العُقَد
تعلَّمتُ اليوم كيفية ربط العُقدة السدَّادة من سييرا-أوسكار (صوفي). إنها سهلة! تقوم بربطِ عقدٍ صغيرة في أطراف الحبال؛ حتى لا تُفلِتَ من الأشياء ذات الثقوب وتتدلَّى في الماء.
عندما سألتُ صوفي أين تعلَّمَت ربْطَ كلِّ هذه العُقَد، ارتسمَت على وجهها تلك النظرةُ التي أحيانًا ما تلوح في عينَيها عندما يسألها أحد سؤالًا. حدَّقَت بناظرَيها عبر الماء، كما لو كانت الإجابة قد تظهر في الأفق. ثم قالت: «لا أعرف.» ونظرتُ إلى الحبل الذي تُمسك به بين أصابعها. «ربما علَّمَني أحدُهم ذلك قبل وقتٍ طويل.»
•••
حفظت شفرات الراديو. لقد تفوَّقت على الخبير العالِم بكل شيء. أنا فخور بنفسي.
انضمَّت إلينا اليوم الشمسُ والدلافين؛ لذلك كان اليوم جميلًا. لا يُمكنك مقاومة الشمس ولا الدلافين. حتى أبي صعد إلى سطح القارب لمشاهدة الدلافين. قال: «إنها تجعلك تتمنى لو كنتَ سمكة، أليس كذلك؟»
لأول مرة نتفق على شيء منذ مدةٍ طويلة جدًّا. حين تنظر إلى تلك الدلافين تبدو لك خليَّةَ البال. فلا أحدَ يوبِّخها لأنها فعَلَت شيئًا بطريقةٍ خاطئة. لا تفعل شيئًا سوى الاستمتاعِ بالمياه وبقفزاتها في الهواء.
بينما كان أبي على سطح القارب، رأى الرسوماتِ التي رسمتُها للعقدة الوتدية والعقدة السدادة. قال لي: «هاي، متى تعلمت الرسم؟»
يمكنني أن أعتبر هذا السؤالَ إهانة، وكأنه يقول لي «أنا لم أُلاحظ وجودَك، لدرجةِ أني لم ألاحظ أنك كنتَ ترسم على مدار العامَين الماضيَين»، أو إطراءً وكأنه يقول لي مَرحى! إنَّ رسمك جيدٌ جدًّا!
أتساءل؛ أهو إهانة أم إطراء؟