كوابيس الطفل الصغير
لم أحظَ بالقدر الكافي من النوم؛ لأن أبي كان يضايقني، والعم ستيو وبراين كانا يتشاجران، والعم دوك كان يصيح في وجهي لأني تركتُ حبلًا مُلقًى على سطح القارب، وكان الطقس ممطرًا وضبابيًّا، والبحر مضطربًا، وظلَّت الأشياء تتساقط على رأسي.
عندما أخلُد أخيرًا إلى النوم، يوقِظني صراخُ صوفي؛ إذ تنتابها كوابيسُ أثناء النوم، لكنها لن تقول ماذا كانت هذه الكوابيس. أخبرَتني مرةً عن ذلك الطفل الصغير الذي تعرفه.
ذهب الطفل الصغير إلى المحيط عندما كان عمره نحو ثلاث سنوات. ربما كانت أم الطفل الصغير بصحبته أيضًا، لكن صوفي لم تكن متأكدة من هذه المعلومة. استلقى الطفل الصغير على بطانية (قالت صوفي إنها كانت زرقاء) واستغرق في النوم.
بعد ذلك كانت هناك مياهٌ كثيرة تنهمر على الطفل الصغير، وبدَت كأنها جبلٌ أسود شاهق. جذَبَت الأم يدَ الطفل الصغير، لكن المياه أرادَت أن تأخذه، وكانت تجذبه وتجذبه، وعجز الطفل الصغير عن الرؤية والتنفس.
وفجأةً جذبت الأمُّ الطفلَ الصغير بقوة لتجعله في وضع مستقيم.
قالت صوفي: «أتعلم؟». وأردفَت: «لا يزال ذاك الطفل الصغير يحلم بموجةٍ قادمة.»
«أتقصدين أنه لا يزال يخاف من الماء؟»
قالت صوفي: «لم أقُل ذلك. إن الطفل الصغير يحبُّ الماء، يحبُّ المحيط …»
«ولكن لماذا يُراود الطفلَ الصغيرَ هذا الحلمُ مرارًا؟»
قالت صوفي: «لا أعلم. ربما يكون الأمر متعلقًا بعنصر المفاجأة، أن يكون مستغرقًا في النوم في أمان ودفء وسعادة، ثم تزحف تلك الموجةُ ناحيتَه وتُحاول أخْذَه بعيدًا …»
قلتُ: «كما لو كانت الموجةُ تُطارد الطفلَ الصغير، وكأنَّ الطفل الصغير خائف من عودة الموجة …»
قالت صوفي: «ربما يكون هذا صحيحًا. أو ربما لا …»
كانت صوفي تتصرَّف بغرابةٍ طَوال اليوم. فقد كانت تُحملق في المياه، ثم تُهرَع إلى الأسفل، ثم تُهرَع مرةً أخرى إلى الأعلى، كما لو كانت تختنق بالأسفل، وظلَّت تنزل وتصعد، وتنزل وتصعد. ربما كانت قلقةً بشأن الطفل الصغير.