الفصل الثاني
يخرج النيل الأزرق من بحيرةٍ كأخيه الرزين، ولكن من المحقَّق أنه ينصبُّ في تلك البحيرة
كنهرٍ قصير ويجاوزها، وأنه يحقُّ للأَبَّاي الأصغر أن يُكَنَّى ﺑ «أمِّ النيل الأزرق»،
ومنبع
الأبَّاي في جبالٍ عالية، وهذا هو أول توافقِ أصواتٍ من بعض الوجوه.
ويقع ذلك المنبع في جنوب بحيرة طانة بوادي غِيش على ارتفاع ٢٧٠٠ متر؛ أي على ما هو
أعلى من
معظم أنهار أوروبة، وتَقْطَع تَسوِياتٌ بركانيةٌ نصفُ مستورةٍ بترابٍ أحمرَ غابةً زاهيةً
من
الأَرزِ والعَرْعَر
١ والتين واليَتُوع، وليس للخلنج هنا ثِمارٌ كما في خطِّ الاستواء، ولكنه ذو أزهارٍ
وافرة، وبجانبه يَنْشُر شجر البَلْسَم الأبيضُ والوردي أغصانَه الحُمر، وتُوجِب أزهارُ
الكريوبسيس
٢ الذهبية وأزهار الأَقَنْثَا
٣ الأُرْجُوانية فَرَحًا في هذه الغابة الخضراء.
والغابة تُنعِشها الطيور أيضًا، ويقطع صوتُ السُّبَد
٤ سكونَ الليل ويُخرِج الخُوذِيُّ
٥ صوته البوقي قبل طلوع الشمس، ويجرب الزمار
٦ مزماره، ثم يأتي دور الزرازير فتصوت حين يُغرد الخطاف صباحًا، وتصيح الصراصير كذلك،
بيد أن صخب الغرغر
٧ والببغاوات لا يعتم أن يضفو على هذه الألحان الرقيقة.
وفوق انحدارٍ متوترٍ، وفي وسط غديرٍ، يحيط سياجٌ من الخَيْزُران بمَنفَذٍ تزيد استدارته
زيادةً قليلة على مترٍ مربَّع، ويَجري بهدوءٍ، ومن بئرٍ ذات عُمقٍ متوسط، ماءٌ صافٍ باردٌ
خالٍ
من حَبَبٍ
٨ إلى خَندق ضيِّق ويتوارى وراء الأيكة نحوَ الشرق، وهذا هو منبع النيل الأزرق،
ويُوضِح أصلُه البركاني هذا الوضعَ الغريب. ولنُقابِلْ صِغَرَه وسكونه وروقَه بالمسقط
القاصف
كالرعد والذي يَلِدُ به النيلُ الأبيض لنُبْصِر درجة اللَّغو في الحكم عند أول نظرةٍ
على مصاير
الموجودات، فالمنبعُ الصاخب ينال صفة الاتِّزان والوقار، والجدولُ الصغير النَّزِير
٩ يكون له من المغامرات ما يَقضِي العالَم منه العَجَب.
ويجري النيلُ الأبيض ألفَ ميلٍ قبل أن يُمَجَّد كإحدى عجائب الدنيا، وعكسُ هذا أمرُ
النيل
الأزرق الذي يُعْبَد صبيًّا في المهد كعيسي، وهنا لاح نجمٌ لأحد ملوك الشرق البعيد، ويُخبِره
هذا النجم بمولد إنسانٍ قويٍّ في الجبال هنالك يحمل سلطانَ الربِّ وعِزَّتَه من بين الصحراء
حتى
شواطئ البحر.
والنصارى والوثنيون يُصَلُّون في ذلك المكان، والأكواخ ذات السقوف القَصَبيَّة
١٠ الفائضة الواقعة بالقرب من هذا المنبع ومن منبعين أقلَّ منه أهميةً هي كنائسُ
حَبَشيةٌ رسمية، والرجل اللَّحيان
١١ الأمِّي المنتصب أمامها هو كاهنها.
والوثنيون الذين يعيشون بجانب النصارى هنا لا يدخلون النهر إلا حُفاةً. والوثنيون
هدَّدوا
أحد السيَّاح بالقتل؛ لأنه أراد غَسْل ردائه فيه. وفي كلِّ عامٍ، وبعد أَحَدَ عشر يومًا
من أيام
طلوع الشِّعْرَى
١٢ وغروبها مع الشمس، يجتمع رجال القبيلة في ذلك المكان المقدس، ويُضَحِّي الكاهن
بعجلةٍ سوداء، ويُلَفُّ رأسها في جلدها ويُغطَس في المنبع، ويَغسِل الشِّيبُ اللحمَ بالماء
العجيب الذي يَجلُبونه بباطن أيديهم، ثم يقطِّعونه أجزاءً بعدد القُرَى، ويُوزِّعون القِطَع
التي يأكلونها نِيئَةً شاربين من ماء النيل، ثم يكلِّسون عظامها، ثم يقومون في كهفٍ واقعٍ
تحت
المنبع بقداسٍ وفق طُقُوسٍ غير معروفة، ويقدِّس هؤلاء المؤمنون للنيل الذي هو «نور العالم
وعينه»، ويدعونه بإله السلام، وذلك لما يُقْسِمون عليه في المجلس من المحبة والوئام،
فإذا قُضِي
ذلك تقاتلوا بعد قليلٍ كما يقع بين البيض المتحالفين.
وينقضُّ الأَبَّاي الأصغر بدوافعَ كثيرةٍ نحو الغرب ثم نحو الشمال، ولمَّا يُقيَّدْ
مجراه
تمامًا، ولم يكن النيل الأزرق — من الساعة الأولى — أحسنَ حَرَسًا من أميرٍ أو مليك قادم،
وهو
يَقوم غيرَ مُرَاقَبٍ بجَوْلاتٍ طويلةٍ من خِلال بقاع غير معلومة تقريبًا لوقوف المطر،
الذي فيه
سِرُّ شأنها، حِيالَ رِيَادِها، وذلك كالأنبياء الذين يعتزلون الناسَ في الغالب قبل دَوْرِ
حياتهم الحاسم.
وتُلْحَق بالنهر الصائل جنادل بركانيةٌ ذات طبقاتٍ أفقية مع أثر نشاطٍ جديد فيكون
لها منظر
جبالٍ ذات غاباتٍ تَقطَعها روافد صغيرةٌ كثيرة، ويبلغ عرضُ ذلك النهر ستين مترًا فوق
هضبةٍ
خَرَّبَها السيل، وتَظْهَر بحيرةٌ كبيرة في نهاية الأمر، ويصل الأبَّاي إلى شاطئ بحيرة
طانة
الجنوبيِّ الغربي حيث لا يلبث زمنًا طويلًا.
وتقع هذه البحيرة الضاربة إلى خُضْرةٍ — والتي لها شكل القلب — على ارتفاع ١٨٠٠ متر
كبحيرات إنغادِين،
١٣ وتحيط بها بضعة جبالٍ صغيرة، وسهلٌ مستورٌ بالسَّنْط على الخصوص، والنخل مع أكواخٍ
هزيلة من حصير، ويَبدو أكبرُ هذه الأكواخ في كلِّ قريةٍ تحت شجر العَرعَر، وهو خاصٌّ
بالأمير
(الراس)، أو يُستعمل كنيسةً.
وتقرب بحيرة طانة من بحيرة ألبِرت اتساعًا، ومن المحتمل أن كانت ضِعْفها ضخامةً،
وبيانُ ذلك
أن المطر فَكَّ الحُمَمَ
١٤ فجرفت الجداولُ أجزاءَها منذ أقدم العصور ووضعتها على شواطئ بحيرة طانة وضيَّقت
نطاقها وتنمُّ الحمم والنُّسَفُ
١٥ على أصل الشواطئ البركانيِّ، ومنها يتألف الغِرْين الأول الذي يأتي به النيل،
وتصبُّ أنهارٌ وجداول ثلاثون مياهَها في تلك البحيرة، وجميعها أصغر من الأبَّاي، وإذ
كان الأباي
الوحيدَ الذي يَخلُص من بحيرة طانة كانت هذه البحيرة منبعًا مهمًّا للنيل، ويراها مهندسو
النيل
أهمَّ من الأباي الأصغر الذي لا يُسْفِر تواريه عن ضياع كثيرِ مياهٍ منها؛ ولذا عُدَّ
المنبع
جغرافيًّا أكثر من عدِّه إيدروغرافيًّا.
١٦
ولا يصل التمساح إلى البحيرة، ولكنَّ أهل البلاد إذا ما سافروا على البحيرة في قواربهم
المصنوعة من البردي والقَصَب حُقَّ لهم أن يخافوا بقر الماء الكثير، ويبلُغ صيد هذا البقر
المغري من الإغلال ما يَنقُش معه الصائد سِمَةَ عشيرته على كُلَّابه، وإذا حدث أن قذف
جريان
الماء القَنِيصةَ إلى مكانٍ بعيد من الشاطئ كانت من حقوق أول من أصماها، وهكذا كان أبطال
أُومِيرُس
١٧ يتعقَّبون الخنزير البريَّ الكلِيدُونيَّ،
١٨ ومن شأن سمةٍ كسمات بحيرة طانة أن كانت تؤدي إلى عدم شِجَار أتَالَنْتَة.
١٩
وفي المكان الذي يجوب الأبَّاي فيه البحيرةَ متوجهًا إلى الجنوب تَوَجُّهًا منظورًا،
ومن
غير أن تختلط مياههما (وهذا هو جري اثنيْ عَشَرَ كيلومترًا، وهذا الجريان من القِصَر
ما يَعْدِل
جِرْيَةَ النيل الأبيض في أقصى بحيرة ألبرت) بالقرب من شِبه جزيرة جرجس، في خليجٍ واسع
عميق،
يبدأ النيل الأزرق جَرَيَانه الحقيقيَّ، وفي الحقول تُبصِر أشجارَ بُنٍّ ذاتَ ثمارٍ حُمرٍ
وشبه
برِّيَّة. والحبشة هي موطن هذه الأشجار، ومنها هاجرت إلى بلاد العرب، وفي الحقول — وبالقرب
من
شجر البُنِّ — تُبْصِر بَهَارًا أحمر، وتُبصر برديًّا على مساحاتٍ واسعة حتى في الأرض
الجافَّة
منها، ويَستُر المنحدراتِ الوعرة زهرٌ أصفر على شكل النجوم، وهو ضربٌ من شوك الشيطان
الذي ينشب
في الثياب والجلد فيسبِّب للسائح آلامًا لا تُحتمل، ويكسو الجزرَ الصخريةَ صَدَفٌ وسَرَاطينُ،
وتَبنِي البلاشين والشَّفَانِين
٢٠ أَوْكُنَهَا
٢١ هنالك، ويكون ماء النهر البالغ من العرض مائة مترٍ صافيًا عند خروجه من البحيرة
متدحرجًا من غير انحدار كبير.
ويدلُّ جريان النيل الأزرق على الوجه الذي يبلغ النهرُ فيه مصيره — كالإنسان — مقتحمًا
مجاوزًا جميعَ الحواجز مُدْرِكًا مكان نهايته وزمانَ غايته وَفق السُّنَّة المفروضة عليه،
ومع
ما في الخرائط الطبيعية — التي يبدو الجبل لنا بها سببَ كل التواء — من وضوحٍ كيف تُنكَر
القوى
السحرية التي تَجُرُّ نهرًا إلى نهرٍ آخر على الرغم من كل مقاومة تنشأ عن الشلالات والصحراوات
والمُنْعَطَفَات المستمرة المستغرَبة؟ ولو أمكنت دراسة حياة رجل بأسرها على خريطةٍ أو
البَصَرُ
بها من طائرةٍ لبهرتنا السنن التي تهيمِن عليها، ولا شيء يُثْبِت القَدَر أحسنَ من وقائع
هذه
الحياة الظاهرة، والرجلُ الملحد وحده هو الذي يَردُّ إلى الطبيعة مدارَ ارتيابه
العقليِّ.
وفي البَدَاءة يبدو الأبَّاي الأكبر مبتعدًا ابتعادًا تامًّا عن اتجاه الأبَّاي الأصغر،
وهو
يجري نحو الجنوب الشرقي وصولًا إلى الشمال الغربيِّ؛ وذلك لأن الجبال التي ولد فيها تسد
طريقه،
ويدور الأبَّاي الأكبر بانحناءٍ منسجمٍ حول جبال غُوجَم منعطفًا مرتين ليَصِل إلى النيل
الأبيض
الذي كان أقرب إليه في منبعه، وتَجرِي عليه سُنَّة الأقوى من حين دخوله في السودان. فمع
أنك لا
ترى جبلًا يَقِفُه تُبصِره لا يسلك أقصرَ السبل، بل يتَّجِه إلى الشمال الغربيِّ مثلَ
اتجاه
النيل الأبيض في شَبَابِه ومثلَ اتجاه جميع روافده الشرقية.
والحركة الأولى للنيل الأزرق — عند خروجه من بحيرة طانة — تَكْشِف عن عبقريةٍ في سجيَّته،
تكشِف عن عُنْفٍ ممزوج بسَخَاء، فهو يجوِّف لنفسه ممرًّا عميقًا في الصخر، وتبلغ أمواجه
الفائرة
من سرعة الاندفاع ما تهبط معه ١٣٠٠ متر في ثمانين كيلومترًا، ويَحمِل عنصرَ عمله المقبل،
يحمل
الغِرْيَن مُبْدِيًا حيويته وإنتاجَه من أول الأمر.
وتكون الصخور عاريةً قبل المطر ولدى الْتِقَاء الجلاميد والماء عند الشلَّال الأول،
وحينما يَزلَجُ
٢٢ الموج ويَدخُل النهر في مجراه تَظهَر الصخور مستورةً بالخُثِّ،
٢٣ أي بغُثَاءٍ
٢٤ أحوى،
٢٥ أو بنباتٍ مائيٍّ ذي سُوقٍ متقشِّرة وجذورٍ جوِّيَّة تَجِفُّ أزهارها الخُضر
والوردية من الأسفل بالتدريج وتظلُّ هكذا حتى نُزُولِ أمطار العام القادم، وتُصادُ الأسماك
الصغيرة باليد على طول تلك الصخور، وتظلُّ هذه الأسماك جماعاتٍ متراصَّةً خائفةً من الأسماك
الكبيرة التي تترصدها من الأسفل فتلتهم جميع ما تَجْرَحه الحجارة منها.
وفي ذلك الصُّقْع
٢٦ البائر وغير البعيد من البحيرة يقوم جسرٌ حجريٌّ قديمٌ ذو أقواسٍ كثيرة، وبهذا
الجسر يكتسب المظهرُ منظرَ نقشٍ روائيٍّ ويُذكِّر بالحضارة الأوروبية الأولى التي يجهلها
النيلان في شَبَابهما مع استثناء هذه النقطة، وهذه الحضارة من فورها تَغِيب هنالك مرةً
أخرى مع
ذلك، ويجب أن يُتِمَّ النيلُ جولتَه في هذا البلد الخَرِب وأن يَلْحَق بالسهل حتى يُلَاقِيَ
جسرًا مرة أخرى، حتى يلاقي جسرًا عصريًّا كريهَ المنظر جدًّا. والبرتغاليون هم الذين
أنشئوا
الجسرَ الأول من حجارةٍ بركانية في القرن السادسَ عشرَ، وهذا الجسر منحرفٌ، والنهر يمرُّ
من تحت
القوس الأوسط حتى يتسعَ حالًا.
ويضيق المجرى على بعد خمسين كيلومترًا من بحيرة طانة، ويَحمِل النيلَ الأزرق على
المغامرة
بتجربةَ مسقطٍ كبيرٍ كالنيل الأبيض في أقصى الجنوب. وهذه المغامرةُ هي الوحيدة في حياة
كلٍّ من
النيلين، ويُطلِق أهلُ البلاد الأصليون اسم تيزيتات «النار الزائرة»
٢٧ على هذا المسقط كما تُسَمَّى مساقط فيكتورية في روديسية ﺑ «العُثَان
٢٨ الطَّنَّان»، وللمسافة الضيقة التي تَتَكَسَّر فيها الأمواج المُزبِدة منظر ثَقْبٍ
عميق، والناسُ يتساءلون عن الكيفية التي يُمكِن كميَّةَ الماء العظيمةَ الآتيةَ من البحيرة
والمطر أن تمُرَّ منه، ومما يُقَصُّ هنالك أن رجلًا في أثناء قتالٍ استطاع أن يَثِبَ
من إحدى
الضفتين إلى الأخرى وأن يَذْبَحَ عدوه وأن يَرْجِع واثبًا.
والنيل — إذن — سجينٌ الآن في عقيقٍ
٢٩ ضيقٍ منحوتٍ في حجارة بركانية ومُحدِقٌ بجبال شاهقة، والنيل منيعٌ في ثمانمائة
كيلومتر تقريبًا، ويبلغ عمق الوِهَاد
٣٠ ١٥٠٠ متر، والعقيق مهجورٌ، ويبتعد الناس عن العقيق ويبتعدون — أيضًا — عن المرتفعات
المجاورة حيث ترصدهم الحُمَّى وترقُب قطاعهم، وحيث جوُّ تلك الأجَمَة ودخان الكلأ المحترق
خانقان فتَنشَأ الحُمَّى عنهما، وتكون الحياة أسهلَ والتنفسُ أيسرَ في ارتفاعٍ يترجَّح
بين
ثلاثة آلاف متر وأربعة آلاف متر. وقد أضاع الرُّوَّاد القليلون الذين حاولوا النزول إلى
العقيق
معظمَ حمَّاليهم بفعل الحمَّى فاكتفوا بزيارةٍ قصيرة له أو بالإشارة إليه على خرائطهم
بخطوطٍ
منقَّطة.
والحيوان وحده هو السعيد في ذلك الجزء الجنوبي من النيل الأزرق، ولا تهدد الكلاليب
ولا
المزاريق ولا البندق
٣١ أي بقر ماءٍ أو تمساحٍ في مجراه، كما أنها لا تهدد الأسد والنمر على ضفافه، فهنالك
جنة هذه الحيوانات، وتعيش الضواري هنالك أخلاطًا أملاطًا
٣٢ بعيدةً من محاولات الإنسان أكثر مما في أي مكانٍ آخر بأفريقية غير مباليةٍ بالحرارة
التي لا تنزل حتى في الليل إلى ما هو أقل من الدرجة الأربعين نائلةً في الغابة البكر
ما لا ينفد
من الحيوان والنبات الكثير.
والنيل في الدرجة العاشرة من العرض الشمالي يكون منيعًا في فجوته
٣٣ على ذلك الوجه فيرسم قوسًا واسعًا من الشرق إلى الغرب، فلا يبصر في هذا الجزء من
جريانه وجهًا بشريًّا، ولا يشق سطحه مجدافٌ، ولا تنزع صنارةٌ سمكًا منه، ولا يجرؤ إنسانٌ
على
السباحة في مائه.