بومبي في المحيط
ربما نكون قد دخلنا مكانًا غريبًا دائمًا ما تهيج فيه البحارُ وتَعوي فيه الرياح، وربما نحن سائرون في دوائر ولن نخرج منها أبدًا، وسيَئول بنا المطاف إلى الموت جوعًا.
في وقتٍ سابق اليوم، عندما سقَطتُ أنا وصوفي على الأسرَّة محاولين الخلودَ إلى النوم، أخبرَتني بحكايةٍ أخرى من حكايات بومبي. كانت الحكاية كالآتي:
•••
عندما كان بومبي شابًّا صغيرًا، خرَج في رحلة إلى المحيط؛ إذ لم يكن قد رآه قَط قبل ذلك. سافر بومبي مُتطفلًا من كنتاكي إلى ساحل فيرجينيا بركوب سيارات الغُرباء، وعندما وصل إلى المحيط جلس على الرمال ووقع في حبِّ المحيط. أحب كلَّ شيء فيه؛ رائحته، وأصواته، وملمس الهواء على وجهه.
خاض في الماء، حيث ظلَّت الأمواج تسقطه، ولكنه استمرَّ في السير حتى أصبح الماء عند عنقه، فسبح على ظهره محدقًا إلى السماء، وتذكَّر محيطًا آخرَ بعيدًا في إنجلترا. وأدرك أنه قد رأى المحيط قبل ذلك منذ زمنٍ بعيد عندما كان طفلًا. بعد ذلك أدرك أنه المحيط نفسُه، وأن المياه تمتدُّ آلافَ الأميال من فيرجينيا إلى إنجلترا، وربما تكون المياهُ التي تحمله الآن قد لامسَت سواحل إنجلترا من قبل، وربما تكون المياه ذاتها التي كان يلهو فيها وهو طفل.
وأخيرًا، ترك قدَمَيه تنزلقان إلى أسفل، ولكنه لم يستطِع لمس القاع، ونظر إلى الساحل، وأدرك أن الأمواج قد دفعَته بعيدًا جدًّا عنه، وبدأ في السباحة، وظلَّ يُردد في نفسه «أسرِع، أسرع»، لكن الساحل كان بعيدًا جدًّا، وكان هو مُتعَبًا جدًّا، فغمَرَته موجةٌ ودفعَته إلى الأسفل، وكان مُنهَكًا تمامًا، ولم يكن يعرف إن كانت لديه القوة الكافية للاستمرار في السباحة، وحاول السباحةَ مجددًا، ثم استراح، ثم سبَح مرةً أخرى، وفي النهاية نجح في العودة إلى الساحل.
استلقى على الرمال واستغرق في النوم، وعندما استيقظ عاد إلى كنتاكي متطفلًا أيضًا.
والبقية معروفة: جَلْد وفطيرة (فطيرة التفاح مجددًا).