مكالمات هاتفية
تزداد هذه الحياة الغريبة التي نعيشها غرابةً أكثر وأكثر. فأمس، فوجئ الخال دوك بأكبرِ مفاجأة في حياته عندما وجد روزالي في منزلِ صديقه — وصديقها — في أيرلندا. لم يبدُ لي أننا سننجح قَط في الفصل بينهما.
سمح لنا صديقُ دوك باستخدام الهاتف، فاتصلنا جميعًا بأقاربنا في أرض الوطن، وكان الجميع على كِلا جانبَي المحيط يقفز فرحًا، وكان الناس يصرخون ويضحكون، ثم ارتمينا جميعًا على الأرض من شدة الإجهاد.
ظلَّت صوفي تقول: «لا أصدق ذلك. لم أعتقد قَط أنني سأسمع صوتَهما مجددًا. أنا لستُ في حلم، أليس كذلك؟ لقد اتصلتُ بهما وكانا هناك، أليس كذلك؟»
كان الخبر غيرُ السارِّ الوحيد في هذا اليوم عندما قالت والدةُ صوفي إن بومبي ليس بخير، وإنها كانت عازمةً على السفر بالطائرة لتراه بنفسها، لو لم نتصل بها بحلولِ يوم غد ونَقُل إننا أصبحنا بالقرب من بومبي.
لذلك هُرِعنا جميعًا إلى الذَّهاب إلى بومبي في أسرع وقت، ولم يشأ دوك ترْكَ روزالي، واضطُرِرنا فعليًّا إلى أن نجذبه إلى الخارج. السبب الوحيد الذي جعل دوك يغادر أصلًا أن روزالي قد وعَدَته باللَّحاق به في منزل بومبي في غضون بضعة أيام.
بمجرد ركوبنا السيارة مجددًا، بدأ الجميع يقول: «روزالي! أوه، روزالي!» فاحمرَّ وجهُ الخال دوك، لكنه كان في غاية السعادة إلى حدِّ أنه لم يُبالِ حتى بمزاحنا ذاك معه.
•••
نحن الآن على متن العبَّارة، نعبر البحر الأيرلنديَّ باتجاه ويلز. أبحث دومًا عن الأشرعة؛ لشعوري بأن من المفترض أن أكون منهمِكًا في شيء. يمكنني القول إن أيًّا منا لم يكن متشوِّقًا لركوب البحر في قارب مرةً أخرى.
ظل أبي يتساءل: «ألا يوجد جسر؟». وأضاف: «هل أنتم متأكدون من أنه لا يوجد جسرٌ يؤدي إلى ويلز؟»
قال الخال ستيو: «أبله.»
فحذَّره أبي: «لا تبدأ بالعبث معي.»
ظل براين يُضايق صوفي. قال لها: «هل تعتقدين أن بومبي سيتعرَّف علينا؟»
قالت صوفي: «بالتأكيد سيتعرف علينا.»
«كلنا؟»
قالت صوفي: «بالتأكيد.»
ولكنَّ ثمة شيئًا مختلفًا في الطريقة التي يُضايق بها براين صوفي الآن. إنها لا تبدو شريرة كسابق عهده، بل تُشعرك بأنه يُحاول جاهدًا فهمها، وأنه قلقٌ بشأنها أيضًا. يحبُّ براين الحقائق والوقائع والقوائم، وأعتقد أنه ينزعج بشدة من شخص مثلِ صوفي، التي ترى العالم بشكلٍ مختلف عنه. يظل براين يسألني عما يجري مع صوفي، وعمَّا سيحدث عندما نصل إلى منزل بومبي. أخبرتُه أنني لستُ بقارئ للأفكار ولا عرَّاف.