محاسن الباه
حُكِي عن عالِج جارية مكشوح أنها حدَّثتْ مولاتها أنها كانت تغتسِل كلَّ يوم، فسألتْها عن ذلك؟ فقالت: يا هذه إنه يجِبُ على المرأة ما يجِب على الرجل بعد احتِلامه. قالت: أوَتَحتلِمين؟ قالت: إنه لا تأتي عليَّ ليلةٌ لا أُجامع فيها إلَّا وأحتلِم. قالت: فكيف يكون ذلك؟ قالت: أرى كأنَّ رجُلًا جامَعني، ولقد رأيتُ ليلةً كأني مررتُ بدكَّان أبي مالك الطحَّان وبغل له واقف قد أدلى ورَماني تحتَه وأولَجَه فاحتلمت، ثمَّ انتبهتُ وأنا أجد مَعكةً في مراق بطني ولذَّةً في سُويداء قلبي، وكان هذا البغْل إذا أدلى حكَّ الأرض برأسِ أيْره وضرب به في بطنه، فترى الغُبار يتطايَر عن يَمينه وشماله. قال: وكانت مَهديَّة بنت جبير التَّغلِبية تقول: ما في بطنِ الرجُل بضعةٌ أحبُّ إلى المرأة من بضعةٍ تُناطُ بعقد الحالِبين ومنفرَج الرِّجلين. حدَّثني جَهْم، قال: قلتُ لامرأةٍ من كلب: ما أحبُّ الأشياء من الرجال إلى النساء؟ قالت: ما يُكثر الأعداد ويَزيد في الأولاد حرْبة في غِلاف تُناط بحقوي رجلٍ جاف، إذا غافَس أوْهى وإذا جامَع أنجى. قال: وقال أبو ثُمامة لامرأةٍ من زُبيد وهي تبكي عند قبر: من الميِّت؟ قالت: كان يجمَع بين حاجِبَيَّ والسَّاقِ يَهزُّني هزَّ الصارِم الأعناق، ووالله لولا ما ذكرتُه لك ما استهلَّت بالدموع عيناي، وقد كذَبَتْك امرأةٌ تبكي على زَوجها لِغَير ما أعلمتُك. قال: وركِب الرشيد حِمارًا مصريًّا، وطاف على جواريه، فقالت له واحدة: يا مولاي، ما أكثر ما تركب هذا الحمار؟ قال: لأنه يسبُّ طيفور. قال: فمن يسبُّ طيفور يُركب. قال: نعم. قالت: ففي حر أمِّ طيفور؟ قال: فنزل وواقَعَها، وأنشدَ في مثله:
ضدُّه في مَساوي العنين
قال بعضهم: تزوَّج العجَّاج امرأة يُقال لها: الدَّهناء بنت مِسحل فلم يقدِر عليها، فشكت ذلك إلى أهلها فسألوه فِراقها، فأبى وقال لأبيها: تطلُب لابنتِك الباه؟ قال: نعم، عسى أن تُرزَق ولدًا، فإن مات كان فَرطًا، وإن عاش كان قرَّةَ عَين فقدَّموه إلى السلطان فأجَّلَه شهرًا، ثمَّ قال:
ثمَّ أقبل على امرأته، فضمَّها إلى صدرِه فقالت:
ابن أبي الدُّنيا أنَّ أعرابيًّا أخبَرَه أن امرأة منهم زُفَّت إلى رجلٍ فعَجَز عنها، فتذاكر الحيُّ أمر الضُّعفاء من الأزواج عن الباهِ وامرأة الأعرابي تَسمع، فتكلَّمتْ بكلامٍ ليس في الأرض أعفُّ منه ولا أدلُّ على عجْز الرجُل عن النساء، فقالت مُتمثِّلة:
الرقاشي قال: حدَّثني أبو عبيدة، قال: سمعتُ ناسًا من الحِجاز يقولون: تزوَّجَ رجلٌ من امرأةٍ فعجَز عنها إلَّا أنه إذا لامَسَها، ابتأرَ فيها فقَضى أن حملتْ وما مَكثتْ إلَّا أن رأسَ ولدُها، فجلس في المجلس؛ قال له قائل: لقد جئتَ من بلَلٍ قليل. قال: جئتُ من بلَلٍ لو أصابَ مغيضَ أُمِّك لكان كما قال الشاعر:
الهلالي قال: رأيتُ وافِر بن عصام يُساير المهدي، فحدَّثه بحديثٍ فضحك، فقلتُ له: حدِّثني ما حدثتَ به المهدي. قال: سألَنَي ما عندك للنِّساء. فقلت: ما لهنَّ عندي إلَّا حديث ابن حزم. قال: وما حديثه؟ قلت: عمَّرَ حتى بلَغَ الثمانين، فتزوَّج ابنةَ عمٍّ له، فلمَّا أُهديَتْ إليه قعَدَ بين شقَّيْها فأكسلَ وأراقَ على بطنِها، فأقبلَ عليها كالمُعتذِر، فقال: هذا خَيرٌ من الزِّناء. قالت: كلُّ ذلك لا خَير فيه. قال: وشكتِ امرأة زَوجها وأخبرتْ عن عَجْزِه أنه إذا سقَطَ عليها انطبَقَ والنِّساء يكرَهْنَ وقوع الرَّجُل على صدورهنَّ، فقالت: زَوجي عياياءُ طَباقاء وكلُّ داءٍ له دواء. وقيل في ذلك: