الهدايا
جلسنا جميعًا الليلةَ الماضية حول بومبي نتسامر، وأخبرناه عن رحلتنا على متن «ذا وندرر»، وبدا مستغرقًا تمامًا في كل ما نقوله. وعندما انتهينا، قال بومبي: «أنتم من يستحقُّ أكْلَ فطيرة التفاح. أين الفطيرة؟ أحضِروا فطيرةً أخرى!»
قال الخال مو: «انتظروا لحظةً … معي شيء …»
ظننا أنه سيُحضر فطيرة تفاح، ولكنه أحضر مجموعةً من صناديق الهدايا المغلَّفة المستوية. التقط الخال مو واحدًا من أعلى قائلًا: «هذا لبومبي.»
مزَّق بومبي غلافَ الصندوق، وكان بداخله واحدة من لوحات مو. كانت عبارةً عن صورةٍ مرسومة لبومبي جالسًا في سريره يأكل فطيرة.
قال بومبي: «فطيرة!». وقهقهَ قائلًا: «ها ها ها! فطيرة!»
أسفل الرسم، كتب الخال مو: «يوليسيس يأكل الفطيرة».
قال بومبي: «يوليسيس!». وقهقه قائلًا: «ها ها ها! هذا أنا!»
ناول الخال مو صناديقَ الهدايا لكلٍّ من الخال ستيو وبراين والخال دوك. كانت هدية الخال ستيو رسمًا لستيو وبراين وهما يستخدمان جهاز السدس. وكانت هدية براين رسمًا له وهو يُعلق إحدى القوائم في مطبخ القارب. أما هدية الخال دوك، فكانت لوحةً بألوان الماء ﻟ «طفل» دوك، «ذا وندرر»، والقبطان دوك يقف عند المقدمة.
كنا جميعًا منبهِرين بهذه الرسومات.
قال الخال مو: «أما هذه الهدية، فهي لكودي.»
مزَّق كودي الغلاف. ووجد بالداخل لوحةً بالحبر لكودي وهو يلعب لعبةَ الرمي. كان واقفًا على ظهر القارب، وكان القارب يتمايلُ بشدة، ولكن كودي كان محتفظًا تمامًا بتوازُنه، ولم يكن يرمي أكياسَ كعك مِلح ولا جوارب، بل كان يرمي أشخاصًا. كان كل واحد منا يبدو في الرسم ضئيلًا جدًّا في الهواء، وكان كودي يرمينا.
قال كودي: «يا إلهي! مُدهِش!».
قال الخال مو: «وهل لاحظت العُقَد؟».
فأنعَمْنا جميعًا النظر. ثم تمكنَّا من رؤية العُقَد. كانت خُصلات شعر كودي مربوطةً على شكل عُقَد سدادة وعُقَد وتديَّة صغيرة.
قال كودي: «هذا أروع رسم رأيته في حياتي.»
أعتقد أن الخال مو قد سُرَّ كثيرًا لسماع هذا الإطراء.
ثم قال كودي: «انتظروا!» وخرج مهروِلًا من الغرفة، وعندما عاد أعطى الخال مو ورقةً كان قد نزعها من المُكدِّرة الخاصة به. قال له: «هذه لك. سوف أشذب الحافات …»
قال الخال مو: «لي أنا؟».
كان رسمًا للخال مو مستلقيًا على كرسي على متن القارب. كان يضع في حجره دفترَ الرسم، وتحت الرسم كتب كودي: «الفنان موسى».
قال الخال مو: «موسى. هذا أنا!»
قال بومبي: «هاي! وماذا عن هاتين الهديتَين المتبقيتَين؟ لمن هما؟»
قال الخال مو: «أوه. حسنًا. هاتان الهديَّتان الأخيرتان كانا من المفترض أن تكونا لأحدثِ أعضاء الأسرة، ولكن …» ونظر إلى الخال دوك. وقال له: «كان من المفترض أن تكون هذه الهدية لروزالي. أعتقد أنَّ عليك فتْحَها …»
مزَّق الخال دوك الغلاف ببطء. كان بداخلها رسمٌ لثلاثة حيتان؛ الأم والطفل والأب، تلك الأسرة التي رأيناها في المحيط.
همس الخال دوك: «أوه. أوه روزالي …»
قال بومبي: «روزالي؟ من تكون روزالي التي يتحدث عنها الجميع؟ هل أعرفُها؟»
قال كودي: «إنها تلك السيدة الشديدة الأناقة التي يعرفها العمُّ دوك. ولكنها مفقودة مؤقتًا.»
قال بومبي: «لنُرسل مجموعةَ بحثٍ للعثور عليها!».
فنظرنا جميعًا للخال دوك. فقال: «أفهمكم. والآن ماذا عن الهدية الأخيرة؟»
قال الخال مو: «هذه لصوفي.»
كانت أصابعي ترتجف. هدية؟ لي؟ استطعتُ بصعوبةٍ أن أمزِّق الغلاف من شدة حماستي. كان بداخلها إحدى رسومات الخال مو.
كان رسمًا لي وأنا أتأرجح عاليًا في الهواء على السقَّالة المتحركة فوق الأمواج، وكانت المياه شديدةَ الزُّرقة، والسماء زرقاء، ومن تحتي في المياه الزرقاء اثنان من الدلافين يقفزان في الهواء.
وأسفلَ الرسم كتب الخال مو: «أسرعي يا صوفي!»