ذو نفع
نحاول استخدام جهاز السدس في الإبحار؛ إذ إن نظام تحديد المواقع قد «انتهى أمره»، كما يقول الخال دوك. لا يُجيد استخدامَ جهاز السدس إلا براين والخال ستيو، وقد سمعتُ كودي يقول لهما: «أنا سعيدٌ أنكما تستطيعان استخدام هذا الشيء.»
فنظر كلاهما إلى كودي وابتسَما. ولم يقولا حتى أيَّ شيء يُثير ضيقه.
جاء كودي وجلس بجانبي. قال: «أتعلمين، ربما يكون هذا هو كلَّ ما يحتاج إليه المرء، أن يكون ذا نفع.» وعقد رباط حذائي على شكل عقدة سدادة. وأضاف: «وأن يلاحظ أحد ذلك.»
قلت له: «أنت ذو نفع يا كودي.»
قال: «وأنت أيضًا يا سييرا-أوسكار.»
•••
واجهتُ صعوبةً في القيام بنوبة حراستي منذ أن جاءت الموجةُ العاتية. الأمواج الآن ليست بمِثل ضخامتها، لكن الأمر أصبح مخيفًا جدًّا. أنظر دائمًا خلفي، وقد صارت لديَّ قناعةٌ بأنه حتى الأمواج المُحَمَّلة بأقلِّ القليل من الزَّبَد ستكون تَكرارًا لتلك الموجة العاتية.
يبدو كأنَّ مائةَ عام قد مرَّت منذ كنا نصطاد سرطاناتِ البحر، ونجمع المحارَ في جراند مانان، ونتسكَّع في وود آيلاند، ويبدو كما لو أن مائة عام قد مرَّت منذ كنا متلهِّفين للإبحار، غافلين عما ينتظرنا.
أشعر أن عليَّ البدءَ من جديد كي أستعيدَ حُب الإبحار؛ لأنني لم أعُد أُحبه الآن. أريد فقط الوصولَ إلى بومبي وأن أنسى أمر المحيط بعضَ الوقت.
لكننا لم نصل إلى هناك بعد. ما زلنا هنا.
•••
أشعر أن بداخلي أشياءَ كانت مخبَّأةً بأمان، مثل الماء الآسِن المخبَّأ تحت الألواح الخشبية للقارب. لكن يبدو أن الألواح قد تطايرَت بفعل الموجة، والأشياء صارت طافيةً ومتناثرة عبر السطح، لا أعلم أين أضعها.
•••
حدَّد كودي العبقري موضعَ سفينة حربية كندية، واتصل بها، وقد أبلغَتنا بموقعنا. نحن بالقرب من الممرَّات البحرية الآن، فإن استطعنا أن نُحدد موضعَ سفينةٍ واحدة على الأقل يوميًّا، فسيتمكَّن كودي من الاتصال بمن عليها عبر الراديو ذي التردد العالي، وسؤالهم عن موقعنا.
نحن على بُعد ٥٠٠ ميل من أيرلندا؛ أي أمامنا أقلُّ من أسبوع إن حالفَنا الحظ، ثم نُبحر إلى إنجلترا.
أوه، بومبي!