في الميدان كالرُّخ، وأذبح مسعود
بخ، بحدِّ شقيقِ المِجَن، المسْتحد على المِسن.
عنتر
:
أنا أعلم يا وهاب، أنك كفؤٌ مُهاب؛ ولكن نحن لا نأمَن على العِيال،
إلا بوُجودكم على كلِّ حال، وفي غيرها يا ساميَ الشَّان، نقدِّمكم على
سائِر الأَقران.
عمارة
:
كن مستريحًا يابنَ شداد، من جهةِ النساء والأولاد؛ فنحن نحفظُهم
والمواشي، من كل طارق وواشي.
عنتر
:
بارك الله فيكَ يا وهَّاب.
عمارة
:
وفيك يابنَ الأنجاب.
عنتر
:
فهيَّا بنا إلى الحرب الآن، ليُلقَى مسعود في هذا النهار، على وجه
الصَّحْصَحان.
(يذهبون جميعًا، وتدخل عبلة ومسيكة.)
عبلة
:
هل يا مسيكة زوجي يبلغُ الأوطار، من مسعود ابنِ الغدار؛ أم يرجع
بالفشَل، لا يبلغُ القصدَ بهذا العمل؟
مسيكة
:
لا ريبَ يا ذات الفخر، يحصُل على النصر، بهمِّته وهمة زوجي فارسِ
النِّياق، صاحبِ البهجَة والإِشراق.
(يدخلُ عنتر لوَداع عبلة، ومقري الوحش لوَداعِ
مسيكة.)
مقري الوحش
:
مسيكة قبلَ بَينِك ودِّعينا
ومِن طيب
العِناق فزوِّدِينا
وإن حَلَّ الفِراق وكان حَتمًا
علينا
الموتُ ويحَك فاندُبِينا
منازلُنا بأرض الشَّام قَفرٌ
بنا كانت
تَسُرُّ الناظِرينا
تركناها لسكَّانٍ سِوانا
وعُوِّضْنا
بقومٍ أكرمينا
كِرام أتركُونا في مكانٍ
من العَلياء
أقصَى الرَّاغبينا
رأينا كلَّ ليثٍ لا يُبارى
ولكنْ مثل
عَبس ما رَأينا
ليوثٌ دأبُها هزُّ العَوالي
وضربُ
السَّيف دونَ العالمينا
فكيفَ نخافُ من صَرف اللَّيالي
وعنترُ
سيِّدُ الأبطال فينا
هُمام كلَّما كثُر الأعادي
وجَدناه لنا
حِصنًا حَصينا
مسيكة
:
بِهمَّة ذي العُلا فخرًا حُبِينا
وشمسُ
السَّعد قد بزَغت لدينا
شجاعٌ ضَيغمٌ يُفني ويُبري
بعَزم
كالجَنادل لن يَلِينا
عبلة
:
أعنترُ قد غدا قلبي حَزينًا
ومن طَرف
البَلا دَمعي سَخينا
مدامعُ مُقلتي زادَت ففاضَت
على خَدِّي
لآلئَ مع لُجينا
عنتر
:
غدًا يا بنتَ مالك تَنظُرينا
وسوف ترينَ
آسَاد العَرينا
وسوفَ ترينَ مسعودًا ملقًّى
على
الصَّحراء من رُمحي طَعينا
أيابنةَ مالك قَرِّي وسُودي
وطِيبي
وافرحي وامشِي الهُوينا
ولا تخشَي فإنَّ حماك ليثٌ
يميت الموتَ
قبل الدَّارِعينا
وها نحن ذاهبون إلى الحَرب الآن، فادعُوا لنا بالنَّصر في كلِّ
آن.
(يودعونَهما ويذهبُ عنتر ومقري الوحش، ويدخُل عمارة
متغزِّلًا بعبلةَ، وهي لا تُريده؛ لأنه كان ثقيلًا عندها
لسَماجَتِه.)
عمارة
:
سُودي عليَّ ببيضِ الأعين السُّود
وادعي
الحَسُود فما غيري بمحسُود
ما أنت إلا عمودٌ للجَمال وما
أنا سوى
مُغرَم بالحسن مَكمُود
أشقَتْ خدودُك قلبي وهي
ناعمَةٌ
وعذَّبَت كَبدي في نار
أُخدود
عبلة
:
وإلى الآن وأنتَ في ضلالِك؟!
عمارة
:
إي وأبيكِ، يابنةَ مالك، إلى الآن وأنا في الغَرام، وحليف الصَّبابة
والهُيام.
عبلة
:
من تعني بشِعرك يا عمارة؟
عمارة
:
أوَتجهَلين يا صاحِبةَ النضارة، من التي سلَبت فؤادي، وأعدَمَتْني
رَشادي؟! أما هي عبلةُ الجمال، وربَّة الدَّلال؟
عبلة
:
هكذا يا عديمَ الرَّشاد، مَن يؤتمنُ على النِّساء والأولاد؟! فاذهبْ
لا باركَ الله فيك، ولا أوصلَ إحسانَه إليك!
(تدفعُه بيدها فيقَعُ على الأرض. تذهَب عبلة
ومسيكة.)
عمارة
:
قد أخذتني، وما وقَّرتني. آه فلا كانَ الغرام! كيف يُذلُّ الكِرام؟!
لو أجابَت سؤالي، وترفَّقَت بحالي، وأقالَتْني من الغَمِّ، كنت أُطعمُها
مم، وأسقِيها امبو. ولو طاوعَتني، لما جهلَتْ ما لي من القدرة والحفَاوة،
حتى زجرَتْني وجعلَتْني واوه. آهِ فلو لم أكن شرَّابًا بأَنقَع، لكنتُ
خوَّفْتها بالبعبع. ولولا عنترُ الأسوَد الأفطَس الأنكد وتأنيبُه
وعَتبُه، لقلتُ لها: به، به، به.
عنتر
(يدخل عنتر وحده مارًّا)
:
ممَّ هِبتَ يا وهاب؟
عمارة
:
من هَيبتِك يا مُهاب! ولمَا رَجعت من القِتال؟
عنتر
:
رجعتُ يابن الأقيال لصديقي مقري الوحش، وعروة صاحبِ البَطش.
عمارة
:
اذهبْ مظفَّرًا ومنصُور، على مدى الأيام والدُّهور (يذهب عنتر). ولو سمِع مقالي، لعجَّل
ارتحالي. اذهب لا رجَعت، ولا سُقيت ولا طُعمت! ما أغلظ جُثَّتك، وأسمجَ
لحيتَك!
(تدخل امرأةُ، وقابضين عليها اثنان حرامية
عربان.)
امرأة
:
أين أهلُ المُروءة؟ أين أهلُ النَّخوة؟ خلِّصني أيها
الشُّجاع.
عمارة
:
عنها يا لَكَاع … (ينظر إليها)
خُذاها واتركاني، فقد لاع جَناني.
عربي أول
:
اشلح يا جَبانُ ثيابك.
عمارة
:
أنا ما كلمتُ جَنابك؛ فلا تكلِّم حَضرتي.
عربي أول
:
اشلح ثيابَك بالتي، أو أرمِي رأسَك عاجِلًا.
عمارة
:
لا لا، فلا حولَ ولا، خُذ مسحي واقنع ورُح.
عربي أول
:
لا يكفِيني.
عمارة
:
أين الرمحُ؟ ها، فذا سَيفِي الصَّقيل.
عربي
:
اشلحه حالًا، يا ذَليل.
عمارة
:
وبمَ أحاربُ بعدها؟
عربي
:
هذِي لمَن؟
عمارة
:
لا، ردها رأسي برد يابنَ الكِرام.
عربي
:
اشلح، ولا تُكثِر كَلام.
عربي ثانٍ
:
كفَى أخي؛ فالباقِي لي.
عربي أول
:
اغنَم كساءَ أفخاذِه.
عربي ثانٍ
:
أجَل، وهذه حصتي.
عمارة
:
يا ويلي، راحَت جَزمتي! لكن؛ وأينَ شجاعتي؟! ﻫ ﻫ فهاتُوا
كُسوتي.
عربي أول
:
قِف خُذها، يا نذلَ العرَب.
امرأة
:
أَنقذني يا عاليَ النسَب.
عمارة
(يذهبون العربان، والمرأة)
:
هيا اذهبِي فلا ولا
من أجلِك هذا
البَلا
تأتي ثِيابي يا تُرى
لا لا تجِي بلا
مِرا
وأقول هذا من المزاح
ها جاءَ حبُّوب
الصباح
(يدخل العربيُّ الأول، ومعه حبلٌ يكتِّف
عمارة.)
عربي
:
لا تخشَ هذي العبا.
عمارة
:
كن راحِمي.
عربي
:
يا مرحبًا! مثلي فلا تلقَى رحيم، أمَدَ الملا يابنَ اللئيم. (يكتفه) كيف رأيتَ نِقمتي؟
عمارة
:
اصبر؛ أتتَني هِمَّتي، حتى أقومَ لقتلتك.
عربي
:
مت عاريًا في حَسرَتِك (ويذهب).
عمارة
:
لو كنتُ غيرَ مكتوف، لشرِبت من دمِك يا منتُوف. قد أخذتم ثيابي، وما
هِبتُم من جَنابي. أما علِمتم أني مهاب، واسمي عمارة الوهَّاب؟! تعالَ
فُكَّني.
عنتر
(يدخل عنتر)
:
ما هذا يا دَنيُّ؟ ومَن فعلَ بك هذه الفِعال؟
عمارة
:
فُكَّني يا أبا الأبطال، وأنا أخبرُك في الحَال (يفكُّه عنتر).
عنتر
:
ها قد صرتَ مفكُوك، فما الذي صار يا صُعلوك؟
عمارة
:
اعلَم يا أبا الأبطال، أنَّها دهِمتنا الرَّجال، فلقِيتُهم بصَدري،
ومزَّقْتهم بسيفي وأسمَري. ولو لم يعثُرِ الجَوَاد، لما قدَروا عليَّ
يابنَ الأمجاد، وأخذُوا ثيابي، وكتَّفوا جنابي.
عنتر
:
ومن أينَ ساروا يا وهَّاب؟
عمارة
:
من هُنا يابنَ الأنجَاب.
عنتر
:
اتبعني؛ لأخلِّص ثيابَك، ممن كتَّفوا جَنابَك (يذهب عنتر).
عمارة
:
هكذا تكونُ العبيد، مع الأسيَاد الأماجِيد (يذهب الآخر).
(يدخل عروة بن الورد مترنمًا، ومعه مقري الوحش،
وكلاهما بملابس حربية.)
ابن الورد
:
إذا هبَّت الأرياحُ من ملعَب
الحَرد
طفأتِ بها حرَّ الصَّبَابة
والوَجد
وإن جُزت يومًا في العَقيقِ
وبارق
فبُثِّي غرَامي واشرَحي بينهم
وَجْدي
فبالله يا ريحَ النَّسيم تحمَّلي
رسالةَ
مشتاق يحِنُّ إلى نَجد
وعند بني عبس من الشَّوق والأسى
ومن
نائباتِ الدَّهر مثل الذي عِندي
ونحنُ جميعًا قد يئِسنا من
اللِّقا
ولكنْ قضاءُ الله حتمٌ على
العَبد
مقري الوحش
:
ما هذا يابنَ الورد؟
ابن الورد
:
سببُه الصبابةُ والوجدُ والشوق يا فارسَ غسان، لشقيقتي أمِّ نعمان.
ولا أدري؛ هل نعودُ إلى الوطن سالمين، أو نكونُ في اليمن من الهالكين؟
ولا أدري الأوطانَ، ولا أم حسَّان؟
مقري الوحش
:
هذا يابنَ الورد مع انتصار الجُند والظفَر والاستظهار، على أعدائِنا
الأَشرار.
(هنا يدخل عنتر وحامل رمحًا، عليه رأس مسعود، وقيس
وعموم العربان.)
عنتر
(يقول شعرَه، والعرب تردُّ عليه)
:
جئنا بالفَوز العالي
والعِزِّ
والأفضال
مسعود ولَّى إلى
نارِ الشَّقا
والبلا
حاجب
(من الخارج يدخُل يقول)
:
اعلم يا ملك أن الملِك مسعود بن مصاد، قبلما تحاربوه ويقتله ابن
شداد، قد أرسَل كتبًا إلى بلادِ اليمن، وكلِّ من له في أطلالها مُناخ
وسكَن، يحضُّهم على قتلِكم، وإهلاك أبطالِكم. والآن واصَل بنو بارقة،
وبنو حَريقة، وبنو باغِضة، وبنو ذُؤيب، وبنو القين، وعرب البرين، وجيوش
البحرين، إلى أن وصَلوا إلى عند حسَّان بن مسعود، ورفَعوا على رأسه
الرَّايات والبنود، وجعلُوه ملكًا عِوَض أبيه، ووعدَهم بالظفَر أيها
النَّبيه، بعدما اجتمعتْ يا ذا المفاخِر، المنهزمون من فُرسان أتيا
عراعر. وعدَّة الجَميع – أيها الموقر – خَمسون ألفًا أو أكثَر، وكلهم
بالحَديد، والزرَد النَّضيد، وخيلُهم سابِقة، ورماحُهم بارقة، ولهم
دَمدمة كالرُّعود، وقلوبُهم أقسَى من الجُلمود.
عنتر
:
مه أيها الجبان! وإذا كانوا ألُوف، وفرَق وصفوف، فما هُم — وحياةِ
أبي شدَّاد — إلا كالغنَم السَّارحة في الوِهاد، وعند الامتِحان يُكرَم
المرءُ أو يُهان.
كل من يدَّعي بما لَيس فيه
طالبًا رغمَ
أنف الزَّمانِ
فهو فَدْمٌ وجاهلٌ وغَبي
كذَّبتْه
حوادثُ الإمتِحان
لا تكُن يا ملِك في التِيَاح، فعندك من يَكفِيك سكانَ البِطاح،
وسكانَ البحار والخلجان، وسرَّ شياطين سليمان.
رسول أول
:
لك البُشرى، يابنَ شداد!
عنتر
:
وما هي يابنَ الأَجواد؟
رسول أول
:
قد أقبلَ صاحبُك نعمة الأشطر، ومعه جيشٌ كثيرٌ أيها الموقَّر.
عنتر
:
وأين تركته يا بسَّام؟
رسول أول
:
قريبٌ من جبَل الغَمام، فبادر لمُلتقاه، والنصرُ على الله.
عنتر
:
صدقتَ يا بسَّام، فهيَّا يا ملِك الأنام.
رسول ثاني
:
بزَغ السَّعدُ يا ذا الأيَاد، بقُدوم الملك عبَّاد، ومعه خمسمائة
فارِس؛ لأجل حضرتِكم أيها القَناعس.
عنتر
:
حقًّا بزغَ السعد، ولله الشُّكر والحمد!
رسول ثالث
:
لك البشرى يا ملكَ الأنام، بقدوم الملِك النُّعمان.
قيس
:
حقًّا بزغت لنا شموسُ الأفراح، فمرحبًا بلِقاء الملوكِ أهل
الكفاح!
(لحن، عنتر يقول، وهم يردُّون عليه):
عنتر
:
مرحبًا يا مرحبًا يا مرحبًا
بالملوكِ
الفضلاء النُّجَبا
بلِقاكُم يا ملوكَ الأمم
نَرتَجي حتمَ
صروفِ النِّقَم
علَّنا بعد الشَّقا والألَم
ننسَى في
الأوطان هذا النَّصَبا
الملك عمرو بن هند
:
لا ريبَ تنسونَه يا أبا الفرسان؛ فقد رضِي عليكم أخي النُّعمان،
بشفاعة المتجرِّدة، ذاتِ الشمائل المُفردة.
عنتر
:
حُفظ أخوك يابنَ هند، وحُفظتَ معه يا ساميَ المَجد. وقد جئتَنا أيها
الشَّقيق، ونحنُ بغاية الضيق، وكل منا يتكلم وهو سَقيم، ويتحرَّك وهو
جَثيم؛ من توالي الحُروب، وغوائِل الخُطوب.
الملك عباد
:
الحق يا ملك على أبي الفُرسان، الذي جعل مِثلي ملكًا وسُلطان.
وسلَّمني بسيفه والسِّنان، أرض السُّود وجبل الدُّخان، وتركني بعدما آب،
في هذه الكروب والأوصَاب؛ لانتهازِ فرص الزمان، لأكافِئَه على هذا
الإِحسان.
الملك النعمان
:
اتركوا الآن المدحَ والعِتاب، واشكروا ربَّ الأرباب، الذي جمَعكم
سالمين، ومن الخطَر آمنِين.
عنتر
:
حمدًا وشكرًا للعليم
المنعِم البَر
الرَّحيم
كذا للنُّعمان الفَخيم
ذي الجُود
والفضلِ العَظيم
دور
احفَظ وأبِّدْ يا مَجيد
سلطانَنا عبدَ
الحميد
كذا خديوينا الفَريد
بَدءًا وحُسنًا
وخِتام