عبد الناصر والشاه١

في الوقت الذي لا يجد الشاه في العالم كله مكانًا يُئويه أو طبيبًا يداويه أو وطنًا يحميه، يتبرع حاكم مصر بالقيام بذلك تأييدًا لعميل أمريكا وطاغية إيران؛ فالعملاء يؤيد بعضهم بعضًا، والكل يتسابق لدى السيد في إظهار مزيد من عمالته. إذا سقط عميلٌ أتى الآخر ليحمي الأول أو على الأقل ليُئويه في أيامه الأخيرة، وربما كان الدافع الرغبة في أخذ أموال الشاه الهارب، وثرواته المهربة التي تقدَّر بمئات الملايين من الدولارات في البنوك الأجنبية، والعقارات الشاهقة على الجبال وفي العواصم الكبرى، والمجوهرات من فوق تاج الطاووس ومن ثنايا خزائنه. الشاه أولًا وماركوس ثانيًا. وربما يأتي المصاهرة من أجل تشريع النهب والسرقة؛ فالمال مشاع بين الأسرة القديمة التي بها الشاب المدعي للعرش، والأسرة الجديدة الطامعة بها العروس، زوجة ملك المستقبل! استُقبل استقبال الملوك وهو الشاه الهارب المخلوع، وشُيعت جنازته رسميًّا، وعلى عربة مدفع، وأمامه جنود مصر، وحرس حاكمها الخاص باسم إكرام الميت، وواجبات الدفن، واستقبال العزاء! وهو الذي كان يسرع وهو حيٌّ بالقضاء على الأحياء وإنهاء الآجال. كانت جنازة لا يحيط بها ولا يسير فيها ولا يرعاها إلا الخونة والعملاء باسم الدين وتحت ستار الإسلام. وقد يكون أطباء أمريكا هم الذين قتلوه أثناء إجراء العملية الجراحية له بجرح الكبد، حتى تنتهي مشكلة تسليم الشاه والإفراج عن الرهائن. قتلته أمريكا باسم العلم، وواريناه نحن التراب باسم الدين. خديعة في الأولى، ونفاقًا في الثانية.

وهو الشاه الذي عادتْه مصر في ثورتها والذي كان عدوها اللدود مع حكام الرجعية والخيانة، فلما انقلبت الثورة إلى ثورةٍ مضادة، تحول عدو الأمس إلى صديق اليوم. أحالَنا الواقع المر الحالي إلى الحلم الثوري القديم. ماذا كانت صورة الشاه أيام كانت مصر في قلب الثورة العربية وتحت قيادة زعامتها الثورية؟ كان الشاه أداة الاستعمار ضد التقدم، ومطية الصهيونية ضد شعب فلسطين، وعميل أمريكا ضد الاستقلال الوطني للشعوب، وحليف الرجعية ضد القومية العربية، والمناهض للوطنية ضد مصدق والحكم الوطني، والمتاجر بالدين والمزيف لشعارات الإسلام باسم الحلف الإسلامي، والقاضي على الحريات بأوامره للسافاك. هذه هي صورة الشاه في الخطابة السياسية للزعامة الثورية في الستينيات في مصر.

(١) أداة الاستعمار

فأول خط في رسم صورة الشاه في الخطاب السياسي عند عبد الناصر أن الشاه أداة للاستعمار. فقد كان محرضًا في حلف بغداد، وكان محرضًا لإنجلترا وقت العدوان ومؤيدًا لها، وكان محرضًا ضد الأمة العربية وضد القومية العربية. كان يزيف الشعارات ليضع الأمة العربية داخل منطقة النفوذ الأمريكية والبريطانية. لذلك حاولت الثورة المصرية كشفه باستمرارٍ باعتباره عميلًا للاستعمار وعدوًّا للرجعية. أيده الاستعمار، ونصبه على العرش خلفًا لأبيه، وأرجعه بعد هروبه في وجه ثورة مصدق الوطنية، وأيده بالسلاح والمعلومات عن المعارضة. كان الغرب يعتبر إيران واحة أمان في الشرق الأوسط، وأبعد البلدان عن الثورات والتقلبات السياسية. وفجأة وبلا مقدماتٍ اندلعت الثورة، ونزلت الملايين إلى الشوارع، وظهر الأئمة كقادةٍ تاريخيين للشعوب الإسلامية، وانضم الجند إلى الشعب في ثورةٍ عرابية ناجحة، وهرب الشاه، رفض الاستعمار استقباله، واستقبله أعوان الاستعمار الآخرون في المناطق القريبة. تنصل الاستعمار منه حرصًا على شعب إيران، وتمادى باقي العملاء في مساندته تقربًا للأسياد، وطمعًا في ثروة الشاه المخلوع. وانضم الشاه إلى نادي الملوك المخلوعين الذين رأوا في الاستعمار خير سند لهم ضد شعوبهم مثل لول نول، سبارك، ديم، تشان كاي تشيك ثم لحق بهم ماركوس والنميري، والباقون آتون بأشخاصهم أو إن لقوا حتفهم قبل الهروب يمثلون بأزواجهم.٢

(٢) مطية الصهيونية

وثاني خط في صورة الشاه هو أنه مطية الصهيونية وحليف إسرائيل. لقد باع الشاه نفسه بأبخس الأسعار للاستعمار حتى اعترف بإسرائيل ليرضي أمريكا. ولكن الأمة العربية لم تُخدع ولم تتأثر بهذه الشعارات الزائفة؛ فهي تعلم أن الاستعمار أقام إسرائيل في قلب الأمة العربية، وأنه يريد من إسرائيل أن تقضي على الأمة العربية، وأن أعوان الاستعمار لا يمكن أن يكونوا للاستعمار إلا خدمًا ينفذون أوامره. وتنظر الزعامة في مصر إلى هؤلاء الأعوان باحتقارٍ شديد؛ لأنها عندما صممت على استقلال البلاد استطاعت أن تنتزع الاستقلال انتزاعًا. هذه الروح هي التي تسري في كل شعوب الدنيا. وإن شعب إيران الذي ثار ليتحرر والذي انتكست ثورته، لا يمكن أن يقبل أن يخضع للاستعمار أو لمناطق النفوذ، ولا يمكن أبدًا أن يكون مطيةً للصهيونية العالمية لتتحكم في مصير إيران. لقد باع الشاه نفسه للاستعمار والصهيونية، وأعلن بنفسه أنه يعترف بإسرائيل ليرضي هؤلاء الأسياد، أمريكا وبريطانيا والصهيونية وإسرائيل. لذلك لم تقبل الثورة المصرية أن تبقى لها سفارة في إيران بل أغلقتها، ولم ترضَ أن يكون لها ممثل لدى هذا الذي باع نفسه للصهيونية وللاستعمار. وقد أتى اليوم الذي تحررت فيه إيران من الرجعية والفساد والسيطرة والاستعمار والصهيونية، حتى تعود الثورة المصرية وتفتح سفارتها لدى شعب إيران الحر الأبي الكريم. إن الثورة المصرية تقف مع شعب إيران وتؤيد ثورته من أجل التحرر، حتى يصبح هذا الشعب سيد نفسه، لا مطية للاستعمار والصهيونية.

(٣) عميل أمريكا

والخط الثالث في صورة الشاه في الخطاب السياسي لدى عبد الناصر هو أنه عميل أمريكا، لما كانت أمريكا هي زعيمة الاستعمار في العصر الحديث بعد أن تخلت بريطانيا زعيمة الاستعمار القديم عن دورها المباشر في قيادة الاستعمار العالمي وتنازلت عنه لأمريكا. ولما كانت الصهيونية أداة الاستعمار وخلقه وكانت أمريكا زعيمة الاستعمار، كان الشاه في نفس الوقت أداة الاستعمار ومطية الصهيونية وعميل أمريكا. لقد جعل الشاه نفسه مطية للصهيونية وللاستعمار، وأراد أن يتحدى الأمة العربية وأن يجعل من نفسه ومن بلده خادمًا للصهيونية وللاستعمار. لذلك أغلقت الثورة المصرية سفارتها في طهران؛ إذ لا يمكن أن يكون لها ممثل لدى رضا بهلوي شاه إيران وهو نفسه ممثل الاستعمار والصهيونية. لقد ظن الشاه أنه بواسطة إسرائيل والصهيونية العالمية يستطيع أن يحصل على دولاراتٍ أكثر وتأييد أمريكي أعظم لإخضاع شعب إيران. ولقد كافح شعب إيران طويلًا، ومع ذلك استطاع الشاه إخضاعه وإجهاض ثورته. وفي كل يوم كان الشاه يعقد مؤتمرًا صحفيًّا للهجوم على الثورة المصرية التي حررت شعب مصر، والتي أصبحت رائدة التحرر للثورة العربية. وهو في الحقيقة بوق لأسياده؛ جعل إيران مستعمرةً أمريكية ومستعمرة صهيونية، خاضعة للنفوذ الأمريكي والصهيوني. قام الشاه باستغلال إيران لصالحه، ونهب أموال الشعب، وسرق ثرواته، حول إيران إلى دولةٍ داخلة ضمن الأحلاف الغربية، واقعة تحت حماية الغرب. يعطيه الغرب معونات كل سنة فيسرق بعضها وينفق الباقي على الجيش لحمايته، وللانقضاض على الثورة العربية إذا ما حان الوقت.

(٤) حليف الرجعية

والخط الرابع لرسم صورة الشاه من الخطاب السياسي لعبد الناصر، هو أنه حليف الرجعية العربية، وعدو الحركة التقدمية العربية. لذلك أيدته النظم الرجعية في السعودية والأردن وتونس والمغرب. وهو يعادي النظم التقدمية العربية في سوريا والعراق ومصر والجزائر. والرجعية ترى أمريكا حليفها الأول فتتعاون فيما بينها وتنسق مع أمريكا من أجل إجهاض الثورة العربية التقدمية والقضاء كليةً على احتمالات الثورة في إيران. كان عبد الناصر على علاقةٍ وثيقة بكل التنظيمات الثورية الإيرانية المناهضة للشاه والعاملة داخل الوطن مثل «مجاهدي خلق»، و«فدائيي خلق»، يمدهم بالسلاح ويعدهم بالتدريب مع جيش فلسطين، حتى يأتي الوقت لتخليص شعب إيران من حكم الشاه. إن ثروات الشاه وثروات أمراء النفط في الغرب وفي أمريكا لاستثمارها خشية من مطالبة الشعبين الإيراني والعربي بها عندما تحين الثورة.

(٥) المتاجر بالدين

والخط الخامس في رسم شخصية الشاه هو أنه متاجرٌ بالدين؛ فباسم الحلف الإسلامي أراد تجميع الرجعية العربية والاستعمار الأمريكي في حلفٍ واحد تحت ستار الإسلام وهو الحلف الإسلامي. لقد زيف الشعارات الوطنية والشعارات الإسلامية، ولكن الشعبين الإيراني والعربي كشفا زيف هذه الشعارات وأغراضها في أن تخدع الأمة العربية لتدخل من جديد في مناطق النفوذ، وليتم تكبيلها بالسلاسل إلى الأبد. إن شعب إيران اليوم يستطيع أن يكشف كل ما يدعيه الشاه، حينما كان يتكلم عن الحلف الإسلامي وهو حلف بغداد القديم، وحينما كان يبين أن هذا الحلف الإسلامي إنما هو السند للعروبة جمعاء. إن هذه الأحلاف التي نادى بها أعوان الاستعمار ليست إلا السند الأكبر للاستعمار، ومناطق النفوذ والسند الراسخ للصهيونية العالمية. أما الأمة العربية فقد كافحت مع شعب إيران في سبيل حرية الوطنين ومن أجل استرداد حقوق شعب فلسطين. إن رد الثورة المصرية على الاستفزاز الناتج عن تزييف الشعارات لخداع الأمة العربية وتكبيل شعب إيران، هو مزيدٌ من الكشف عن التجارة بالدين والخداع باسم الدين، اعتمادًا على التصور الديني التقليدي لدى عامة الناس الموروث من التراث القديم، والذي تروجه أجهزة الإعلام في النظم الرجعية وفي الغرب على حدٍّ سواء.٣

(٦) المناهض للوطنية

والخط السادس في صورة الشاه هو أنه أكبر مناهض للوطنية وللاستقلال الوطني داخل إيران. لذلك لم يتحمل الثورة العربية التي كانت تدافع عن الاستقلال الوطني للأمة العربية، دفاعًا عن سيادتها واستقلالها في صنع القرارات السياسية والاقتصادية. كان من الواضح أن الشاه لديه عقدة مصدق؛ مصدق الذي قام ليحرر بلده، ويقضي على الاحتكارات التي قامت فيها؛ مصدق الذي قام ليقضي على النفوذ الأجنبي؛ مصدق الذي استطاع الشاه بالتعاون مع الاستعمار أن يقضي عليه وعلى ثورته. كان شبحه يقف دائمًا للشاه بالمرصاد. وكان ينظر إلى الثورة التي قامت في مصر وإلى الحركة التحررية في أنحاء الأمة العربية، كان ينظر إليها بخوفٍ ورهبة لأنه كان يعلم أن ثورة قد قامت في بلده في الماضي واستطاع بواسطة الاستعمار أن يقضي عليها، وأن ثورة قد تنشب في المستقبل وتطيح به. كانت عقدة مصدق هي التي تدفع شاه إيران دائمًا إلى أن يضع نفسه داخل النفوذ الأجنبي. وإذا كان شاه إيران قد باع نفسه بثمنٍ بخس، فإن شعب إيران لا يمكن أن يبيع نفسه بالذهب أو بكل كنوز الدنيا. إن شعب إيران يكافح ولم يتوقف عن النضال ضد الشاه. ومنذ أسبوعٍ واحد فقط استغنى الشاه عن ٥٠٠ ضابط من إيران بدعوى أن الفساد موجودٌ بالجيش، وهم الضباط الأحرار الذي يخشى الشاه منهم. وقد قام الشاه من قبل، بعد ثورة مصدق وقضاء الاستعمار عليها بإعدام ٦٠٠ ضابط، وبعدما مكنه الاستعمار من العودة إلى العرش مرةً أخرى بعد هروبه خارج إيران، وكما هرب بعد الثورة الإسلامية الأخيرة.

(٧) القاضي على الحرية

سيظل الشاه مثلًا يُضرب في التعذيب والتنكيل بالشعب وبالخصوم على يد السافاك، الذي طار صيته في الآفاق في الوحشية والقسوة. كان الخصوم السياسيون يعذَّبون حتى الموت في السجون؛ تُقطع أيديهم وأرجلهم ويُقذف بهم في البحار والمحيطات. كانوا يخطفون نهارًا وليلًا، ويختفون ولا يدري أحدٌ مصيرهم. كان الشاه يصور نفسه ويصوره الغرب على أنه أكبر نصير للحريات ضد الهيمنة الشيوعية والإرهاب الماركسي، وكان في نفس الوقت يزج بالآلاف في المعتقلات. وحتى اندلاع الثورة الإسلامية الأخيرة، كانت دباباته تسير على أجساد الآلاف من المتظاهرين في الشوارع. لقد مثل المشوهون والباقون أحياء من التعذيب أمام المحاكم الثورية الإسلامية، بعد انتصار الثورة كشواهد حية ضد عملاء السافاك دون ما حاجة إلى أقوال إثبات، ودون ما حاجةٍ إلى أقوال دفاع عن المتهمين: آذانٌ مقطوعة، أيادٍ مبتورة، أصابع مثلومة، عيونٌ مفقوعة، ألسنةٌ مشطورة، أنوفٌ مجدوعة، أجسادٌ كسيحة … إلخ. ولقد استطاعت الاتحادات والتنظيمات الطلابية في الخارج تأليب الرأي العالمي كله ضد الشاه، وبالوثائق والصور حتى لم يعد أمام الاستعمار مهرب إلا الاستسلام والتخلي عن عميله والتضحية به، وبحثًا عن عميلٍ آخر ينجح ويعيد الكرَّة.٤

هذه خيوطٌ سبعة تظهر في الخطاب السياسي لعبد الناصر وترسم صورة للشاه. ليس هو الأخ السليم، أو الصديق المخلص الذي مد العرب بالبترول أثناء حرب أكتوبر، أو الذي أعطى مصر صفقة الأوتوبيسات المريبة، التي انسابت منها العمولات في جيب الحكام، وليس هو الصهر المحتمل والحمو الرقيب وأب «العريس» المرتقب، ولي العهد الذي ينزل بسراي القبة ويجثم على أرض مصر، هو صاحب الكنوز الذي هربها في كل مكان، والتي كان حاكم مصر يقتفي أثرها ودفع ثمنًا بخسًا في نظره، باهظًا في نظر الشعب؛ قطعة أرض وحفنة تراب من ثرى مصر، يواري فيه الخائن جسده بعد أن لفظته الأرض في كل مكان، ولكنه سرعان ما لحق به، فتشابهت الجنازتان، واتحد المصيران.

١  كُتب هذا المقال أيضًا بعد اندلاع الثورة الإسلامية في إيران وبعد موت الشاه وإقامة جنازة له في مصر، وبعد عقد معاهدة كامب ديفيد في ربيع ١٩٧٩م، لتوضيح التقابل بين عدو الأمس وصديق اليوم (الشاه) وبين زعيم الأمس (عبد الناصر) وحاكم اليوم (السادات). والأصل مفقود، وهذه صياغة ثانية من المسودة الأولى تمت في خريف ١٩٨٧م.
٢  تم الاعتماد في هذا المقال على الخطاب السياسي لجمال عبد الناصر بروحه لا بنصه، وعن طريق شرحه دون فصل بين النص والشرح. وهي إحدى طرق القدماء في الشرح عن طريق العبارات الشارحة للمعنى Paraphrasing سواء بنفس الألفاظ أم بغيرها. والمقال تكبير لنقطة واحدة هي «عبد الناصر والشاه» من المقال السابق الأعم «عبد الناصر والحلف الإسلامي» الذي يشمل سعود، وفيصل، وبورقيبة، والحسين، والشاه، والذي هو بدوره تكبير لنقطةٍ واحدة من المقال القادم «عبد الناصر والدين».
٣  انظر مقالنا السابق «عبد الناصر والحلف الإسلامي».
٤  خطاب في المهرجان الرياضي الذي أقيم مساء ٢٦ / ٧ / ١٩٦٠م ج٣، ص٢١٧–٢١٩، خطاب في عيد النصر ببور سعيد في ٢٢ / ٢ / ١٩٦٤م، ج٥، ص١٠١، خطاب في مؤتمر الاتحاد الاشتراكي العربي بمناسبة الاحتفال بالعيد القومي للسويس في ٢٢ / ٣ / ١٩٦٦م، ج٥، ص٥٣٢، حديث للرئيسين عارف وناصر للصحفيين العرب في ٤ / ٢ / ١٩٦٧م ج٦، ص٣٥.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥