الرسالة السابعة
فارقت جِنوَة وأنا معجب بنشاط أهلها ووطنيتهم وغريب إقدامهم، حتى لقد رأيتهم يزحزحون الصخور، ويقيمون مكانها القصور، ويصعدون إلى أعالي الجبل فيبنون المساكن الأنيقة والدور الرشيقة. ولقد أطلت التفكير في زخرفتهم حتى لقرافتهم التي فاقت كل ما رأيته في غير مدينتهم، بإبداع التماثيل وكثرة العناية، بحيث إنها تعد من أحسن منازههم وأنظفها وأبهجها ولا يصح للسائح أن لا يزورها. وقد رأيت بعض العائلات تقيم لمن يتوفى من أفرادها أثرًا جليلًا من المرمر الناصع بالتمثيل المحكم والإتقان التام مما يكلفها ١٠٠٠٠٠ فرنك فنازلًا، واعتنت البلدية بتنظيمها على هذا النسق المعجب، وقَسَّمَتها أقسامًا بقدر اللحود تبيعها لمن يريد، وهي تتكلف بتشييد القبور وإقامة الأنصاب لمشاهير المدينة قديمًا وحديثًا.
وكانت جِنوة أول مدينة شعرنا فيها بالبرد الخفيف، وفيها تنازل الغيث علينا مدرارًا، ثم قمنا منها قاصدين باريس، ولكنا التقينا في القطار برجل من أهل تورينو، أشار علينا بشطر الطريق نصفين حتى لا تفوتنا الفرصة من مشاهدة هذه المدينة الفاخرة التي تسمى في كتب قدماء العرب طزون وطرونة وأطرونة، وحتى لا نتعب من طول الطريق.
فعملنا بنصيحته وكنا أرسلنا متاعنا إلى باريس مباشرة، فدخلنا المدينة وقد أرخى الليل سداله وجر الظلام أذياله، فرأينا شوارعها أنيقة تضيء الكهربائية أرجاءها، فتساعد على زيادة جمال المباني الفخيمة التي تحف بها، وأمضينا بقية الليلة بثياب النهار، حتى إذا أصبح الصباح (وانتشر نوره ولاح وأشرقت الشمس على جميع البطاح وانتعشت بنورها الأرواح … إلخ قافية الحاء) قمنا من الفندق وطلبنا من البواب أن يتحفنا بدليل من أولي الألباب.
فراعني منظره وهالني مخبره، وكدت أرده من حيث أتى، وأبحث لي على فتى، إذا لا فائدة لي من هذا الشيخ الأنحس الأتعس، ذي الظهر المقوس والمنظر المخنبس. فقد أخلقت حِدته، وقبحت نضرته، وأظلم ضياؤه، وذهب بهاؤه، ونقض الدهر مرته، وأذهب كِدنته، وأكل عليه وشرب، ونحله حتى احدودب، قد تكسرت قواريره، وساء مصيره، فأصبح كالشبح الباطل، أو الظل الزائل، بل العفريت ذي الرجل المسلوخة، أو الغول ذي السحنة الممسوخة، أو أبو خيشة وأبو غرارة المشهورين في كل حارة، أو «بركة الله والعافية» الذي يخوف به كل غلام، أو اليحشوم المعروف عند العوام، أو البعبع وأبو زبعبع، أو الخيدع والخيلع والخولع، أو العكنكع والكعنكع.
فنظرت إليه نظر المزدري، ولكنني حرت في أمري حينما رأيته قد ابتقع لونه وانتقع وامتقع، فدبت في نفسي حينئذ عوامل الرأفة والحنان، وتحركت عندي عواطف الشفقة والإحسان. وقلت: لا شك أنه قد ألفجته الحاجة إلى إخلاق الديباجة، ولعل هذا الوجِل المُستطار المُفْقَع المدقوع خلفه صبية يتضورون من الجوع الديقوع اليرقوع، فجاء يبحث لهم على غُفه وبُراَض لتخفيف ما ألم بهم من الضنك والشَّظف والمضاض، فرثيت حينئذ لحالة هذا المنتجع، وتحننت عليه، فأذهبت عنه الروع، وآمنت خيفته، وخفضت جاشه، وأنجزته حاجته، وأدركته طلبته.
ثم ركبنا عربة وهو معنا نتفرج على المدينة وما فيها من الغرائب، وكانت كلها تزيد في عيني جمالًا واعتدالًا، وليس الفضل في ذلك لمنظر صاحبنا فقط؛ بل لأنها في الحقيقة تحتوي بعد استُكهُلم (عاصمة السويد) على أجمل حدائق الدنيا، وقد طفنا منازهها وارتقينا ربواتها، وأهم مرتقى صعدنا إليه هو جبل شامخ يكاد يكون رأسيًّا، عليه أربعة قضبان كشريط السكة الحديدية، وفوق كل اثنين منها عربة عجلاتها السفلية كبيرة والعلوية صغيرة جدًّا، بحيث يكون الجالس على هذه العربة كأنه على الأرض المنبسطة، ومتى دق الحارس الجرس الكهربي صعدت بانتظام من غير أدنى ارتجاج، تجذبها قوة الغاز ثم ترسلها إلى مكانها الأول عندما تجيء الإشارة، وسأصف لك هذه الآلة في رحلتي؛ فقد كتبت إلى مخترعها أطلب منه البيان الشافي.
ولمَّا تسنَّمنا ذروة هذه الربوة رأينا متحفًا فيه الحيوانات والأحجار والأعشاب والأزهار الخاصة بالقسم من جبال الألب المجاور للمدينة، ثم صعدنا على سطح المتحف، فرأينا النظارات المُقربة قد قرَّبت لنا الجبال حتى كأنها صارت تحت يد المتناول، وقد كلل الثلج هاماتها فكأنها هرِمَت من طول العهد، إذ ترى السحب فوقها متراكمة على الدوام، ولكن سفحها ما زالت فيه قوة الشبيبة والإنبات، فتراه مجللًا بالحلل السندسية البديعة.
ثم هبطنا عن هذه الربوة وقصدنا متاحف المدينة ولا أذكر منها الآن إلا القسم المصري، فقد رأيت لهم عناية تامة بحفظ الآثار التي صرفوا في جلبها من بلادنا الأبيض الوضاح والأصفر الرنان، ورأيت فيه مجموعة كاملة من ورق البردي المزين بالأشكال والرسوم الباهية، فيها تصوير الأحوال التي تمر على المصري القديم من يوم منبته إلى يوم منيته إلى يوم دينونته إلى يوم مستقره (في جنة أو جهنم)، ثم نزلنا تحت الأرض في قاعات طويلة فيها الآثار المصرية الضخمة كالمسلة، وصورة لأبي الهول وهي في غاية الجمال. وإني لأعجب كيف يصح إطلاق لفظ أبي الهول على هذا التمثال الذي وجهه وجه غادة حبشية مفرطة في الملاحة، اللهم إلا أن يقال إن حسنه يهول من يراه كما يقال في لغتنا الواسعة (لهذه الفتاة محاسن رائعة)، ولم لم يكن التمثال الهائل الذي بجانب الأهرام ما كان هذا التعبير يصح في الأذهان، ولكن قد كان ما كان، فالأجدر بنا أن نحمل هوله على ما به فرط الحسن وصباحة المحيا.
ثم خرجنا من هذا المتحف إلى غيره مما في المدينة، فشاهدنا أسواقها عامرة وحوانيتها مشحونة بأصناف البضائع، ثم إن الفاكهة فيها، بل في كل إيطاليا، من أجود ما يكون، حتى إني رأيت البرقوق فيها بحجم الكمثرى، بحيث لا يصح أن نسمي نظيره في بلادنا إلا بلفظة بريقيق (بالتصغير)، ثم خرجنا منها قاصدين بلاد «فرانسة الغراء»، فسار القطار تجره باخرة من الأمام وتدفعه أخرى من الخلف؛ لأن الأرض كانت آخذة في الارتفاع.
وقبل أن نصل إلى مدينة مودان الفاصلة بين تخوم فرنسا وإيطاليا دخلنا نفَقًا منقورًا في جبل يناطح السحاب، فداخلني منه خوف شديد ورعب زائد، فأخرجت الساعة بنوع من الإلهام لكثرة فزعي من هذه الكتلة المتناهية في الجسامة والضخامة التي ستكون فوقنا، وقد كنت أحسب نفسي قد تعودت على السير في الأنفاق، فإذا الأمر ليس كذلك؛ لأن القطار صار يسير ويتعثر في مشيته، ثم يخفف من وطأته ثم يستريح ثم يصفر ثم يتنهد، ثم ينحدر فيكتم نَفَسه خوفًا من الانزلاق على المنحدر، وينتقل على قضبان توشك أن تكون مضرسة لحفظه من السقوط، وقد استطال السير حتى كادت النفوس تزهق من انحصار الهواء ومن الرعب الشديد الذي قد تضاعف بمرور باخرة أخرى بجانبنا ما لبثت أن بارحتنا، وتركت باخرتنا كالفرس أجهدها الضنى وحضرتها ساعة الوفاة، ومع ذلك لا يرحمها الفارس بل ينخسها ويستنزف ما بقي فيها من حول وقوة (ولا حول ولا قوة).
وكنت وأنا تحت هذا الجبل المتعالي أخشى أن يسقط حجر واحد منه، فينهار ويروح القطار شهيد هذا الدمار الذي ليس بعده دمار، وكنت أخشى أن يصح على السائق نص الحديث النبوي (لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى)، وكان الطَّل متساقطًا والنور في العربة أصفر باهتًا (مثل فانوس اللصوص)، فتوسلت إلى الله — جل شأنه — أن يهيئ لنا الخروج من هوة الظلمات إلى فضاء النور، فتقبل الدعاء وأنعش أرواحنا بالضياء. وليس هذا الوصف الحقير شيئًا بجانب الحقيقة على الإطلاق، وإن لم تصدقني فتعالَ إيطاليا ومر بهذا النَّفَق (ولا تنس بيشة)، فإنك ستمضي به إن شاء الله تعالى أكثر من نصف ساعة، وترى أكثر مما جاء في هذا البيان، وليس الخبر كالعيان.
ولقد اعترفت حينئذ بصدق من قال إن الحادثات تمر على الإنسان ثم ينساها حتى كأن لم يكن منها ما كان، وأنه عُرضة للنسيان في كل زمان ومكان، فإني بعد الخروج من هذا المسلك الحرج افتكرت أني نسيت أمرًا خطيرًا، وذلك أني خرجت من إيطاليا ولم أتناول شيئًا من المكرونة أو المعكرونة أو المَقَرُونة (طعامها المشهور) حتى وددت لو رجعت إليها لآكل منها بالأرطال أو بالأمتار (فقد بلغني وأنا بمصر أنها تؤكل في بعض النواحي من هذه البلاد بالأمتار)، ولكن هيهات هيهات رد ما فات، خصوصًا وقد خشيت عودة المرور من ذلك الطريق في النفق المضيق، ومع ذلك فقد سهل الأمر؛ لأنني تذكرت حينئذ الجران بار (أرجوك السماح فإن المقرونة مقرونة فيه بالإتقان).
ولما وصلنا إلى مودان نزل الركب يهنئ بعضهم بعضًا على السلامة من ذلك الجبل المريع، واستنشقنا حينئذ هواء فرنسا، وقد كانت رئاتنا في احتياج إليه، وتسلمنا عمالُ السكة الحديدية الفرنسوية، ثم سار بنا القطار بين جبال شامخة شماء يشقق من أعاليها الماء، فيكون غدرانًا وأنهارًا تنساب بجانب الوابور وتحته بمنظر رائق جميل، والهواء صافٍ عليل يروح النفس ويرد إليها الحياة. ولا أعلم لماذا اعترتني هزة الفرح ونشوة السرور وأنا أمر بينها معجبًا بهذه المحاسن الطبيعية، وقد رأيت في بعض حقولها، وفي بعض مزارع إيطاليا شادوفنا المصري بالتمام، ولولا وجود الجبال وكون الذي يسقي الأرض بالشادوف لابسًا القبعة والبنطلون لظننت أني في أرياف مصر أشاهد فلاحنا المعهود.
وشتان بين ما لاقيته في جنوب إيطاليا مما قبض الصدر وضيق عليَّ القلب، وبين ما شاهدته في جنوب فرنسا مما يَسُر الخاطر ويُقر الناظر. أما المدائن التي مررنا عليها في جنوب فرنسا، فإنما هي قُرى خلوية ليس فيها شيء من الجمال الذي رأيناه في مدن إيطاليا، وكنت عند كل محطة أسمع القوم وخصوصًا النساء يملأن الأفواه عند النطق باسم باريس فيقلن (باري، والأكثر باغي بغُنَّة ومدَّة فيها الترخيم الرخيم)، ثم أقبل الليل فشددت حلقة في أعلى الكرسي فانقلب سريرًا بل فراشًا وثيرًا، فنمت متوكلًا على الله ولسان حالي يكرر ما يقوله المصريون (على قلبها لطيلون)، وبعد ١٩ ساعة قضاها الوابور في السير الحثيث وصلنا مدينة باريس.
وقبل أن أنتقل إلى الكلام على هذه المدينة الحسنا، أرى من الواجب علي أن أوفي بوعد قد أخذته على نفسي، وهو ذكر ما ألاقيه من عمال كوك، فإني لا يسعني أن أوفيهم هنا حقهم من الثناء، فقد قاموا بخدمتنا في جميع المدائن التي نزلنا بها أحسن قيام، وساعدونا في كل طلباتنا فوق المرام، وأمدونا بجميع أنواع التسهيلات والإيضاحات، خصوصًا في فلورنسة وتورينو حتى محوا الهفوة التي وقعت ببرندزي، فلله در كوك أحسن الله مثواه بقدر إحسانه إلى نفسه وإلى العالم كله!
القاموس
إنما اخترت هذا الوصف الكريه لزيادة التكريه في بيان التشويه ولزيادة التنفير فيه، حتى يشترك القارئ معي في جميع عواطفي وتتجسم له الحقيقة كما ينبغي وكما يبتغي. وهناك ملحوظ أهم وأدق أريد أن أستلفت إليه الأنظار من أرباب الأقلام والأفكار، وهو أنني أكره طريقة الكتابة بمثل ما نحوته في وصف ذلك الرجل، ونفوري منها أشد — ولا شك — من نفور القارئ مني عند مروره على ذلك الفصل، ولكنني أرجوه بناءً على ذلك أن يمنع ويمتنع عن اتخاذ مثل هذا الأسلوب المعيب في كتاباته، حتى لا تكون مثل ما أقدمت عليه كثيرة الألفاظ، فارغة المعنى، مشحونة بالحشو، مزدانة باللغو، مشمولة بالغثاثة، مصحوبة بالرثاثة. فإن هذا الأسلوب البغيض الجلف الفاسد النسيج، السخيف التركيب، فيه من البشاعة والشناعة ما يجعله مستهجنًا ملفوظًا مذمومًا مردودًا، ولا غَرو أن التكلف والتصنع في التنقيب في قعر القاموس عن الألفاظ المستنفرة المستغربة المتوعرة المتقعرة «المعجرفة»، لا يكون فيه أدنى دليل على العلم بأصول اللغة والتبحر فيها، بل هو دليل على سخافة ذلك المتكلف المتصنع وجهالته وحماقته، بل هو برهان قوي على ما يعبر عنه العوام بالتقعر والحنشصة. ونحن اليوم في عصر تعرف فيه قيمة الوقت، فيا حبذا لو تفطن الأدباء إلى تخير الألفاظ اللائقة، وجعلها في خدمة المعاني المطلوب التعبير عنها لا كما يفعل البعض (وخصوصًا أهل السجع) من جعل المعنى أسير اللفظ يجري حيثما رآه لا حيثما أراد المنشئ.
ولقد تنبه إلى ذلك نفس أئمة الإنشاء، فقال أبو هلال العسكري، المتوفى سنة ٣٩٥ في كتاب الصناعتين: «وقد غلب الجهل على قوم فصاروا لا يستجيدون الكلام إذا لم يقفوا على معناه بكد ويستفصحونه إذا وجدوا ألفاظه كزة غليظة وجاسنة غريبة … فلا خير في المعاني إذا استكرهت قهرًا وفي الألفاظ إذا جرت قسرًا.» وقال ابن الأثير المتوفى ٦٣٧ في المثل السائر: «إن أرباب النظم والنثر غربلوا اللغة باعتبار ألفاظها، وسبروا وقسموا فاختاروا الحسن من الألفاظ، فاستعملوه ونفوا القبيح فلم يستعملوه»، فلما عرفوا السهل السلس المستجاد منها قالوا بوجوب اعتباره واستعماله وأبقوا الباقي في أمهات اللغة وبطونها للرجوع إليها بقصد تعرف كلام الأعراب في بواديهم، وتفهم مقاصدهم ليس إلا. هذا ولولا أنني أردت أن القارئ يستهجن هذا الأسلوب بجميع حواسه لما سمحت لنفسي بالاعتماد على هذه الألفاظ التي يترتب على عدم معرفتها إضاعة الوقت سدى؛ ولذلك أضفت هذا القاموس تلافيًا للضرر، وبعض الشر أهون من بعض.
الألف
- الأَننِ: الكثير الأنين وهو التأوه من الألم.
الباء
- البُرَاض: القليل الزهيد اليسير.
- ابتُقع: (انظر امتقع).
- الأبهق: ذو البياض الرقيق في ظاهر البشرة.
التاء
- الأتعس: المشئوم المنحوس.
الثاء
- الثَّعل: تراكب الأسنان على بعضها.
الجيم
- جُحُوظ العين: عظمة المقلة وبروزها.
- الجِدة: ضد البِلَى.
- الجُعْسُوس والجُعشوش: القصير الدميم.
- مُجير: صار مثل الجير، والجير خطأ صوابه الجِيار، واسمه عند العرب الصاروج أيضًا، والكِلْس بمعناه معرب عن اللغات الإفرنجية.
الحاء
- الحُبسة: تعذر الكلام عند إرادته.
- احْدَوْدَب: احقوقف؛ أي: اعوج كظهر البعير بمعنى خرج ظهره ودخل صدره وبطنه.
- الحُكْلة: نقصان آلة النطق حتى لا تعرف معانيه إلا بالاستدلال.
- الحَوَص: ضيق مؤخر العين حتى كأنها خيطت.
الخاء
- الخُرْطوم: الأنف.
- الخَلْق: الفِطرة.
- أخْلق: بلي وتفانى واضمحل وتلاشى.
- إخلاق الديباجة: الاطلاع على دخيلة الأمر الذي يُستنكف من كشفه، فهو بذل ماء الوجه في السؤال على التشبيه بقولهم: «أخلق الثوب.»
- المخنبس: لفظ اشتققتُه لضرورة السجع البارد من قولهم: «الخُنَابس» بمعنى الكريه المنظر، والرجل الضخم تعلوه كردمة أي: قصر.
- الخَنَس: تأخر الأنف عن الوجه مع ارتفاعٍ قليل في الأرنبة.
- الخَنيف: أردأ الكتان البالي.
- الخُنَّة: أن يشرب الحرف صوت الخيشوم بشدة.
- الخَوَص: غئور العينين مع الضيق.
الدال
- الديباجة: الوجه.
- الدحْدَح والدحدحة والدحداح والدحداحة والدُّحادِح والدُّحَيْدحة والدَّوْدَح: القصير والمستدير الململم.
- الدَّرْدَبِيس: الداهية والشيخ والعجوز الفانية كأنه من الدروس.
- الدِّردِح: الشيخ الهم.
- المَدْقُوع: الرجل يذل في فقره حتى يلصق بالدقعاء وهي التراب.
- الديقوع: الجوع الشديد كقوله: (جوع يُصدع منه الرأس ديقوع).
- الدميم: القبيح.
الراء
- الرُّتَّة: تمنع أول الكلام فإذا جاء شيء منه اتصل.
- اليَرْقُوع: الجوع الشديد.
السين
- الأسلع: ذو سلعة؛ أي: شجة، وسلع الرجل صار أبرص.
- السَّلنطع: المتعته في كلامه كالمجنون.
- السَّمَعمَع: الرجل الصغير الرأس والمرأة الكالحة في وجه الإنسان المولولة في أثره.
- الساهم: الضامر المتغير.
الشين
- الشبح الباطل: الهُباء.
- الشتيم: الكريه الوجه.
- الشَّظف: الضيق والشدة والبؤس ويبس العيش.
- المِشفر: شفة البعير وقد يستعمل للخيل وللناس.
الصاد
- أصعل: دقيق الرأس والعنق.
- أصلع: الذي انحسر شعر مقدم رأسه.
الضاد
- الضنك: الضيق من كل شيء. يقال للمذكر والمؤنث مثلًا «عيشة ضنك».
- تضوَّر: تلوَّى من وجع الجوع.
الطاء
- الأطرط: الخفيف شعر الحاجبين.
- الطَّمْطَمة: كون الكلام شبيهًا بكلام العجم.
- المُستطار: المذعور.
العين
- العقلة: التواء اللسان عند إرادة الكلام.
الغين
- الغُفَّة: البلغة من العيش.
- الغَمْغَمة: أن تسمع الصوت ولا يتبين لك تقطيع الحروف.
الفاء
- الفَطَس: تطامن قصبة الأنف وانتشارها أو انفراش الأنف في الوجه.
- المُفقع: الذي تناهى سوء حاله في الفقر.
- الفَقَم: بروز الثنايا العليا من الأسنان إلى الخارج فلا تقع على السفلى.
القاف
- الأقهب: الذي فيه حمرة فيها غُبرة وكدورة.
الكاف
- الكِدنة: النحم واللحم.
اللام
- ألفج الرجل: أفلس وذهب ماله ولزق بالأرض من كرب أو حاجة، فاضطُر للالتجاء إلى غير أهله وذهب فؤاده فَرقًا وذلًّا.
- اللَّفف: إدخال حرف في حرف.
- مُلوَّزان: يقال ذلك للعينين المشقوقتين مثل اللوز.
الميم
- المِرَّة: قوة الخَلق وشدته ونقض الدهر مرته بمعنى أزالها وأعدمها.
- الأمرط: ذو الشعر المنتوف الساقط.
- المُضاض: الماء لا يطاق ملوحة، ووجع يصيب الإنسان في العين.
- امتُقع: (على بناء المجهول) تغير لونه واختطف من حزن أو فزع أو ريبة، وكذلك انتُقع ولكنه بالميم أجود.
النون
- المنتجِع: الذي يقصدك طالبًا لمعروفك.
- الأنحس: الكثير الشؤم.
- نَحِل: صار ناحلًا هزيلًا ضئيلًا.
- انتُقع: (انظر امتقع).
الهاء
- الهَدَل: استرخاء الشفة أو المشفر.
- الهَرَم: بلوغ أقصى الكبر.
الواو
- الوَجِل: الكثير الخوف.
الياء
- اليَفَن: الشيخ الكبير الطاعن في السن.
ذيل القاموس
- أكل الدهر عليه وشرب: إشارة إلى استهانة الدهر به ونكايته فيه.
- تكسرت قواريره: إشارة إلى أن عظامه صارت كالزجاج وقد تكسر.
العفريت وأبو رجل مسلوخة والغول وأبو غرارة وأبو خيشة و«بركة الله والعافية» واليحشوم وأبو زبعبع والبعبع والخيدع والخولع والخيلع والعكنكع والكعنكع كلها أسماء خرافية خيالية يتخذها الأمهات وبعض العوام لتخويف الأطفال، فتتربى فيهم ملكة الجبن والهلع وبئست العادة.