أوه، روزالي!
النساء!
ذهبت روزالي.
عاد العم دوك من النزهة بمفرده متجهِّمَ الوجه. أمطرناه بوابل من الأسئلة رغبةً في معرفةِ أين ذهبَت روزالي.
قال: «لقد ذهبت.»
قالت صوفي: «ذهبت؟». وأردفَت: «لا يمكن أن يحدث ذلك. لقد وصلَت هنا لتوها …»
فأعاد العمُّ دوك الكلمة: «لقد ذهبت. ذهبت، ذهبت، ذهبت.»
انهال عليه الجميع بالأسئلة لنعرف أين ذهبَت، ولماذا ذهبت، وإذا كانت ستعود مجددًا.
قال العم دوك: «لديها خُطط لا يُمكنها تغييرها. ستُسافر غدًا إلى إسبانيا.»
ثم قالت صوفي: «اذهب وأحضِرْها!» وقال براين: «امنعها من الرحيل!»
هز العمُّ دوك كتفَيه. وقال: «تلك المرأة لها عقليةٌ خاصة.»
ظلَّ براين وصوفي يقولان: «اذهَب وأحضِرها!»، ثم لا أعلمُ من أين جئت بتلك الكلمات، لكنني قلت: «لماذا لم تطلب يدَها للزواج، أو شيئًا من هذا القبيل؟»
قال العم دوك: «فعلت ذلك.»
قال العم مو: «أحسنتَ يا دوك.»
تساءلت: «وماذا قالت إذَن؟ لماذا رحلت؟»
«كما قلت، لديها بعضُ الخطط.»
سألتُه: «ولكن ماذا قالت بشأن عرض الزواج؟».
وقف العمُّ دوك هناك يرمي تفاحةً خضراء لأعلى ثم يتلقَّاها بيدٍ واحدة. «قالت إن هذا الكلام سابق لأوانه …»
قالت صوفي: «سابقٌ لأوانه؟». وأردفَت: «لقد ظللت تنتظرها طِيلة حياتك. لقد كنتَ تذوب حسرةً وألمًا …»
قال العم دوك: «اللعنة. ألا يمكن لأحدٍ أن يحتفظ بأيِّ أسرار هنا؟»
ثم قال أحدُنا إنه ربما تُغيِّر روزالي رأيها، وربما تذهب لإتمام خُططِها وتعود، ثم قالت صوفي: «إذا حدث وتزوَّجتُما، فلن تجعلَها تقوم بجميع الأعمال المنزلية، أليس كذلك؟»
قال العم ستيو، الذي كان قد انضمَّ لنا حينها: «حسنًا، كفاكم ثرثرة. ماذا سنفعل بشأن مسألة رعاية بومبي؟»
قال العم دوك: «أعتقد أنني قد وجدتُ الحل.»
قال العم ستيو: «ما هو؟».
قال العم دوك: «سوف أبقى أنا هنا. سوف أبقى هنا في إنجلترا. وسوف أعتني به.»
بدا على الجميع الارتياح، ورأوا أن هذا حلٌّ معقول. ولكن فيما بعد، عندما كنتُ أنا وبراين وصوفي نحزم أغراضَنا، قال براين: «أعتقد أن هذا شيءٌ حزين. لقد عثر العمُّ دوك للتو على روزالي، وها هو يفقدها مجددًا. والآن سوف يتخلى عن كلِّ شيء من أجل البقاء هنا والاعتناء برجلٍ عجوز.»
أخبرَته أن بومبي ليس مجردَ رجلٍ عجوز، بل والد العم دوك.
ثم بدأت صوفي تتساءل إذا كان من المحتمل أن تُغير روزالي رأيها يومًا ما، وإن كان بومبي قد يتحسَّن، ثم قلت إنه ربما يُمكننا أن نزورَهما هنا في إنجلترا، في العطلات الصيفية مثلًا، ثم قالت صوفي: «وربما يمكننا جميعًا القيامُ برحلةٍ بحرية أخرى بقاربنا.»
قلت: «رائع. سوف نقوم جميعًا برحلةٍ بحرية، وسوف نُبحر بعيدًا جدًّا …»
قال براين: «لن نُبحر بعيدًا للدرجة. وليس بهذه السرعة.»
وقالت صوفي إنه إن لم تكن روزالي قد عادت بحلول ذلك الوقت، فيُمكننا جميعًا الذَّهاب للبحث عن روزالي، أوه، روزالي!