اليابسة
نحن على اليابسة! نحن على قيد الحياة وعلى اليابسة!
ظننتُ أنني أهذي عندما لمحت اليابسة للمرة الأولى، أرضٌ حقيقية تنمو عليها الأشجار وتتحرَّك عليها السيارات.
ولم نكَد نبلغ الميناء حتى نشب شِجارٌ عنيف بين أبي والعم ستيو. بدأ الأمر حينما سأل العمُّ ستيو عن الشخص الذي سيتولَّى أمر إصلاح «ذا وندرر»، وإذا كان على الباقين استئجارُ سيارة والذَّهابُ إلى منزل بومبي بدلًا من الانتظار للإبحار إلى إنجلترا بعد إصلاح القارب.
وفي خِضمِّ هذا النقاش، بدأ الاثنان يتشاجران بشأنِ أيٌّ من البالغين سيبقى مع القارب، ثم قال العم ستيو إن صوفي يجب أن تبقى هي الأخرى؛ يجب ألَّا تذهب إلى منزل بومبي! ووافقَه براين الرأي. ثم نزلَت صوفي إلى الأسفل في وسط كلِّ هذا الشجار وقالت: «أنا ذاهبةٌ إلى منزل بومبي، انتهى الأمر.»
إنها فوضى.
•••
حاولنا الاتصالَ بأمي، ولكنها لم تُجب. وحاولَت صوفي بعد ذلك الاتصالَ بأبوَيها، ولا مُجيب. ثم حاول العمُّ ستيو الاتصالَ بزوجته، فأجابه جهازُ الرد الآلي، فترك لها رسالةً تُخبرها بوصولنا. لا أصدِّق أن لا أحد بالمنزل! ظننتُ أنهم سيكونون منتظرين بجانب الهاتف، لكن العم دوك قال: «حسنًا، ليس لديهم أيُّ فكرة عن موعد بلوغنا اليابسة، كان من الممكن أن نَبلُغها منذ ثلاثة أيام مضَت، أو الأسبوع المقبل أو …» وأعتقد أنه مُحقٌّ في ذلك، لكنَّ سماعَ صوتٍ مألوفٍ يحتفل معنا بسلامة الوصول كان سيُصبح شيئًا لطيفًا.
اعترى صوفي بعضُ القلق. ظلَّت تسأل مِرارًا: «أين هم؟».
•••
نحن الآن نسير مُترنِّحين مُحاولين تعلُّمَ المشي من جديد، وقد ذهب أبي لاستئجار سيارة للذَّهاب بها إلى إنجلترا، وما زلنا لا نعرف بَعدُ مَن الذي سيذهب.
لكننا على اليابسة! وعلى قيد الحياة!