عاصفةٌ شدَّتها عشر درجات
البحر، البحر، البحر. تتلاحقُ أمواجه ويثور. يبدو كأن القارب سيُبتلَع، وأنا خائفة.
يقول الخال دوك إننا نواجه عاصفةً قوَّتُها عشرُ درجات، وإن سرعة الرياح تبلغ خمسين عقدةً في الساعة، والأمواج التي تبدو كأسوار من المياه تتقاذفُنا ليلًا ونهارًا، وما زالت أشرعتُنا مُخفَضة. تصطدم بنا موجةٌ من الخلف كلَّ عشرين دقيقة، وتملأ قُمرة القيادة بالمياه. ونظل جميعًا نقول إن الرياح ستتوقَّف قريبًا حتمًا؛ فقد ظلَّت تهبُّ بقوة مدةً طويلة للغاية.
صاح الخال دوك في وقت سابق: «اصمدوا! سوف تقذفنا هذه الموجةُ العاتية تجاهَ الشاطئ عمَّا قريب!». بدا هذا غريبًا بالنسبة إليَّ؛ لأننا لم نكن بالقرب من الشاطئ بأيِّ حال، لكنه أوضح بعد ذلك أنه كان يستشهد بجزء من قصيدة لشاعر يُدعى تينيسون.
الخال ستيو (الذي ادَّعى سابقًا أنه لا يصاب بدوار البحر أبدًا) مصاب بدوار البحر. إنه يبدو شاحب اللون وهزيلًا، ونقوم نحن بنوبات حراسته، ونصلي للرب ألَّا نستسلم نحن أيضًا.
الساعة الآن الواحدة بعد منتصف الليل، وقد ملأَت موجةٌ للتوِّ قُمرةَ القيادة، وأنا في نوبةِ حراسة. أرجو أن تتوقف العاصفة.