التوجيه عن بعد!
أحمد: إذن فقد دخلنا في مواجهة مبكرة مع مختطفي البراق!
إلهام: حتى الآن، لا نعرف إن كانوا قد قاموا باختطافها، أم ما لديهم تقليد لهيكلها فقط.
أحمد: هذا يعني أنهم إن لم يكونوا قد سرقوها، فهم في طريقهم لسرقتها.
إلهام: بالطبع.
أحمد: سأُخبر «قيس» بالمسافة بينه وبين «الديسكفري».
ثم قام بالاتصال به وقال له: آلو … «قيس»!
قيس: أسمعك جيدًا يا «أحمد»!
أحمد: أنت في منتصف الكيلو سبعين الآن.
قيس: هل اتصلت بالمقر؟
أحمد: نعم … كل شيء واضح أمامي.
قيس: والسيارة التي تتبعنا؟
أحمد: تحافظ على مسافة ثابتة بينها وبينك!
فهد: نحن لا نراها!
أحمد: نعم فبينك وبينها كيلومتر.
ريما: هل ندخل مواجهة معهم؟
أحمد: لا … تجنَّبوا الدخول معهم في مواجهةٍ قدر الإمكان.
قيس: لماذا؟
أحمد: نريد الوصول لمَن يوجهونهم.
قال ذلك ثم التفت إلى «إلهام»، قائلًا: أعتقد أن المقر سيتعرض للهجوم اليوم أو غدًا!
إلهام: لماذا؟
أحمد: لأنهم يظنون أنهم أبعدونا بذلك عنه.
إلهام: وأنا أظن أنهم يعرفون قوتنا الحقيقية ويعرفون عدد الموجودين هنا.
نظر لها «أحمد» مليًّا، ثم قال لها: أوافقك في هذا!
ثم قام بالاتصال ﺑ «عثمان»، وسأله قائلًا: هل هناك من جديد؟
عثمان: نعم، لم أَعُد أرى شيئًا!
ابتسم «أحمد»، وقال له: أي شيء؟
عثمان: لا … بل أقصد سيارتنا «اللاندروفر».
أحمد: أنا أراها على الكمبيوتر.
عثمان: ولكني أرى شيئًا آخر.
أحمد: ما هو؟
عثمان: هناك مَن يراقبنا!
تسمَّرَت عينَا «أحمد» في عينَي «إلهام» … فقد فاجأه الخبر … ثم انتبه إلى صوت «عثمان» يقول له: «أحمد» … ماذا حدث؟
أحمد: لا شيء، ولكني لم أتوقَّع أن يكونوا قريبين منَّا لهذه الدرجة.
عثمان: هل ندخل معهم في مواجهة؟
أحمد: لا مواجهات الآن، لا مواجهات الآن.
عثمان: ماذا جرى لك؟
أحمد: لقد كان «قيس» يريد الدخول في مواجهة مع مَن يطاردونه.
عثمان: لا مواجهات الآن … لا مواجهات الآن.
قطع «أحمد» الاتصال مع «عثمان» حتى لا ينطلق في الضحك … وعاد لمراقبة الطريق، فوجد «قيس» قد اقترب جدًّا من موقع معسكرهم الأخير … فسأله قائلًا: ماذا ستفعل بعد ذلك يا «قيس»؟
قيس: سأذرع الطريق جيئةً وذهابًا … وأطوف حول المكان باحثًا عن آثار تؤدي لمرسى سفينة أو مبنى تحت الأرض … أو غير ذلك.
أحمد: ذلك سيؤدي إلى مواجهة مبكرة معهم، وأنا لا أريد ذلك.
قيس: سأُحدث جلبة بالفرامل وبآلة التنبيه.
أحمد: لا تَقُم بذلك إلا في الوقت المناسب.
قيس: سيحدث.
فوجَّه «أحمد» حديثه ﻟ «إلهام» قائلًا: نريد نسخة أخرى من البراق.
إلهام: ماذا … نسخة أخرى؟
أحمد: نعم … وبسرعة.
إلهام: ولكن كيف؟
أحمد: سنرى.
وفي اتصال عاجل بالمقر الرئيسي بالصحراء الغربية، طلب «أحمد» من مركز أبحاث المقر، أن يُرسلوا له النسخة الهيكلية للبراق … وسيلة لا يلاحظها أحد.
وتعجبَت «إلهام» لما سيفعله «أحمد» بالنسخة الهيكلية، فهي جسم فقط دون محرك.
أحمد: ولكنها تتحرك!
إلهام: وهل تقوم بدفعها كعربة اليد؟
نظر إليها مبتسمًا دون أن يُجيب، ثم غادر القاعة … ولحسنِ حظِّه وجد المصعد موجودًا فاستقلَّه إلى الجراج.
وعندما انفتح بابه، سَمِع صوتَ أقدامهم تُهرول خارجه … فأطلق لساقَيه العنان خلفهم.
فزادَت الأقدام من سرعتها، وهو من خلفهم حتى اختفى الصوت فجأة …
ثم سمع صوتَ فرقعة لبعض أفرع الأشجار تنكسر، ثم صوت ارتطام أقدام ثقيلة بأرض الشارع بجوار السور.
فقام بالاتصال ﺑ «عثمان»، وطلب منه أن يمسح المنطقة حول المقر بالمنظار وأن يرصد أيَّ غريب يراه … ويُخبره عن موقعه.
وفي هذه اللحظة سمع صوتَ تفريغ هواء … فعرف أنهم ضفادع بشرية وقد غاصوا تحت الماء وبالطبع لم يتمكن «عثمان» من رصدهم … فطلب منه اليقظة … وعاد هو إلى الجراج حيث وجد «البراق» تقبع في آخره وتحيطها سيارات «اللاندروفر» وقد كان هذا طلبه، حتى لا يمكن إخراجها من الجراج بسهولة.
فقام بفتح بابها، ثم أدار جهاز الأمان الإلكتروني حتى لا يتمكن أحد غيره من إدارتها … وإلا احتاج لقطع إصبعه ووضعه على الباب إلا أن هذا الجهاز يقرأ بصمة الإصبع.
وفي هذه اللحظة، سَمِع صوتًا يخرج من جيبه … فعرف أنه من تليفونه المحمول … وقد كانت محادِثتُه هي «إلهام» التي طلبَت منه سرعة العودة؛ لأنها لا ترى شيئًا على شاشة الكمبيوتر.
وفي توتُّر شديد، وقف ينتظر المصعد، وقد شعر باللحظات، وكأنها دهر، ومن الجراج إلى المصعد إلى قاعة الكمبيوتر، انطلق «أحمد» كالقذيفة.
وأمام شاشته جلس ينظر في دهشة لما يرى؛ فقد كانت سحابة كبيرة تملأ الشاشة، وكأن مرصد القمر الصناعي قد تم توجيهه إلى السماء.
وعن طريق بعض الأزرار بلوحة التحكم … استطاع العودة إلى الموقع الموجود به «قيس»، غير أنه لم يجده … ولم يجد مطارديه.
وعبثًا قام بمسح المنطقةِ كلِّها حول المكان الذي تركه فيه قبل أن يغادر القاعة فلم يجده.