الصراع بين البورجوازية والإقطاع ١٧٨٩–١٨٤٨م (المجلد الأول)
شَهِدَت المجتمعات الأوروبيَّة — وخاصة فرنسا — قُبَيْل اندلاع الثورة الفرنسية عام ١٧٨٩م انقسامًا كبيرًا بين طبقتين: الإقطاعية القديمة؛ والتي تتمثَّل في المَلِك والنبلاء وكبار مُلاك الأراضي الزراعية، وكانت تحكم البلاد حُكْمًا مطلقًا، فضلًا عن سيطرتها الكاملة على كافة أمور البلاد. والبورجوازية (المتوسطة) المثقَّفة الجديدة، والتي كانت تسعى بكلِّ جهدها لأجل السيطرة على مقدرات البلاد السياسية والاقتصادية. وقد أدَّى هذا الانقسام إلى إشعال نيران الثورة، التي هيَّأت السَّبِيل لنشر مبادئ «الحرية والإخاء والمساواة» في العالم أجمع. وإذا كانت قوى الإقطاع قد نجحت بالفعل في إخماد الثورة، وتمكَّنت أيضًا من تصفية حكم نابليون بعد ذلك، بهدف الحفاظ على توازن القوى فيما بينها، فإنها شهدت صراعًا مريرًا بينها وبين حركات القومية الوطنية وأنصار الحرية في شتَّى أرجاء أوروبا دام حتى عام ١٨٤٨م.