هو الذي رأى: إعداد درامي لملحمة جلجامش عن النصوص الأصلية
«أوتنابشتيم: منذ البدء يا جلجامش، منذ أن خلَق الآلهةُ البشر، وزَّعوا الآجالَ على الخلق، وحبسوا في أيديهم الحياة.
جلجامش: ولكنك بشرٌ مِثلي تعيش من أقدم الأزمان، من أيام ما قبل الطوفان! فقُل لي كيف صرتَ مع الآلهة؟ كيف نلتَ الخلود؟»
يُعَد سؤال الخلود من أكثر الأسئلة التي شغلت تفكير الإنسان منذ فجر التاريخ، وقد تضمَّن الكثيرُ من الأعمال الأدبية تَوقَ الإنسان إلى سرِّ الخلود، وبحْثَه الدائم عنه، وليس أدل على ذلك من مَلحمة «جلجامش»، وهي أوَّل نص أدبي وصل إلينا، مكتوب باللغة الأكادية على اثني عشر لوحًا فخاريًّا، مُزِج فيه بين الأسطورة والواقع، وتضمَّن رحلة «جلجامش» في القرن السابع والعشرين قبل الميلاد نحو سرِّ الخلود، وسعيه الدَّءُوب للوصول إليه، واكتشافه في النهاية أن الخلود ليس صفةً بشرية. يُقدِّم «السوَّاح» هذا النصَّ الملحمي في قالَب مسرحي شِعري بديع، استحضر فيه الجوَّ الشعري الملحمي الأكادي، وبَعُد فيه عن الإسقاطات الفكرية والفلسفية المعاصرة، فقدَّمه كما هو بجميع أفكاره وشخصياته وتتابُع أحداثه، مُضيفًا إليه بعض المَشاهد للضرورة الفنية، ولتوسيع الفضاء المحيط بالحدَث.