كسالى ومجانين
يوشك أبي أن يقودَني إلى الجنون. إنه شخصٌ كسول لا تراه إلا مستلقيًا، ولا يُشارك في أي عمل، مكتفيًا بإلقاء أوامره يَمنةً ويَسرة. أعتبر صوفي محظوظة؛ لأنها ليس لديها أبوان يُكدِّران حياتها.
قال العم ستيو إن السبب الوحيد وراء وجود صوفي في هذه الرحلة هو إشفاقُ العم دوك عليها؛ لكونها يتيمة. هذه هي الكلمة التي يستخدمها العم ستيو لوصف صوفي: اليتيمة. تنتابني رغبة في أن ألكمَه عندما يصفُها بهذه الكلمة.
تتحدث صوفي عن عمتي وزوج عمتي وكأنهما والداها الحقيقيَّان، على الرغم من أنهما والداها بالتبنِّي فقط، ولم تعِشْ معهما سِوى ثلاثِ سنوات فحسب. يقول براين إن صوفي تعيش في عالم من الأحلام، لكني أرى أن ما تفعله هو عين الصواب. على الأقل لا تُمضي وقتها في الشكوى والبكاء على حالها كونها يتيمة.
أتمنى أحيانًا لو كنتُ يتيمًا؛ لأن أبي رجل حادُّ الطبع، وأمي تُرهبه، ودائمًا ما تتوارى في أي زاوية خوفًا، على نحوٍ يثير الشفقة.
لكن أعتقد أنه لا يُفترض أن أكتب أشياءَ من هذا القبيل في هذه المُكدِّرة. أعتقد أنه يُفترض أن أكتب عن الرحلة وما شابهَ ذلك.
لقد بدأناها. أقصد الرحلة. إنها رائعة. اعتقدتُ في البداية أننا لن نَبْرح اليابسة مطلقًا، في ظل قوائم المهامِّ الجديدة التي يُعدُّها براين يوميًّا. لا شك أن هذا الصبي يهوى إعدادَ القوائم. وكذلك الحال بالنسبة إلى أبيه. إنه فريقٌ محبٌّ للقوائم بحق.
لا توجد أيُّ أحداث بارزة سوى أن القارب يُبحر بالفعل، ولا يتسرَّب إليه كثير من ماء البحر ولا ينقلب بنا. وهذا حتى الآن.