هذا الإنسان
يصطلح المؤرخون الأوروبيون على تسمية العصور التي تقع بين ٥٠٠ و١٠٠٠ للميلاد بالعصور المظلمة، ذلك لأن العقل البشري خبا وأوشك أن ينطفئ، فكانت أوروبا في ظلام الجهل لا ترى رؤية بالعقل والأدب والعلم، وبقيت في الظلام إلى بدايات القرن الحادي عشر حين بزغ النور على أضعف ما يكون، ولكنه ما زال يتجمع حتى انفجر في القرن الخامس عشر.
فإذا انتقلنا من التاريخ البيولوجي وجدنا أيضًا «عصورًا مظلمة» فقبل نحو ٧٠ أو ٨٠ مليون سنة عم العالم ظلام، كأن الحياة في الاعتبار البشري قد أخفقت وسدت على نفسها طريق الرقي؛ ذلك أن الأحياء انتهت إلى أنواع من الحيوان يطلق عليها في أيامنا اسم الزواحف التي لا تزال هياكلها باقية في المتاحف، بل كذلك بيضها، تشبه إلى حد كبير التماسيح والعظايا، وكانت في الحجم تترجح بين الكلب والفيل، بل كانت تزيد أحيانًا على الفيل، وكانت تعيش في كل مكان في الغابات والأنهار والسهول والجبال والبحار، وقد انقرضت لأسباب لا تزال مجهولة، ولم يبق منها، بعد تطورات مختلفة جعلتها بعيدة عن الزواحف القديمة، سوى تلك الزواحف الصغيرة والكبيرة في أيامنا، وهي لا تحيا إلا تلك الحياة السرية، تختبئ من الأحياء الأخرى وتخشى الافتراس، وتسعى في الظلام وتنجحر في النهار.
وعاشت هذه الزواحف الكبرى نحو ثلاثين أو أربعين مليون سنة، وكأن التطور قد تجمد بها، وكأن اتجاه الطبيعة نحو الإنسان بإيجاد العقل قد انحرف، فلم تعد الغاية نمو العقل، بل أصبحت نمو الجسم.
ومن قبل ذلك بملايين السنين تجمد التطور بإيجاد الحشرات التي اتجهت وجهة أبعد ما تكون عنا؛ إذ قنعت بالغريزة كأنها من الشجر حتى إن برجسون، في نزعة غيبية مسرفة قال: إن في الحياة طريقين أحدهما طريق الغريزة، وقد قطعته الحشرة إلى نهايته، والآخر طريق العقل ونحن البشر في طريقه لما نبلغ نهايته، ولو أن برجسون كان قد عاشر أيام الزواحف الكبرى لوصل إلى مثل هذا الفرض أيضًا، ولكن الحياة «موسوعية» تحاول وتجرب وتبيد الأحياء الفاشلة، وتتحسس الوسائل الصغيرة لتجاربها الكبيرة.
وانقراض الزواحف الكبرى مجال للحد والتأمل، فلعلها انقرضت؛ لأنها كانت كبيرة الحجم عملاقية التركيب، ونحن نعرف أن العمالقة الشاذين الذين يولدون بيننا من البشر يعقمون؛ أي: لا يتناسلون، والفيل أكبر الأحياء على اليابسة لا يلد إلا مرة كل ٣٥ سنة، ولكن هذا التعليل لا يكفي؛ لأنه كان بينها زواحف قدر الكلب أو الحمار أو الفرس، وهناك من يقول بأن التغيير المناخي قد أبادها؛ أي: أن الدنيا بردت فجأة ودخلت في عصر جليدي، فلم تتحمل هذه الزواحف المناخ الجديد، ولكن هذا بعيد؛ لأن التطور كان أحرى بأن يسعفها بفراء أو ريش بدلًا من أن يتركها لتنقرض، وأخيرًا هناك من يقول بأن اللبونات الجديدة كانت تأكل بيضها وتحول دون تناسلها، وهذا حدس لا أكثر.
ولكن بعد نحو ٣٠ أو ٤٠ مليون سنة من هذا الكابوس الذي جثم على العالم نجد أمارات العصر الجديد أو النهضة البيولوجية، فمن ناحية نجد الطيور ومن ناحية نجد اللبونات، وليس في أيامنا طيور قديمة تحتوى مناقيرها على الأسنان، ولكن بقاياها أو أحافيرها توجد في المتاحف، أما اللبونات القديمة فلا يزال بعضها حيًّا حتى في أيامنا، فإنها تبيض ولا تلد، ثم هي مع ذلك ترضع أولادها بطريقة بدائية؛ إذ يتشقق البطن ويخرج من شقوقه سائل دموي لبني تلحسه الأطفال، وهذا هو الرضاع البدائي كما نراه في حيوانين هما البلاتيبوس في أستراليا والنمال أو آكل النمل في أمريكا الجنوبية.
وظهور الطيور هو خطوة كبيرة جدًّا في التطور؛ لأن الإحساس عند الطائر انتقل من الأنف إلى العين، فإلى ظهور الطيور كانت جميع الأحياء، في البحر واليابسة، تسعى الطعام والأنثى بالأنف، ولكن ميدان الشم صغير محدود، أما ميدان العين فيتسع إلى الآفاق ويزيد الملاحظة والمقارنة فيزيد الذكاء.
وحوالي ٣٠ مليون سنة قبل عصرنا نجد أحياء من اللبونات الجديدة تعيش على الشجر وتعتمد على عيونها، وهي مضطرة إلى ذلك غير مختارة؛ لأن المجال للشم على الشجرة صغير جدًّا، ولكن هذه اللبونات لم تكن مسلحة بالريش لكي تطير بالأجنحة وتنجو بنفسها أو تنتقل بها من شجرة إلى أخرى، ولذلك احتاجت هذه اللبونات الجديدة إلى أن تعتمد في التنقل على الأغصان أو الانتقال من شجرة إلى أخرى على أيديها.
وأبعد إيماءة إلى أصلنا هو الليمور، وهو أنواع كثيرة تختلف أحجامها من حجم الفأر إلى حجم الثعلب، وهو حيوان ليلي يسعى في الظلام ثم يختبئ وينام في النهار، ولأنه ليلي جمع عينيه في وجهه مثل البومة التي تصيد في الليل، ووجهه غير بشري، فإن أنفه يجتمع بفمه في فقم بارز، وشفته العليا مشقوقة، ومنطقة أنفه وفمه رطبة كالبقر وهو يستعمل يديه الاثنتين، لا الواحدة للتناول، وقد يتناول طعامه أحيانًا بفمه، وهو من أقدم اللبونات كما يدل على ذلك أنه يعيش في شرق آسيا وشرق إفريقيا «في مدغشقر» ولا يعيش فيها بينهما؛ أي: أنه نشأ قبل الانفصال الجيولوجي بين هاتين القارتين، هذا الانفصال الذي يملأ ثغرته الآن المحيط الهندي.
وهذا الليمور هو إيماءة أولى للإنسان، ولكن ما أحقرها من إيماءة! فإنه لا يزال يحتفظ بذنبه، وذكاؤه يقل عن ذكاء الكلب، ومخه أمسح بلا تلافيف.
وليس من شك في أننا نحن البشر قد قضينا فترة طويلة من تطورنا على الشجر اكتسبنا بها جملة أشياء ما كنا لنكسبها لو أننا قمنا بالبقاء على اليابسة، ذلك أن الشجر علمنا وعودنا التسلق باليدين، فلم تعد يدانا للمشي فقط بل صارتا أيضًا للتسلق، وبهذا التسلق نفسه تهيأت اليدان للإمساك والتناول، ثم كسبنا بالمعيشة على الشجر الاعتماد على العين بدلًا من الاعتماد على الأنف، فزاد وجداننا؛ أي: درايتنا بالوسط الذي نعيش فيه؛ لأن الحيوان الذي يسعى بأنفه ويسترشد بالشم لا يدري إلا البقعة التي هو فوقها أو القليل مما حولها، ولكن الحيوان الذي يقعد على غصن الشجرة أو يرتفع إلى غصونها العالية يرى بعينيه جملة كيلو مترات محيطة بالشجرة، ونحن هنا كالطير، ولكننا نمتاز على الطير من حيث إن أيدي الطير صارت أجنحة، أما أيدينا فبقيت للتسلق ثم للتناول.
وإذا كان الليمور إيماءة أولى، فإن الطرسير إيماءة ثانية، فإنه حيوان يتفق مع الليمور من حيث أنه ليلي كالبوم، والبومة لأنها تصيد في الظلام أو الغبشة، تحتاج إلى أن تكون عيناها في وجهها، لا في صدغيها كالحمامة أو الدجاجة؛ لأنها تحتاج إلى التمييز الصحيح للأشباح بعينين اثنتين تريان معًا، ولا بد أننا قضينا فترة طويلة من تطورنا ونحن نسعى في الليل على الشجر، كما هو الشأن في الليمور والطرسير، وهذه الفترة هي التي جمعت عينينا في وجهنا ونقلتهما من صدغينا، فصرنا ننظر إلى الأشياء بعينين نظرًا كاليدسكوبيًّا؛ أي: أن الصورة التي تنقلها إحدى العينين تراجعها العين الأخرى وتصححها وتنقل ظلالها، فتتجسم الرؤية، وهذا المنظر الكاليدسكوبي هو ما يطمع في تحقيقه هذه الأيام المشتغلون بالأفلام السينمائية؛ أي: أنهم يرغبون في تجسيم الصور حتى لا تكون فتوغرافية فقط، وجميع الحيوانات، باستثناء القليل، كالإنسان والقردة العليا، وطيور الليل، تنظر النظر الفتوغرافي بعين واحدة في أحد الصدغين، فالرؤية عندها غير مجسمة، أو غير متقنة.
ولكن حياتنا على الشجرة أكسبتنا ميزة أخرى لا تقل عن ميزة الاعتماد على العين؛ أي: على العينين معًا، دون الاعتماد على الأنف، هي ميزة استخدام اليد للتناول، فإن التسلق على الشجر يهيئ اليد والأصابع للتناول؛ لأننا تعلمنا من القبض على الغصن كيف نقبض بعد ذلك على العصا أو الحجر، وكيف نتناول الثمرة باليد وننقلها إلى الفم بدلًا من أن نمد شفتينا إلى الثمرة، وساعدنا هذا على وضع جديد للوجه البشري؛ لأن الفكين تراجعا للوراء ورقت الشفتان، فصار لنا وجه مستقيم عموديًّا ولا يبرز منه الفكان من أسفل، وساعدنا هذا بعد ذلك على أن نتخذ الوضع العمودي لأجسامنا بدلًا من الوضع الأفقي الشائع بين الحيوانات.
- (١)
إن عقلنا أصبح عقل العين بدلًا من عقل الأنف، عقل الآفاق البعيدة والمقارنة الكثيرة، وما زلنا نقول: ما رأيك؟ يجب أن تتبصر، وهذا هو التفكير العيني.
- (٢)
واكتسبنا أيضًا القامة العمودية، وكان تسللنا على الشجر هو التدريب الأول لذلك.
- (٣)
اكتسبنا من الشجر استعمال اليد لتناول الطعام وغيره بدلًا من استعمال الفم.
- (٤)
واكتسبنا هذا الوجه البشري الذي لا يبرز فيه الفكان؛ لأننا لم نعد نتناول الطعام بالشفتين.
ولكن حياة الشجر علمتنا أيضًا أخلاقًا جديدة، ما كنا لنصل إليها لو أننا بقينا على اليابسة، منها عناية الأم بأطفالها أو هذه الأمومة البشرية في التزامها لأطفالها مدة طويلة، وكذلك اعتماد الأطفال على الأم، وهذه المدة الطويلة قد هيأت الفرصة للتربية.
ذلك أن سكنى الشجر لغير الطيور خطرة على حيوان لبون لا يطير إذا هاجت الريح وضربت الغصون، أو إذا تسلق ثعبان وحاول أن يأكل الصغار، وهي أخطر على الأطفال الذين يجب أن تحرسهم الأم وتدأب في المحافظة عليهم من السقوط أو من عادية الوحش، وهنا الفرصة العظيمة للنمو العقلي مدة الطفولة.
ونستطيع أن نصف الإنسان منذ بداياته الأولى بأنه حيوان عيني، لا حيوان أنفي، وأنه أيضًا حيوان عمودي لا حيوان أفقي، وأنه أيضًا حيوان يدوي.
ولكن هذه البدايات نجدها جميعًا في الليمور الذي تنأى أصوله إلى ماضٍ سحيق، برهاننا عليه أنه كان يعيش قبل الانفعال الجيولوجي بين إفريقيا وإندونسيا حيث لا يزال هو إلى الآن يقيم في هاتين المنطقتين: مدغشقر وإندونيسيا.
ولكن هذه بدايات فقط في الليمور لأنها غير تامة، فإن عينيه لم يتقاربا التقارب البشري، وهو لا يزال يمشي على أربع مع القدرة على الوقوف والتسلق، فإذا انتقلنا من الليمور إلى الطرسير، وهو حيوان ليلي كالبومة وجدنا تقارب العينين، ووجدنا ميزة أخرى هي أنه لا يمشي ولكنه يثب على قدميه كما نثب نحن حين نكون مقيدين، وهذا الوثب قد انتفعنا به؛ لأنه نقل عبء الجسم من أصابع القدمين إلى رسغيهما، فكانت القامة العمودية.
وظهر الطرسير، في تجاربه البشرية الأولى، من أقل من ثلاثين مليون سنة، وكنا نحن هذا الطرسير ننظر في الظلام كالبوم ونشب على رسغينا، ونأكل كل شيء بلا تخصص كما نفعل الآن، فلم نقتصر على الثمر ولم نقتصر على الحشرات، فنحن من حيث الطعام «موسوعيون» لا نتخصص.
والطرسير مع ذلك حيوان سحيق؛ لأن الفرق بينه وبين الغوريلا أكبر جدًّا من الفرق بين الغوريلا وبين الإنسان، فإن مخه لم يغط إلى الآن مخيخه كما هو الشأن في القردة العليا.
ولأمر ما نجهله نزل الإنسان الأول، وهو شيء بين الطرسير والقرد، إلى اليابسة، ولعل السبب في نزوله من الشجر أنه تضخم فكبر جسمه وثقل ولم تعد الأغصان تتحمله أو لم يعد هو يجد الخفة في التنقل عليها، واستطاب الإقامة على اليابسة حيث الأمن فيها على الأطفال مكفول؛ لأن سقوط الأطفال من الشجر كان من الهموم العظيمة التي كان يعانيها أسلافنا قبل ملايين السنين، واستطاع أن يسعى على اليابسة، يسعى بالوثب أولًا ثم بالمشي ثانيًا بالاعتماد على الرسغين.
ولكنا لما تركنا الشجر كانت أذنابنا لا تزال عالقة بنا، بل هي لا تزال كذلك في العصعص الذي يجمع عندنا من الفقرات ما يكفي لذنب محترم يليق لأي حيوان على الشجر، ويتعلق بالغصون، وكل ما نحتاج إليه كي نسترد أذنابنا قليل من اللحم والجلد … ولكن إقامتنا على اليابسة أغنتنا عن الأذناب؛ لأن اليد كانت قد تحررت فصارت تتناول وتذب الهوام وتقتل الحشرات، وفي حيوان مثل الإنسان قد استقر على أن يعيش على اليابسة، يعود الذنب عبئًا يجب التخلص منه وقت القتال، وكان لا بد من زواله.
وكان لا بد من أن نترك الشجر، أولًا للأمن الذي ذكرنا؛ لأن حياة الصغار على الغصون كانت عرضة لأخطار السقوط، وثانيًا لأن غذاءنا من الأثمار لم يعد يكفينا، وخاصة لأن الأثمار ليست دائمة؛ إذ هي موسمية، وكسبنا من اليابسة جملة أشياء:
أولها: أن اليد التي كانت قد كادت تتخصص في القبض على الغصون قد أصبحت مكلفة واجبات جديدة في التناول، فتطورت الإبهام حتى صارت كأنها يد أخرى تواجه الأصابع الأربع لا تقف معها في صف كما هو الشأن في الأورانج أوتان الذي لا يزال ملازمًا للشجر، فهو يحسن القبض على الغصن والتعلق به، ولكنه لا يحسن التناول للحجر أو العصا، ثم اكتسبنا القامة العمودية للمشي.
وقد احتجنا في هذا الانتقال من الشجر إلى اليابسة، ومن القامة الأفقية إلى القامة العمودية، إلى رباطات جديدة تربط أمعاءنا حتى لا تسقط، ولكن هذه الرباطات لم تتأصل في طبيعتنا إلى الآن، كما نرى مثلا من هذا المرض البشري، والبشري فقط؛ أي: الفتق، حين تنهار الأمعاء عند الرجل وتسقط في الكيس أو حين تفتق صرة المرأة وتخرج، فإن هذا المرض لا يمكن أن يصاب به كلب أو بقرة أو فأر، نصاب نحن به للقامة العمودية التي اتخذناها، ولما نحقق جميع أدواتها التي تحميها وتبقيها في صحة وسلامة، وقد وقعنا بهذا الوضع العمودي في تناقضات داخلية؛ لأن ضيق الحوض عند الرجل يقيه من الفتق ولكنه في الوقت نفسه يجعل الولادة عسيرة عند المرأة، ثم أدى هذا الوضع العمودي إلى زيادة العبء على القلب الذي نشأ للوضع الأفقي، ولذلك فإن أقدامنا تبرد، وتنشأ لنا الدوالي؛ أي: أن الأوردة تتورم في الساق لعجز القلب عن جذب الدم من تحت إلى فوق، ثم يمرض القلب لزيادة المجهود عليه في رفع الدم من القدم إلى الرأس.
العين، واليد، والإبهام، والرسغ، هذه الأربعة نقلتنا من طور الحيوان إلى طور الإنسان، وهيأت لنا حالًا جديدة أو وضعًا جديدًا استطعنا به أن نجعل الرأس كبيرًا يتسع للمخ الكبير الذي كسا المخيخ بل طغى عليه، ولولا هذه الأربعة لما استطعنا أن نصل إلى الوجدان والذكاء والمعرفة ثم الحضارة والرقي؛ لأن المخ البشري، بالمقارنة إلى الجسم، هو أكبر مخ على هذا الكوكب، ولولا أن قامتنا عمودية لما استطعنا أن نحمله ولو كان هذا المخ البشري في رأس الذئب أو الفرس لكسر عنقيهما؛ لأنهما يحملانه حملًا أفقيًّا لا عموديًّا.
ولكن مخًّا كبيرًا بلا عينين تنقلان إليه أخبار الوسط لا قيمة له؛ إذ لن يجد المادة التي تحمله على التفكير والمقارنة والاستنتاج؛ أي: الذكاء، ثم كذلك مخ بلا يد تصنع الأدوات والآلات لن يؤدي إلى اختراع حضارة، ثم كل هذا لم يكن مستطاعًا لو لم نقف على أرساغنا؛ أي: على كعوبنا وقفة عمودية تتحمل عبء المخ الكبير، ثم بعد ذلك اللغة التي قطعت ما بيننا وبين الحيوان ورفعتنا إلى السماء.