ذوات الرداء الأبيض
«في الولايات المتحدة بدأت الحركة الحديثة لقَبول المرأة في المهنة الطبية، ويُعزى — وبحق — نجاحُها النهائي إلى وجود الرائدات المُبجَّلات من مثيلات الشقيقتَين بلاكويل وماري زاكرتزويسكا وماري بوتمان جاكوبي وإميل دننج بارنجر، ولكن سبقَتهنَّ نساء مهَّدنَ لهن الطريق.»
منذ قديم الزمان عرَفَت المرأة الطب ومارَسَته وكأنها وُلدت له؛ فمنذ «هيجييا» و«بناسيا» ابنتَي «أسكولاب بن أبولو» وحتى الآن عرَف ميدان الطب أساطير، حقيقةً ومجازًا، خلَّدنَ أسماءَهنَّ في تاريخ الإنسانية عامةً بعد أن أفنَينَ حياتهن بين الأَسِرة والأدوية والعقاقير، برِدائهن الأبيض الناصع الذي يرمز إلى النقاء والصفاء والملائكية. وقد حاوَل الكاتبان «جفري ماركس» و«وليم بيتي» أن يضعا أمامنا تأريخًا لهن ولتَضحياتهن وما تَكبَّدنه من عناءٍ في سبيل ممارَسة مهنة الطب، ويَستعرض المُؤلِّفان سِيَر حَشدٍ كبير من الطبيبات عبر التاريخ من خلال تصنيفهن حسب مجال عطائهن؛ فتأتي المُعلِّمة الطبيبة «تروتولا» بوصفها أبرزَ هذه النماذج في العصور الوسطى، وتأتي الدكتورة «جيمس باري» بوصفها إحدى أهم المدافعات عن حقوق النساء الطبيبات، وتأتي «فلورانس نايتنجيل» بوصفها أبرزَ مُمرِّضة في القرن التاسع عشر بعد اقتصار هذا التخصُّص على الراهبات أوَّلَ الأمر.