التفاح
كان فِناءُ منزل بومبي حديقةً غنَّاء تعجُّ بالورود ونباتات الخُزامى وزهور العائق والبيتونيا والثالوث. وفي الفِناء الخلفي، توجد شجرةُ تفاح، مليئة بثمار تفاحٍ شِبه ناضجة. في اليوم الثالث لنا هنا، خرج الخال مو، وقطَف بعضَ ثمار التفَّاح الأكثر نضجًا، ثم دخل إلى حجرة نوم بومبي في وقتٍ لاحق من ذلك اليوم وقال: «بومبي؟ انظر ماذا أحضرتُ لك …»
فجلس بومبي في سريره وقال: «فطيرة تفاح!» وضحك، ثم بكى، ثم ضحك مرةً أخرى، وكان الخال مو يضحك ويبكي هو الآخَر، ثم دخل الجميعُ إلى الغرفة، وكنَّا جميعًا نضحك ونبكي على فطيرة التفاح تلك.
قال الخال ستيو: «كيف تعلَّمت طريقةَ صُنعها؟».
قال الخال مو وهو شديدُ الفخر بنفسه: «عثرت على كتاب الطبخ الخاص بجَدتي! واتبعتُ الوصفة! أنا لستُ أبلهَ تمامًا!»
بعد ظهر ذلك اليوم، بينما كنتُ أنا وكودي جالسَين مع بومبي، نُراقبه وهو نائم، أخذ بومبي نفَسًا قصيرًا وسريعًا، ثم نفَسًا آخر، ثم توقَّف عن التنفُّس مدةً قبل أن يأخذ نفَسًا آخَر، ثم توقف التنفُّس.
حدَّقتُ أنا وكودي أحدُنا في الآخَر. ثم همهم بومبي وأخذ نفَسًا آخر وظلَّ يتنفس.
سألني كودي: «أكنتِ تُفكرين فيما أفكر به؟». وأردف: «أكنتِ تقولين في ذهنك أسرع يا بومبي؟»
قلتُ: «نعم، كنت أقول ذلك.»
في وقت كهذا، وبومبي طريحُ الفراش، ستعتقد أن الجميع سيتحلَّى بمزيدٍ من الطِّيبة والهدوء ومُراعاة شعور الآخَرين، لكن الخال ستيو والخال مو دخَلا في واحدةٍ من مُجادلاتهما العنيفة كعادتهما. كان الجدلُ عمَّا إذا كان عليهم اصطحاب بومبي معنا إلى أمريكا.
سأل الخال ستيو: «كيف له أن يبقى هنا؟». وأضاف: «إنه لا يستطيع الاعتناء بنفسه … من سيعتني به؟ أرى أنه يجب أن يعود معنا إلى أمريكا.»
قال الخال مو: «وأنا أرى أن يبقى هنا. وإضافةً إلى ذلك، إذا جاء إلى أمريكا، فأين سيعيش؟ هل سيعيش معك؟»
غمغم الخال ستيو. وقال: «يعيش معي؟ ليس لدينا مكانٌ … لسنا مستعدِّين … لماذا لا تأخذه أنت ليعيش معك؟»
تدخَّل الخال دوك. «ربما يجب أن تسألوا بومبي عمَّا يريد أن يفعل.»
فسألوا بومبي، وقال: «أنا في بيتي! سأبقى هنا!» فقال الخال دوك إن بومبي قد اتخذ قراره. لقد جاء إلى بيته، وهو مكانٌ جميل، وعلينا تركُه يعيش في موطنه إنجلترا، المليئة بالورود ونباتات الخُزامى النامية في كل مكان حوله.
سأل الخال ستيو: «ومن سيعتني به إذن؟».
قلت: «أنا. في العُطلة الصيفية. هل يُمكنني ذلك؟»
قال الخال ستيو: «ما زلتِ صغيرةً جدًّا.» ثم عقد ذراعَيه على صدره، كما يفعل براين أحيانًا، وقال: «أتعرفون؟ لن أقلقَ بشأن ذلك. يُمكنكم جميعًا القلق. أما أنا فسأذهب لأخذِ قيلولة.»
في ذلك الوقت تقريبًا، وصلَت روزالي، فوقفنا جميعًا نُحدق فيها هي والخال دوك ببلاهة. غير أنهما بالتأكيد قد سئما تحديقَنا فيهما؛ لأنهما سرعان ما قالا إنهما ذاهبان للتمشية.
في المطبخ، كان براين ينقل وصفةَ فطيرة التفاح. قال: «لقد ظللتُ أفكِّر في هذه الفطيرة طَوال الوقت ونحن في المحيط. سوف أتعلم طريقةَ إعدادها أيضًا.»
قال كودي: «هاي. انظروا هناك …»
في الفِناء الخلفي، كان الخال مو يقذف ثمار التفاح. وظلَّ يقذفُها حتى بعدما خرَجنا لمشاهدته. قال: «انظروا إلى هذا. يمكنني رميُ أربع ثمرات تفَّاح في وقتٍ واحد! هذا رائع جدًّا، أقصد هذه اللعبة. ما رأيك يا سييرا-أوسكار-نوفمبر؟»
قال كودي: «رائع جدًّا يا دلتا-ألفا-دلتا، رائع جدًّا.»
فقمنا جميعًا بقطفِ التفاح، وذهبنا إلى نافذةِ بومبي، حيث كان يُشاهدنا وهو مستند إلى بعض الوسائد، وبدأنا جميعًا في رمي التفاح، وكان بعضُنا يضرب رءوس بعض كثيرًا بالتفَّاح الطائر، وكان هذا هو المكان الذي وجَدنا فيه الخال دوك عندما عاد من نُزهته.