الكوخ
عندما استيقظتُ هذا الصباح، شعرتُ أنني ربما قد هبطتُ على كوكبٍ آخَر، وأنني كنتُ داخل جسدِ شخصٍ آخَر. كان شعوري ذاك يُعزى من جانب إلى نومي طَوال الليل على الأرض، ومن جانبٍ آخَر إلى ما كان في انتظارنا عندما وصَلْنا إلى منزل بومبي الليلةَ الماضية.
وجدنا قرية ثورب دون كثير من العناء، ولكن ما كان أصعبَ بعض الشيء هو العثور على منزل بومبي في الظلام؛ إذ إن المنازل هناك بلا أرقام. جميع المنازل لها أسماء، مثل «جليناكر» و«ذا يلو كوتيدج» و«ذا جرين كوتيدج» و«ذا أوولد بوست أوفيس.»
اسم منزل بومبي هو «وولنت تري كوتيدج»؛ أي كوخ شجرة الجوز؛ لذلك قضَينا وقتًا ليس بالقليل نُحملق في الأشجار، بحثًا عن شجرةِ جَوز؛ لتُبين لنا أنه لم تَعُد هناك شجرةُ جوز عند منزل بومبي بأيِّ حال. وأخيرًا وجَدْنا ضالَّتَنا بعد أن توقَّفنا عند أحد المنازل، وعندما صعدتُ الدَّرَج وطرَقتُ الباب، فتحَت سيدة الباب وقالت: «المنزل الذي تبحث عنه هو ذلك المنزل الذي على الجانب المقابل من الطريق يا عزيزي»، وأشارت إلى كوخٍ أبيضَ صغير في الشارع المقابل.
كانت جميعُ أنوار كوخ بومبي مُضاءة. طرَقْنا الباب، وعندما فُتِح، وجدنا أمامنا مُمرِّضة. عرَّفها العم دوك بنا، ثم دخَلْنا جميعًا الكوخ، وسألها العمُّ دوك: «أين هو؟»
أدخلَتنا الممرِّضة إلى غرفة ثم إلى غرفة أخرى حيث الأسقفُ منخفضة إلى حدِّ أن رءوسنا كانت ترتطمُ بها، واتَّبعناها عبر غرفةٍ أخرى، ثم إلى رَدهة ضيقة تؤدِّي إلى غرفةِ نوم بومبي.
وها هو بومبي مستلقيًا في سريره مُغمض العينَين. كنت متأكدًا أن الحظَّ لم يُحالفنا وأنه قد مات.