الفصل الخامس

١

(تُفتح الستارة. المسرح مظلم. إنكيدو في سريره على يسار المسرح، يتقلَّب ويُصدر أنينًا وصرخاتٍ مكتومة. موسيقى غامضة تُوحي بجو كابوسي.)

(أصوات ضخمةٌ ذات صدًى تصدر عن مجلس الآلهة. يتشاورون.)

(يُطلق إنكيدو صرخةً عالية ويجلس في فراشه وقد اشتدَّت عليه الحُمَّى. يُسلَّط ضوءٌ باهت على باب الغرفة المصنوع من خشبٍ فاخر.)

(يهدأ إنكيدو قليلًا. تتوقَّف الموسيقى، لحظة صمت، ثم يسمع في الغرفة صوت الإله شَمَشْ يتكلَّم بحنوٍّ وإشفاق.)

(يظلم المكان وتبقى بقعة ضوءٍ على إنكيدو الذي يعود للاستلقاء في فراشه يهذي مُجدَّدًا. تعود الموسيقى الكابوسية ثانية. بقعة ضوء على الطرف الآخر من المسرح حيث يظهر رجلٌ مخيف له رأس طائر وفي نهاية أصابعه مخالب حادة، يقوم برقصةٍ طقوسية عنيفة، ثم يتقدَّم من إنكيدو ممسكًا بجِزَّته. ينهض إنكيدو منقادًا إلى الرجل الطير نحو وسط المسرح ثم يحاول التملُّص منه. يدور الاثنان على إيقاع الموسيقى بين شدٍّ وجذبٍ وفرار وإمساك إلى أن تخور قوى إنكيدو ويتهاوى مستسلمًا للرجل الطير الذي يحمله بين ذراعيه. يظلم المسرح.)

(ثم يشقُّ المكانَ صراخُ إنكيدو الذي يستفيق من نومه. بقعة ضوء على السرير. صرخات متتالية تند عن إنكيدو المضطجع … يدخل جلجامش مسرعًا. إنكيدو ينهض بجذعه في إعياء.)

٢

(يبكي بصوتٍ عال.)

٣

(يدخل الكورس يدور في حلقتين حول جلجامش وإنكيدو. إنكيدو يتقلَّب في فراشه، وقد اشتدَّ مرضه.)

(يتسلَّل نور الصباح إلى المكان بينما يأخذ جلجامش في ندب إنكيدو. لحنٌ جنائزي.)

(يُمسك جلجامش وجه إنكيدو بكفَّيه مذعورًا، يهزُّه هزًّا عنيفًا، يستمع إلى نبض قلبه، ثم يُطلق صراخًا عاليًا. يتركه ويبتعد عنه وهو ينظر إلى الجثة المسجاة غير مصدق. يدور حوله متمتمًا بصوتٍ مكتوم، ثم يزأر.)

(يعود جلجامش إلى إنكيدو يضمه بقوة.)

(موسيقى قويةٌ مفزعة، جلجامش يصرخ صراخًا متواصلًا وهو يحدِّق في وجه إنكيدو. يتراجع مذعورًا لا يكفُّ عن الصراخ.)

(يخرج من الباب لا يلوي على شيء. موسيقى طبول قوية ثم سكون يليه لحنٌّ حزين.)