٢١ أكتوبر
ما كدت هذا الصباح أرشف فنجان القهوة على مكتبي، حتى وردت إشارة تليفونية بوقوع حادثة تسمم في دائرة المركز؛ امرأة تناولت من مطلقها فطيرة، فظهرت عليها الأعراض، وهي تتهمه بسمها للتخلص من النفقة الشرعية. كلام معقول، ومسألة تستدعي التحقيق من غير شك. ولكن من جهة أخرى أعرف قضايا التسمم، وما فيها من «قرف» خصوصًا على الصبح. وأعلم أني سأنتقل فأجد امرأة عائمة في بركة من القيء والبراز. وكلما وجهت إليها سؤالًا تلقيت جوابًا، لا من الكلمات، بل من اﻟ… أعوذ بالله! ولم أتمالك وأخرجت منديلي وبصقت فيه. وجعلت أفكر في إحالة هذه القضية على المساعد. وطلبته بالفعل، فحضر، فسلمته الإشارة، فمر عليها بنظرة سريعة وصاح: تسمم، وأنا عمري حققت قضايا تسمم أو حتى حضرت تحقيق التسمم!
- (١)
تاريخ التبليغ عن الحادثة.
- (٢)
اسم المصاب وعمره وجنسيته.
- (٣)
هل كان المصاب في صحة جيدة قبل الإصابة؟
- (٤)
الأعراض التي لوحظت: كالقيء، الإسهال، الألم، العطش، ألم الرأس، الدوار، فقد قوة الأطراف، التقلصات، النعاس، العرق، التيبُّس، حالة الحدقتين، النبض، التنفس!
- (٥)
هل كان المصاب يشكو من مذاق خاص في فمه من الطعام؟
- (٦)
هل حصل للمصاب تخدير أو تنميل بلسانه أو أطرافه؟
- (٧)
هل حصل للمصاب غيبوبة؟
- (٨)
هل حصل له تشنجات أو التواءات بالعضلات؟
- (٩)
هل ظهرت الأعراض فجأة؟
- (١٠)
هل سبق أن حصل للمصاب حالة تشبه هذه؟
- (١١)
الفترة بين تعاطي المادة المشتبه فيها وأول ظهور الأعراض.
شيء جميل جدًّا! كل هذه الأسئلة ينبغي أن تُطرح على مصاب لا يعرف رأسه من رجليه. والأعجب من ذلك أن نطالبه بأن يخبرنا بأن الأعراض ابتدأت في الساعة كذا بالضبط؛ إذ لا ينبغي أن يُقال، مثلًا، يوم «الاثنين». بل على هذا المصاب المسكين الغارق في متحصلات جوفه، الشاعر بالدوار وفقد قوة الأطراف والتقلصات والنعاس … إلخ إلخ. باعتراف الاستمارة، على هذا الرجل أو هذه المرأة الفلاحة الساذجة التي لا تحمل في جيبها ساعة، وربما لم ترَ في حياتها الساعة، أن تقول لنا إن الأعراض لوحظت أول ما لوحظت في الساعة ٣ والدقيقة … بالضبط!
النهاية. قمنا نصب هذه الأسئلة على رأس المرأة المسمومة. واصطحبت معي المساعد يشاهد حتى تزول حجته في المستقبل، غير أننا ما كدنا نتحرك حتى وردت إشارة تليفونية أخرى قدمها إليَّ الحاجب فقلت: نهار باين من أوله!
وقرأت؛ فإذا هي إخطار من المستشفى الأميري بوفاة قمر الدولة علوان. فصِحت: «مات الرجل قبل أن نعرف منه سر الموضوع.» وطلبت قلمًا وأشرت في الحال على ذيل الإشارة العبارة المألوفة في مثل هذه الحالة: «نأمر بتشريح الجثة.» وقلت للمساعد أن يذهب لحضور التشريح، وإفادتي بنتيجته بمجرد الفراغ منه. فمضى هو إلى المستشفى، ومضيت أنا إلى منزل المرأة التي أكلت الفطيرة، وكان الأمر فعلًا كما توقعت، وجدت المرأة في صحن الدار، وحولها جاراتها لم يتركن فيما يُخيَّل إليَّ آنية ولا «حلة» ولا «كروانة» في الحارة إلا أتين بها، ووضعنها تحت فم المصابة المطروحة أرضًا تتلوى وتحشرج. ونظرت نظرة إلى كاتب التحقيق فهم منها أن يفتح المحضر، وتقدمت بين الأواني المملوءة حتى دنوت من المجني عليها وسألتها: اسمك وعمرك وجنسيتك؟
فلم تجب ولم يبدُ علي وجهها الباهت المتقلص العضلات أنها فهمت عني. فأعدت عليها الكرَّة في شبه صياح، فلم يخرج من فمها غير أنين طويل ممزوج بشروع في قيء جديد. وقد أسرع بعض النسوة إليها يسندن رأسها المائل بأكفهن، وهن يتهامسن: أيوه يسيبها في غلبها!
فأجبت مؤمِّنًا على منطقهن وكأني أخاطب نفسي: والله كان بودي أتركها في غلبها، لكن أعمل إيه؟ قلم النائب العمومي في انتظار الاستمارة والقطرميز!
وتشجعت امرأة لَسنَة بين النسوة وقالت لي: «مش ادلعدي» حضرتك طالب تعرف اسمها؟ اسمها نبوية.
– نبوية إيه؟
– لأ ما نعرفش غير نبوية. أهي في الحارة كنا نقول لها تعالي يا نبوية، روحي يا نبوية.
ولكن هذا لا يكفي. ولا بد من كتابة اسمها كاملًا، فتوسلت إلى النسوة أن يساعدنني في حملها على النطق دقيقة واحدة، فتكاثرن عليها ورفعن رأسها الذي لا يريد إلا أن يقع على صدرها، وهمسن في أذنها يرجونها الكلام وإجابة البك النيابة. وبعد ذلك بالتمام حركت المصابة شفتيها، فاستبشرت النسوة وشجعنها رابتات على كتفيها: أيوه .. أيوه، ردي علينا يا حبيبتي!
فأسرعت أصيح قرب أذنها وقد تصبب العرق مني: اسمك؟ اسمك إيه بقى؟
فأنَّت وزامت وقالت في صوت خافت متهدج: اسمي … نبوية.
فكدت أشق ثيابي: مفهوم! نبوية! كويس خالص! لكن نبوية إيه؟ اسم «أبوكِ» إيه؟ أنا في عرض «أبوكِ»! نبوية إيه؟
ولكني أخاطب وأتوسل إلى شبه جثة؛ فقد انحدر رأسها وسقط على صدرها من جديد. ولزمَت الصمت إلا من ذلك الأنين الخافت. وبلغ مني اليأس والضيق، فصِحت في النسوة صيحة داوية، فأسرعن وأنهضنها مرة أخرى، ومسحن صدغيها بالماء البارد، وناجينها بالكلام العذب إلى أن ظفرنا آخر الأمر باسمها كاملًا. ولكن بقي في الاستمارة عشرة أسئلة! وإذا كان ذكر الاسم على بساطته قد اقتضى هذا المجهود؛ فكيف بالباقي؟ خصوصًا السؤال الأخير؛ بيان الفترة بين تعاطي المادة المشتبه فيها وأول ظهور الأعراض، مع وجوب ذكر تواريخ واضحة وساعات معينة كما تقول الملحوظة! أي أن هذه المرأة التي لم تخرج اسمها من بين فكيها إلَّا بعد أن كادت تخرج أرواحنا ستقول لنا عن الساعة والدقيقة بالضبط التي لاحظت فيها ظهور الأعراض أول ما لاحظت؟ شيء جميل، أنا مجنون أسأل هذه الأسئلة؟ أليس في عيني نظر؟ ماذا تظن بعقلي هؤلاء النسوة إذا خالجني طمع في أن أتلقى من هذه الطريحة جوابًا بالساعة والدقيقة عن الأعراض، والفترة بين تعاطي المادة وظهور أول … إلى آخر هذا الكلام المطبوع على استمارة صُنعت فوق مكاتب العاصمة في صفاء وهدوء بال، بعيدًا عن مناظر القيء والإسهال! وأومأت إلى الكاتب أن «اقفل المحضر»، وأفهمته أن المصابة لم يمكن استجوابها، واكتفينا بأخذ «عينات» القيء والبراز وقص أظافر وجيوب المتهم. ثم عدنا إلى دار النيابة حيث ارتميت على مقعدي تعبًا.
أغمضت عيني قليلًا، ثم فتحتها على صوت الباب يُفتح وقد دخل منه مساعدي أصفر الوجه. فأفقت من خمولي في الحال وابتدرته: ما لك؟
– التشريح.
– آه حضرت العملية؛ والنتيجة؟
– النتيجة أني أنا …
وعندئذٍ علا صياح النسوة، وكنَّ قد تسللن وتسلقن سطح الدار والأسطح المجاورة «المعرشة» بحطب القطن والذرة، وسمعت بين أصواتهن المختلطة صوتًا رفيعًا حارًّا مؤثرًا أوجع قلبي يصيح: يا شجرة و«مضللانا» يا بويا!
وتلاه صوت آخر في مثل رفعه ولهيبه وقد امتزج بنشيج وبكاء مُر: ياللي كنت خارج بسحورك في بطنك يابه.
وتم نزع الفروة. ووضع الطبيب إصبعه في فتح الجرح يسبر غوره ويعرف حدوده، وأملى على الكاتب: جرح ناري طوله أربعة سنتيمترات.
وحاول أن يعثر بأصبعه على الرصاصة فلم يستطع.
فتناول منشارًا من المعدن من حقيبته، وجعل ينشر الجمجمة من الجبهة ليفتح الرأس، فلم ينجح في نشرها لصلابتها، فأخذ مطرقة صغيرة من بين أدواته وطفق يدق بها فوق المنشار كأنما يدق على علبة «سردين»! وسمعت إحدى العجائز ذلك، ورأت من فجوة السطح ذلك الدق و«الهبد» في رأس رجل العائلة وعميد الدار، فوضعت كفها على خدها وقالت متنهدة: اسم الله عليه!
هذه الكلمة هزتني، ووجدت لوقعها غرابة. إن تلك العجوز ما زالت تعتقد أن رجُلهن هو رجُلهن بشخصيته وآدميته، أما أنا فمنذ لحظة قد بدأت أشك في ذلك.
وتم نزع الغطاء أو «القرَّاعة»، وظهر من تحته الغلاف الرقيق الذي فوق المخ مباشرة. فمزقه الطبيب بمشرطه، وجعل يفحص ما حول الجرح وهو يملي: نزيف دموي شديد بأنسجة المخ.
وجعل يبحث بأصبعه عن الرصاصة، فلم يجد شيئًا، واستمر في البحث حول تلك المنطقة القريبة من الجرح، فلم يعثر للرصاصة على أثر. أين ذهبت إذَن؟ وليس هنالك من فتحة أخرى يظن أن المقذوف خرج منها. ولم ييأس الطبيب. وقال لي، باسمًا، إن المقذوف الناري يتخذ أحيانًا خطوط سير عجيبة في جسم المصاب، وأحيانًا تدخل الرصاصة من البطن، فلا يُعثر عليها إلا في الفخذ. قد يكون هذا معقولًا. ولكن رصاصة تدخل من الرأس تُستخرج من القدم؟ هذا شغل «حواة»، ولا أصدق أن الرصاصة لها كل هذه المقدرة. واستاء الطبيب أخيرًا فصاح: وعلى إيه؟ آدي مخ الراجل بحاله.
وأخرج بكلتا يديه كل ما في الجمجمة من مخ حتى أخلاها، فأصبحت مثل «السلطانية» النظيفة، وقسم هذا المخ أقسامًا أربعة، أعطى كلًّا من معاونيه قسمًا وكلفهم أن يبحثوا عن المقذوف بحثًا جيدًا، فجعلوا «يلغوصون» بأصابعهم في هذه المادة التي يُعزى إليها كل نبوغ الإنسانية، حتى صيروها شبه سائلة كالمهلبية!
– هذا هو مخ الإنسان!
قلت ذلك همسًا لنفسي، وقد بدأ الروع الذي أخذني أول الأمر يزول عني شيئًا فشيئًا. وتصلبت أعصابي، وهمد إحساسي، وتيقظ في نفسي حب استطلاع ورغبة في أن يُفتح أمامي كل هذا الجسم المسجَّى لأنظر فيه. وما دمت قد رأيت المخ هكذا، فلنرَ القلب، ولنرَ الكبد، ولنرَ الأحشاء. لم يعد هذا الرجل في نظري رجلًا، إنما هو ساعة حائط كبيرة ممددة أريد أن أفتحها؛ لأشاهد آلاتها وتروسها وعجلاتها وأجراسها.
ولم يجد الرجال شيئًا كذلك بعد البحث الطويل. إنه لَسوء حظ كما قال الطبيب، ولكننا مطالبون بالنتيجة على أية حال. ها هو ذا القتيل ولا بد أن تكون الرصاصة فيه. وشمر الطبيب عن ساعد الجد والضيق، وأعمل المشرط في ذلك الجسد، وأنا من خلفه أشاهد وأقول: اقطع! اشرُط!
وأخذتني حمى غريبة، وفقدت كل شعور إنساني، فجعلت أقول للطبيب: «أرني رئتيه، أرني أمعاءه، أرني الطحال … إلخ إلخ.» ولم يتردد الطبيب. وشرط الصدر حتى أسفل البطن، وأخرج القلب ثم الأمعاء، وأملى: وجدنا القلب سليمًا، والأمعاء بها طعام مهضوم، ولم نعثر مع كل ذلك على شيء، ففكرنا مليًّا، فاتضح لنا أن الرصاصة قد تكون سقطت من نفس الجرح لاتساعه وثقلها، وسقطت بسقوطه على الأرض.
وفرغنا من العمل وانصرفنا وأنا أعجب لما حدث في نفسي من انقلاب. أنا الرقيق الحس أرى الجزر والتقطيع، بل وآمر به ولا أرتعد! ثم أي خيبة أمل! لقد كنت أحسب الإنسان أعظم من ذلك! كلا، لا ينبغي أن نرى أنفسنا من الداخل. إن صورة ما رأيت لا يمكن أن تزول من مخيلتي، ولا ريب أن تلك المناظر قد أحدثت في نفس مساعدي أحداثًا. وأردت أن أسأله في ذلك، ولكن الباب فتح وظهر حاجبي ومعه إشارة تليفونية، فقلت: اللهم خيرًا!
وتناولت الإشارة. وما كدت ألقي عليها نظرة حتى صِحت: البنت ريم؟!
فأسرع مساعدي متلهفًا: ما لها؟
– وجدوا جثتها في الريَّاح قِبلي البلد!
– وماتت؟
– قلت لك وجدوا جثتها، خذ اقرأ الإشارة!
فأخذ المساعد الورقة، وجعل يقرأ بعينيه حتى وصل إلى آخر عبارة وهي: «ويُحتمل أن سبب الوفاة إسفكسيا الغرق.» وقفت عيناه عليها لحظة من التأثر، وكنت أنا أشد منه حزنًا على انطفاء حياة هذا الشيء الجميل بهذه السرعة.
وأطرقت قليلًا أفكر في سوء حظنا، لا من حيث العمل، ولا لأن ريم مفتاح من مفاتيح القضية؛ بل لأنها كانت صورة بديعة هزت نفوسنا جميعًا، عاقلنا ومجنوننا، ومخلوقًا حلوًا منحنا أوَيقات حلوة ولحظات مشرقة، ونسيمًا عليلًا هب على صحراء حياتنا العاطفية المجدبة في هذا الريف القفر.
واستيقظت من تفكيري، ورفعت رأسي، ومددت يدي إلى مساعدي أسترد الإشارة وأخط عليها العبارة المألوفة: «نأمر بتشريح الجثة.» وفجأة تنبهت إلى فظاعة هذه العبارة! نعم، لأول مرة أجدها فظيعة. طالما شرَّحنا جثثًا، فليكن، وإني لعلى استعداد لتشريح نصف أهالي هذه البلدة، أما هذه الفتاة، أما هذا الجمال، فحرام أن نمزقه ونرى ما بداخله، ولمح مساعدي نَص الإشارة بنظره الحاد فصاح: أظن ناوي تقول لي احضر التشريح!
– ومين غير حضرتك؟!
– مستحيل، أنا أولًا كفاية عليَّ تشريح الصبح! حرام! أقعد طول النهار أشاهد فتح جثث! أنا مساعد نيابة مش مساعد حانوتي! ثانيًا البنت دي بنوع خصوصي.
فتأملت قوله، وعذرته، وأطرقت لحظة، ثم قلت: لك حق، ريم بنوع خصوصي! مَن له قلب يحضر؟! أنا لو دفعوا لي عشرين جنيهًا! هات الإشارة نشطب على التشريح ونأمر بالدفن ونخلص.
والواقع أن في أيدينا أن نفعل ذلك بدون أن نتعرض للنقد والمسئولية؛ فالطبيب الذي كشف على الجثة عقب استخراجها من النهر قرر أن الوفاة من إسفكسيا الغرق، أي إنه لم يجد آثارًا مشتبهًا فيها تدل على أن الوفاة جنائية، فإجراء التشريح في هذه الحالة دقة لا مبرر لها، آه لرجال الفقه والقانون أصحاب الغرض! إنهم يستطيعون أن يتصرفوا على كل وجه تصرفًا منطقيًّا مقبولًا! وما كدت أمسك بالقلم لأشطب الأمر السابق حتى سمعنا صياحًا في الطريق، فقمنا إلى النافذة، فإذا بنا نرى الشيخ عصفور يجري في الطريق، عاري الرأس بدون عوده الأخضر، والصِّبية والغِلمان وجمع من الأهالي خلفه وهو يصيح كالمجنون:
وصار يردد ذلك بصوت تارة كالعويل، وتارة كالزئير، وتارة في حركات كحركات خطباء المساجد، وهو يمشي أحيانًا ويرقص أحيانًا، ويجري في كل جهة حتى اختفى عن أنظارنا، فلبثنا عند النافذة صامتين مأخوذين، ثم انتبهنا بعد لحظة وعدنا حيث كنا من الحجرة ونحن نقول كمن يخاطب نفسه: مسكين!
وعدت إلى الإشارة، وأمسكت بالقلم من جديد، ولكن الشك والقلق خالجاني.
– سمعته لما قال «غرَّقها في الميَّة»! مَن اللي غرَّقها؟!
فقال المساعد: دي «هلوسة» مجانين! حانفتح تحقيق بناءً على «خطرفة» رجل مخبول في الشارع؟! أظن الأحسن ندفن البنت وننتهي!
فمحا قوله ترددي، وضغطت على القلم ضغط العزم والاقتناع، وخططت أمر الدفن وأنا أقول: صدقت. أنا حتى نفسي انسدت عن القضية وأصحابها!