محاسن الولايات
سُئل عمار بن ياسر رضي الله عنه عن الولاية فقال: هي حلوة الرضاع مُرَّة الفطام. وذكروا أنه كان سبب عزْل الحجاج بن يوسف عن المدينة، وَفدَ وفدٌ من أهل المدينة منهم عيسى بن طلحة بن عبيد الله، على عبد الملك بن مروان فأثنَوا على الحجَّاج وعيسى ساكت، فلمَّا قاموا ثبَتَ عيسى حتى خلا له وجهُ عبد الملك، فقام فجلس بين يدَيه، فقال: يا أمير المؤمنين، مَنْ أنا؟ قال: عيسى بن طلحة بن عبيد الله. قال: فمن أنت؟ قال: عبد الملك بن مروان. قال: أفجهِلْتنا؟ أو تغيَّرْت بعدَنا؟ قال: وما ذاك؟ قال: ولَّيتَ علينا الحجَّاج بن يوسف يسير بالباطل، ويَحمِلنا على أن نُثني عليه بغَير الحق، والله لئن أعدْتَه علينا لنعصينَّك، وإن قاتَلتَنا وغلبتَنا وأسأتَ إلينا قطعتَ أرحامنا، ولئن قَوِينا عليك لنَغصِبنَّك مُلكك، فقال له عبد الملك: انصرِف والزَم بيتك، ولا تذكرنَّ من هذا شيئًا، قال: فقام إلى منزله، وأصبح الحجَّاج غاديًا إلى عيسى بن طلحة، فقال: جزاك الله عن خلوتِك بأمير المؤمنين خيرًا، فقد أبدَلَني بكم خيرًا وأبدلَكُم بي غَيري وولَّاني العراق. وعن مُعمر بن وهيب قال: كان عبد الملك عندما استعفى أهل العراق من الحجَّاج قال لهم: اختاروا أيَّ هذين شئتم — يعني أخاه محمد بن مروان وابنه عبد الله بن عبد الملك — مكان الحجَّاج، فكتَبَ إليه الحجاج: يا أمير المؤمنين، إنَّ أهل العراق استَعْفَوا عثمان بن عفان من سعيد بن العاص فأعفاهم منه، فساروا إليه من قابِلٍ وقتلوه، فقال: صدَقَ وربِّ الكعبة، وكتب إلى محمد وعبد الله بالسَّمع والطاعة له.
ضده
كتب عبد الصَّمد بن المعذل إلى صديقٍ له وُلِّيَ النفاطات، فأظهر تِيهًا:
وقال ابن المُعتز:
وقال لبيد: