الفصل الحادي والعشرون
وما هو نصيب الفلاح في عهد السيد الجديد؟
انقضى زمنُ استبداد المماليك، وانقضى معه دورُ المجاعة ودور أسوأ المزعجات، وصار الفلاح قليلَ الخوف من نِهَاب الأعراب، وغدا من النادر أن تُسْرَق قِطاعه، ولو سار كلُّ شيءٍ كما يريد السيد الجديد لعَدَل القاضي عن جَلْد الفلاح جَوْرًا، بيد أن الباشا كان يقوم بِعِدَّة جَوْلَاتٍ في البلاد فلا يُبْدِي نَصَبًا، بل يَظْهَر في الغالب نصيرًا كريمًا، ومع ذلك كان الباشا مستبدًّا فيقول إنه لا يمكن حملُ هؤلاء القوم النُّعَّس إلا بالقوة والسَّوْط، وكان بطرسُ الأكبر قُدْوَةً له في ذلك.
وعلى ما يعانيه الفلاح من قهرٍ بالغٍ كان يَسُرُّه أن يَعْرِف أن الغُرَبَاء عن الأرض لا يُجِيعونه كأجداده ليَعِيشوا مُتْرَفِين أو ليَقتُلوا أعداءَهم، وكان يشعر بوجود رجل في القلعة يَعْمَل في سبيل مصرَ على الأقلِّ. أجل، كان يُكبَّل ليُجَرَّ إلى الثُّكَن، وكان يُفْرَض عليه نظامٌ شديد، وكان يُرْسَل إلى بلاد النوبة أو الأناضول، ولكن أولادَه كانوا يُوضَعُون في المدارس ويُعَلَّمون ويُطْعَمُون على حساب الباشا وتُدْفَع إليهم نقودٌ في بعض الأحيان. وأخذ الفلاح يَشْعُر في عهد محمد علي بوجود أمرٍ كان مجهولًا لديه، وهو الكرامةُ الشخصية.
والأغنياء الذين انتَزَع أملاكَهم يُذْعَرُون، والفلاحون يرتجفون، والوسطاء ينعنون، ولكن البلد يزدهر، ويَمضِي على النظام الاستبداديِّ والصلاحِ الإداريِّ ثلاثون سنةً فيتنزَّه تاجرُ القهوة بقَوَلَة على النيل فيَحِقُّ له أن يلاعبَ لحيته الأبوية فيقولَ في نفسه: إن مصرَ لم تَنَلْ من الرَّخَاء ما نالته في أيامه منذ قرون، وفي عهد أيِّ سلطانٍ، وفي ولاية أيِّ باشا.
أجل، إن محمدًا عليًّا أخذ من الفلاح نقودَه وسَلَبَه حريتَه كما صنع المماليك. أجل، إنه أكرَه الفلاحَ على حَفْرِ القَنَوَات وشَيْدِ المباني وجَمَعَ منه جنودًا لحروبه. أجل، إنه جَلَدَه بالسياط حَمْلًا له على دفع الضرائب. أجل، إنه وَضَعَ للحبوب أثمانًا لا يستطيع أحدٌ أن يُؤَدِّيَها، ولكنه فَعَلَ جميعَ هذا في سبيل بلده، وأما هو فكان يكتفي بكَرَرٍ يأتيه من كريد وبأحسنِ أنواع القهوة والتبغ وبقصرٍ جميل حَسَنِ الأثاث صالحٍ لاستقبال ضيوفه من الأجانب فيه استقبالًا باهرًا. وقد قال لألمانيٍّ ذات يوم: «تحتاجون في بلدكم إلى أيدٍ كثيرةٍ وأما أنا فأُدير الآلةَ وحدي، ويَجِبُ أن أكون سيدَ رعيتي، ويجب أن أكون سيدًا شديدًا، فأنا طبيبُ الفلاح العاجزِ عن معرفة أمراضه.» وما قام به محمد علي من عمل فيُثْبِتُ درجةَ ما كان لصُنْع الجَبَّار من إنتاجٍ في الشرق منذ مائة سنة.
ومن أوروبة اقتبس كلَّ ما يُمْكِن أن ينتفع به، ولكنه كان لا يستدين من غير البيوت التجارية فيَبلُغ ما يَدْفَعُه من القروض سِلَعًا سبعين في المائة، وكان يفضِّل الفرنسيين على غيرهم، ولا شكَّ في أن إعجابه بنابليونَ كان يُوحِي إليه بنفورٍ زائد من إنكلترة. ومما حَدَثَ أن حال دون استمرار ضابطٍ سابق من ضباط نابليون على السفر إلى بلاد فارسَ ليَخْدُم فيها مفوِّضًا إليه تنظيمَ جيشه، ويعتنق الكولونيل سِيفُ الكاثوليكيُّ دينَ الإسلام فيُدْعَى المسلم سليمان باشا، وترى جيشًا مصريًّا للمرة الأولى منذ عهد الفراعنة، ويُحْسِن الفلاحُ القتالَ في جميع الجَبَهَات.
ولم يكن لدى محمد علي أشرِعةٌ لسفنه، فحَمَلَ على زراعة القِنَّب الذي لم يُتَّخَذْ حتى الآن لغير إسكار المصريين، كما حَمَلَ على إنشاء مصانعَ لنَسْجِ الأشرِعة منه، ويُغْرَس السَّنْط في جميع المديريات نَيْلًا لخشب السفن، وكان يوجد على طرفي الدَّرْب المؤدي إلى قصره مئاتٌ من الأبراج الصغيرة المعدَّةِ لحماية الشُّجَيْرَات. وغُرِسَ في الفيوم ثلاثون ألفَ شجرةِ زيتونٍ لصنع الصابون، وغُرِسَ في أماكنَ أخرى مليونُ شجرةِ توتٍ لإنتاج الحرير. وينتشر الطاعون البقري فلا يَطْلب حماية الآلهة كما كان الفراعنة والسلاطين يَصْنَعون، بل يُرْسِل إلى الحقول ألفًا من أحسن خَيْلِه ويقْرِنها بالجمال ويُكْرِه الفلاحَ على الاندفاع معها.
ولم يكن محمد علي محبًّا للفلَّاح، ولكن يلوح أنه كان يُحِبُّ مصرَ على طريقته، ويصف له شَنبُولْيُون — الذي حلَّ الخطَّ الهيروغليفيَّ — بؤسَ مَنْ رأى عيشَهم من الفلاحين في أثناء مباحثه فيبتعد عن كلِّ جوابٍ سائلًا إياه عن عمله، ففرعونُ الجديد كان يودُّ قبلَ كلِّ شيءٍ أن يبيِّن له شنبوليون ماذا كان أمرُ قدماء الفراعنة، وكان أسدُه المروَّضُ رابضًا بجانبه — كسِيُزوسْتريس — عن وَلَعٍ بالأوضاع المسرحية أمام الأجانب، غير أن الفرنسيَّ لم يُبْدِ وَجَلًا ولا إعجابًا مدرِكًا ما في الحال من غرابة وهَزْلٍ، شأن محمد علي الذي كان ذا دُعَابة.
وبَحَثَ عن الذهب في النيل الأعلى، وكان يَقصِد من حملته النوبية أن ينال ذهبًا وعبيدًا كما قلنا ذلك في جزءٍ آخر، وهو — وإن لم يَجِدْ ذهبًا قَطُّ — كان يأمر بتفتيش كلِّ مركبٍ نيليٍّ في مرفأ القاهرة، فيأخذُ منه كلَّ درهم غَصْبًا مؤدِّيًا في مقابل ذلك سلَعًا من مصانعه، ويأمُرُ محمد علي بترجمة قانون نابليون ليُدْخِل إلى بلده بعضَ الإصلاحات. وكان محمد علي أولَ وَلِيِّ أمرٍ منذ عهد الفراعنة ضَمِنَ في مصرَ حريةَ الأديان وسلامةَ جميع طبقات المجتمع وأموالها. ومحمد علي هو الذي أَمَرَ بفَزْرِ القَنَوَات ذاتَ صَيْفٍ حينما تَمَرَّد أناس من الألبان فأغرق قسمًا من القاهرة وقَضَى بذلك على العصيان، وهكذا يُنْتَفَع بالنيل مع القرون في إنقاذ جَبَّار ذاتَ مرة.
ويصنع محمد علي — من ناحيته — أشياءَ كثيرةً في سبيل النيل، فَتَشُقُّ النهرَ ستةُ آلاف سفينة جديدة، وتقام على ضِفافه أربعون ألفَ ساقيةٍ جديدة، ويُنْشِئ إبراهيمُ بن محمد علي أُولَى المِضَخَّات البخارية مستعملًا فَحْمًا إنكليزيًّا، ويتضمن جميعُ ذلك معنى السُّخْرة كما في زمن المماليك، ويَرَى نائبُ السلطان محمد علي في أثناء سفر إلى الإسكندرية وجوبَ حَفْرِ قناةٍ في مكانٍ ما، ويَطْلُب المهندسُ الذي دُعِيَ لذلك الغرض مدةَ سنة لإتمام القناة، فيأمر محمد علي بضربه على رجليه مائتي مرة ويتوعَّدُه بثلاثمائة جلدة أخرى إذا لم يكن إِنشاءُ القناة قد تَمَّ حين عودته بعد أربعة أشهر.
ويُرْوَى أن عشرين ألفَ رجل فقدوا حياتهم في سبيل إنشاء القناة التي تَصِلُ الإسكندرية بالنيل، غير أن القناة لم تَكَدْ تَتِمُّ حتى أصبح المرفأ الذي دَخَلَ دَوْرَ الانحطاط منذ قرونٍ كثيرة يكون منفذًا لوادي النيل، وذلك على حين يَسُدُّ رملُ البحر وغرين النهر مرفأي دمياطَ ورشيدٍ بلا انقطاع، ويدعو محمد علي تلك القناةَ باسم متبوعه وعدوِّه السلطان محمود، وأعظمُ مشروعٍ قام به هو السَّدُّ الذي بناه قبل أسداد الإنكليز بخمسين عامًا، وهذا هو بدء دَوْر جديد في حياة النيل، ولم يُنْبِئ به أحدٌ قبل نابليون، ولم يُبْصِره أحد أحسن من نابليون.
والواقع أن نابليون أخبر بإقامة أسدادٍ على رأس الدِّلتا ذاتَ يومٍ فتوجَّه بها المياهُ مناوَبةً بين شعبتي النيل فتُضَاعَف بذلك أهميةُ الفيضان. والواقع أن محمدًا عليًّا جعل بعضَهم يقرأ له جميعَ ما كتبه نابليون في جزيرة القديسة هيلانة عن موضوع النيل. ومن الواقع معرفةُ محمد علي كلَّ ما هو خاصٌّ بالإمبراطور، ومن المحتمل أن يكون هذا الجندي الأشمَط قد أبصر مكافحةَ نابليونَ لهذا العنصر كما يقاتل عدوًّا له في ميدان الوَغَى، موجِّهًا جميعَ قُوَاه نحو نقطة واحدة ليَغْمُرَ البلدَ بالماء كما يَغْمُرُ الخصمَ بجنوده.
وعَنَّ لمحمد علي فكر جائر في بدء الأمر، عَنَّ له سَدُّ شُعْبَةٍ للنيل سَدًّا نهائيًّا لكيلا يَجْرِيَ إلى غير دمياط. وقد أثبت له الفرنسي لِينَانُ تعذُّرَ ذلك، وأبان له أن الإسكندرية تُحْرَمُ الماءَ العَذْبَ بذلك، وهنالك قَرَّرَ أن يقيم أسدادًا على شعبتي النيل مستعينًا بحجارة الأهرام الكبرى، وهو لم يَترُك هذا المشروعَ عن شعور فنيٍّ ما سَخِر من علماء الآثار، وإنما عَدَلَ عنه لِمَا يوجبه النقلُ من نفقاتٍ كثيرة، ويَطُول إنشاء «سدِّ النيل»، لا لِمَا يَتَطلبه من نقودٍ كثيرة، ما دام يؤخذ ما يُحْتَاج إليه من العمال قسرًا، بل لِمَا انتشر من طاعون، ثم لِمَا كان من قِتَالِ السلطان، ثم لِمَا كان من انتقاد المهندس الجديد للمشروع الأول وعدم وَضْعِه ما هو أحسنُ منه، ويتمُّ بناء السدِّ في تاريخٍ متأخر إذن، وظلَّ السد أهمَّ الأسداد وألزَمَها من بعض الوجوهِ مع قِدَمِ طِرازه.
والأسدادُ على النيل تَعْنِي القطنَ على النيل، ويَعْلَم محمد علي من فرنسيين قدرةَ مصرَ على إنتاج السكر والقطن وإمكانَ ربحها منهما أكثرَ مما تَرْبَح من الحبوب. وهذه هي فكرةٌ رائعةٌ مملوءةٌ بالمخاطر، فإذا كان الجوُّ ملائمًا لتحقيقها فإن نظام الريِّ بمصر يَحُولُ دون تطبيقها، وبيانُ ذلك أن نبات القطن لا يُطِيقُ الغَرَق وأنه يتطلب رِيًّا منتظمًا في الصيف حين انخفاض المياه كما يتطلب فصلًا غير جافٍّ في الدِّلتا. والسدُّ وحده هو الذي يوجِد ما هو ضروريٌّ من الأحوال، ولكن مع وجود نظامٍ كاملٍ للمضَخَّات والدواليب والمِمَصَّات، ولكن مع تعميق القَنَوَات واستخدام سبعةٍ وعشرين رجلًا في مائة يوم من العام لتنظيفها، ويقتضي ذلك إنفاقَ بضعةِ ملايين، ولا يغتمُّ تاجِر القهوة من ذلك المبلغ ما دام عمل السدِّ لا يكلِّف شيئًا. وماذا يحدث عند رداءة المحاصيل وفي زمن الأَزَمَات العالمية ووقتَ وَقْفِ إدخال ما تحتاج إليه مصرُ من الحبوب فيما بعد؟
ويلوح عدمُ تأثير هذه المصاعب في محمد علي، ومحمد علي لم يَضَعْ أولَ حجرٍ للسدِّ وَفْقَ مشروعِهِ الثاني أو الثالث إلا في سنة ١٨٤٧؛ أي في أواخر حياته؛ أي حين غَمِّه وثَوْرَاتِ غَضَبِه عن قهرِ إنكلترة إياه، وعاد لا يسمِّي إنكلترة بغيرِ اسم «ذلك البلد»، وحُظِرَ عليه كلُّ توسُّعٍ في الخارج فحصر نشاطَه في داخل مملكته وأنجز من الإصلاحات العظيمة ما صار معه أبًا حقيقيًّا للشعب، ويُنْشِئ مئاتِ المدارس في كلِّ مكان، ويُرْسِل أساتذةً من الأزهر إلى باريسَ ولندنَ ليروا وجودَ كتبٍ أخرى في العالم غيرِ القرآن، ويؤسِّس مدرسةً مصرية بباريس، ويَعمُرُها بمائةٍ وعشرين طالبًا، ويُدْخِل إليها بعضَ الأمراء من آله غيرَ مفكِّرٍ فيما يكون لهذه التربية الباريسية من أثرٍ في حفيده إسماعيل، ويوزِّع كتبًا مُمْتِعةً مطبوعة في القاهرة.
ويقوم محمد علي بحجٍّ قبل موته، ولكن لا إلى البلد المقدَّس ما دام غيرَ متدينٍ، وما ساوره من غَيظٍ نتيجةً لِمَا أُصيب به من غَلَبٍ فيَصْرِفُه عن التفكير ثانيةً في مكةَ، ويَذْهَب لتقديم وَلَائِه إلى مولاه السلطان وليَضَعَ حَدًّا لتخاصمهما المثير للضغائن، ويَعُود إلى الإسكندرية عَوْدَ الظافرين حاملًا على صَدْرِه صورةَ السلطان المحاطةَ بإطارٍ مُرَصَّع بالألماس. وهكذا يُظْهِر وفاءَ التابعِ عن زَهْوٍ كالذي أظهره بسماركُ حينما انحنى أمام وِلْهِلْم الثاني الشابِّ بعد أربعين سنة.
ويصاب محمد علي بضعفٍ في قُوَاه العقلية ابنًا للثمانين من عمره، ويحتمل أنه لم يُدْرِك وفاة ابنه إبراهيمَ ابنًا للستين من سِنِيه سابقًا إياه إلى القبر قبلَ قليلِ زمنٍ، وما بين الآباء والأبناء من روايةٍ محزنةٍ مُثِّلَتْ بين هذين الرجلين، وما بين الملك ووليِّ العهد من تنافسٍ تَجَلَّى على الطريقة الشرقية، ولا يُسْمَع حديثٌ في سنين أربعين عن وِرَاثةِ طاغيةٍ من غير أن يُقْرَض زاجرُه. وقد أُكْرِه إبراهيم على دَوْسِ ما فيه من استعدادٍ فكان ما تَرَكَ من رسائلَ هائلةٍ، ومن المتعذر تقديرُ ما خَسِرَتْه مصر بموت إبراهيمَ قبل الأوان، ولو بلغ من العمر ما بلغ أبوه لاحتُمِلَ أن يفوقه بمقدار ما فاق الإسكندرُ — هذا المقدونيُّ الآخرُ — أباه فليب، وعاد إبراهيم القوي لا يكون تركيًّا ولا ألبانيًّا، بل صار مصريًّا خالصًا، وليس ابنُه ووارثُه غيرَ نصفِ باريسي.
قد تكون الأَثَرِيَّة — أو الخُيَلَاء — هي التي أملت على محمد علي مشاعرَه الأولى، غير أن قراراتِه كانت نتيجةَ تفكيرٍ طويل على الدوام، وما فُطِرَ عليه من عبقريةٍ أعظم في حَقْلِ الحضارة مما في حَقْلِ التنظيم، وهو لم يكن عنده عينُ النَّسْر فيَرَى الناسَ والأشياءَ من علٍ، وهو لم يكن عنده من الذكاء العالي ما يَتَّخِذ الرجلُ به قراراتٍ تُدْهِش الناسَ أولَ وَهْلَةٍ، ولكنه كان يَتَّصِف بذكاءٍ ثاقب وثبات قاطع وعزم قويٍّ وحِذْقٍ باهر، ولو وُلِدَ فرنسيًّا لكان مثلَ مِتِرْنيخ أو تاليران أكثرَ من أن يكون مثلَ نابليون.
لم أَجِدْ في الصفحات العشر الأولى ما هو جديدٌ ولا ما هو جديرٌ بالذِّكر فصبرتُ، ولم تكن الصَّفَحَاتُ العشرُ الثانية خيرًا من الأولى. وأما صَفَحَاتُ أمس فعاديةٌ تمامًا، فلا أستطيع أن أتعلَّم شيئًا من هذا الرجل، وأَعرِف من المكايد أكثرَ مما يَعْرِف، والآن قِفْ ولا تداوِم على الترجَمة.