أهوي أهوي
في الساعات الأولى من الصباح، أثناء نوبة حراستي أنا وكودي ودوك، صاح كودي: «هناك … أهوي!»
حملقتُ في الظلام. وقلت: «ماذا؟ أين؟»
«هناك … هل ترَين هذا الشيء المُظلم؟»
أنعَمْنا النظر في الشيء المُظلِم الذي يشير إليه كودي حتى أدرَكْنا أنه لم يكن إلا سحابةً منخفضة.
وبعد مرور نصف الساعة، صاح كودي: «أهوي!»
«أين؟»
«هناك … أضواء!»
«أتقصد تلك الأضواء المتحركة … أضواء القارب؟»
قال: «اللعنة.»
ولكن بعد ذلك، قُبيل الفجر مباشرةً، رأيناه، رأينا جزءًا من شيء مُظلم يظهر من خلف السحُب الرمادية المزرقة.
صاح كودي: «أهوي، أهوي، أهوي!». وصاح مُكررًا: «أهوي، أترون ماذا هناك؟».
كان جبلًا. اليابسة. إنها اليابسة!
دندنَ كودي: «أنا أرى جبلًا، أرى جبلًا جميلًا!»
اليابسة، اليابسة، اليابسة! اليابسة المباركة. اليابسة الجميلة!
أيقظنا جميعَ مَن في القارب، وفي غضونِ ساعاتٍ قليلة كنا نُبحر على طول الساحل الجنوبي لأيرلندا. أشعر براحة شديدة لكون اليابسة هي ما تُوجِّهنا وليس البوصلة. أوه، إنها اليابسة!
كان الخال دوك في حالة جيدة. وقف بجانب السور وأخذ يُلقي جزءًا من قصيدة. قال إنه من قصيدة «قافية البحَّار العجوز»:
عندما طلبتُ منه أن يُكرِّرها ثانيةً حتى يتسنَّى لي كتابتها، أخبرني بالتهجئة السليمة لبعض الكلمات. أحبُّ ذلك. كان عليَّ أن أسأله عن المقصود بالمعبد. فقال لي إن المعبد يُقصَد به الكنيسة. وبالفعل كنا نرى من موقعنا هذا منارةً وكنيسة.
أعدنا إلقاءَ القصيدة جميعًا مع الخال دوك، وعندما انتهينا أضاف كودي: «أوه، روزالي!»
قال الخال دوك: «ماذا دعاك لتقول هذا؟»
أجاب كودي: «لا أعلم. شعرتُ فقط أن الموقف مناسبٌ لها بشكلٍ ما.»
•••
أصبحنا بمُحاذاة الساحل الجنوبي الغربي، ونحن الآن نقترب من كروسهافين. الطقس هادئ، وأشعَّة الشمس تسطعُ سطوعًا لم نعهده من قبل، تُلقي ضوءها على الجُرُف الصخرية وحقول أيرلندا الخضراء المتموِّجة لتُنيرها. مرَرنا على قِلاعٍ عتيقة ومَزارع، وأبقارٍ ترعى، وسيارات صغيرة متناثرة في كل مكان. أريد أن أنفخ الزورقَ القابل للنفخ، وأُسرع إلى الشاطئ.
لكن نشب شِجارٌ بالأسفل بين الخال ستيو والخال مو. سمعنا كثيرًا من الصياح وأصوات أشياء تُقذَف.