في قصر المرزبان
بلغ موكب جهان قصر أبيها عند العشاء، فرأت الحديقة تتلألأ بما أُوقد فيها من المصابيح، وقد غصَّت بجماهير الناس وما يحملونه من الهدايا والتحف إلى المرزبان كعادتهم في مثل ذلك المهرجان. على أنهم في الأعياد السابقة كانت وجوههم تطفح سرورًا وبهجة. وكانوا يقرعون طبولهم ويضربون طنابيرهم. أما اليوم فقد أتوا بآلات الطرب لكنهم لم يضربوا عليها تهيبًا لما علموه من اشتداد المرض على المرزبان. فرأتهم جهان متفرقين زرافات ووحدانًا في طرقات الحديقة وعلى السلم، وعليهم ألبسة العيد من الخز والديباج، وكلهم وقوف يتهامسون ويتلفت بعضهم إلى بعض وعلامات الأسف بادية على وجوههم. وبباب الحديقة الدواب تحمل التحف من الثياب والأطياب والفاكهة. والخدم يشتغلون بإنزالها وحملها إلى داخل القصر.
ولما وصلت مركبة جهان إلى باب القصر تفرق الناس إلى الجانبين وشغلوا بمشاهدتها عما هم فيه. وكانوا يحبونها ويتبركون بطلعتها ويتوسمون فيها الخير. فلما نزلت من المركبة هتفوا بالسلام عليها، وسُري عنهم حين رأوا وجهها ونسوا ما كانوا فيه من القلق كأنهم يحسبون دخولها على أبيها يذهب مرضه ويعافيه.
أما هي فحنت رأسها للسلام تلطفًا، وخُيل إليهم أنها ابتسمت لفرط ما في محياها من الوداعة والإيناس. وكانت خيزران قد نزلت فسبقتها ومشت إلى جانبها، والناس يوسعون الطريق ويقفون احترامًا حتى دخلت جهان الحديقة ماشية بجلال ورشاقة وصعدت درجات السلم المؤدي إلى إيوان القصر وهي تتفرس في الوجوه خِلسة لعلها ترى ضرغامًا، خائفة أن ترى الأفشين. وكان أهل القصر في انتظارها على أحرِّ من الجمر فجاءوا لاستقبالها، ولم تجد أخاها سامان بينهم فظنَّته عند أبيها في غرفته. فلما لقيت قيمة القصر سألتها عن أبيها فقالت: «إنه في خير، فشكرًا لرحمة أورمزد.»
فاطمأنَّت قليلًا ولكنها ظلَّت سائرة إلى غرفة أبيها بين صفوف الجواري والخصيان والكل وقوف إجلالًا لها. فمشت في دهليز مفروش بالسجاد حتى أتت غرفة أبيها وقد اشتدت لهفتها لرؤيته وقلبها يخفق خشية عليه. وكان بباب الغرفة حاجب من المماليك الخصيان قد اختص بباب المرزبان، فلما رأى جهان أسرع إلى سيده وبشَّره بقدومها، ثم عاد ورفع الستر ووسع لها، فدخلت وهي لا تزال باللباس الذي خرجت به للصيد والعصابة على رأسها، ولكنها حسرت عن وجهها وعنقها فبان إشراقهما وقد زادها القلق والتعب هيبة وجمالًا، فأقبلت على سرير أبيها ووجهها يطفح رونقًا وبهاء وعيناها تبرقان ذكاء وفطنة.
وكان المرزبان كهلًا لم يتجاوز الستين من عمره، ولكن المرض والضعف جعلاه شيخًا هرمًا، فابيضَّ شعر لحيته التي تملأ صدره، وزاد الضعف في غور عينيه وتجاعيد وجهه. ولكن هذا كله لم يقلل شيئًا من هيبته ولا من بريق عينيه الذي اشتد حين علم بمجيء ابنته في إبان الحاجة إليها. وكان قد استلقى على سريره المصنوع من خشب الأبنوس، تحمله أربع قوائم نزل فيها العاج، وعلى رأسه عمامة صغيرة، وفوقه غطاء من الديباج المزركش بالقصب على نصفه الأعلى الذي يغطي الصدر مطرف من فرو النمور الثمين، ويداه مرسلتان فوق المطرف وقد حسر عنهما كمَّ القميص فبان هزالهما.
فلما دخلت جهان من الباب، اتجهت أولًا إلى صنم مُذهَّب نُصب على عضادة بارزة من الحائط بجانب سرير أبيها وأمامه شمعة مضيئة غير المصباح المعلق بالسقف، فانحنت للصنم خاشعة على عادة المجوس، ثُمَّ سارعت إلى أبيها فجثت بجانب سريره وأكبَّت على يده تقبلها. وقد أثر فيها ضعفه ولكنها تجلدت تشجيعًا له فابتسمت وعيناها لا تبتسمان ولكنهما تنطقان بأجلى بيان بعظيم احترامها لأبيها وشدة حبها له. أما هو فحالما رآها ابتسم والدمع يترقرق في مآقيه، وفتح ذراعيه فعلمت أنه يريد تقبيلها فألقت نفسها على صدره فقبَّلها واستنشق رائحة عنقها فأحست بحرارة نفسه وخشونة شعره فاستأنست بتلك الخشونة لاطمئنانها على صحته؛ لأنها كانت تخاف ألا تدركه حيًّا.
ثم تجلد المرزبان وتحامل على ساعديه حتى اتكأ على الوسادة وأشار إليها أن تقعد على الفراش بجانبه فقعدت وسألته: «كيف ترى نفسك يا سيدي؟»
قال: «إني بفضل أورمزد إله الخير الحنون في خير، وكنت أخشى أن يتغلب أهريمان إله الشر فلا أراك، وذلك لشدة ما قاسيته من الألم والضعف. ولكنني شعرت بالراحة منذ علمت برجوعك إلى القصر، وأنت تعلمين أنك تعزيتي الوحيدة في هذا العالم، فلا تفارقي القصر؛ لأني أرتاح لرؤيتك.»
فأرسلت جهان دمعتين دلَّتا على حنوها وخففتا لوعة أبيها الشيخ المريض وأثَّرتا في نفسه. وكأنه تصوَّر حال ابنته بعد موته فغلب عليه الحنو فبكى وهو يحاول إخفاء عواطفه رفقًا بعواطفها، فابتسمت هي وتجلدت، ولم يفتها ما خالج ذهنه فقالت: «شكرًا لأورمزد الشفوق، إني أراك في صحة، وسأصلي له وأتوسل إليه (وأشارت إلى التمثال) أن يعافيك ويدفع عنك المرض، ولا ريب أنه يسمع دعائي.»
فقال: «قد أرسلت أخاك سامان في طلب الموبذ (الكاهن) فإذا جاء صلينا معًا.»
فأحسَّت جهان براحة لاتكال أبيها على الصلاة. وليس للإنسان تعزية في مثل هذه الساعة غير الإيمان، فهو وحده خير تعزيه له في الشدائد، بعد أن يعجز عقله وتغل يده عن درئها. ولولا الإيمان لكان حظ الناس من دنياهم التعاسة والشقاء. يدلك على ذلك أن الأرض لم تخلُ من دين. وما من أمة إلا وهي تدين بشيء ترجع إليه في رد القوي عن الضعيف، وتتعزى به في المصائب التي يضيع فيها الاجتهاد ويعجز عنها العقول، ولا ينجح في دفعها لا مال ولا سلطان، ولا يفيد فيها جند ولا أعوان. وتقصر عن معالجتها مهارة الأطباء، وحكمة الفلاسفة وعلوم العلماء. هذه المصائب لا ينجح فيها غير الإيمان والاستسلام عن اعتقادٍ صحيحٍ في الدين؛ فالمؤمن يتلقى المصائب بالشكر، ويستقبل الموت ضاحكًا مسرورًا. وليس أضر للبشرية ممن يضع الشكوك في أذهان العامة؛ لأنها تقتلهم وتذهب بسعادتهم، وهو نفسه، مهما يبلغ من شكوكه أو إنكاره، إذا أُصيب بضعف أو خاف على حبيب نفدت حيلته في إسعافه لا يرى مندوحة عن الالتجاء إلى غير الوسائل المعروفة فيستغيث بقوة لا يعرفها. ويتوسل إلى شخصٍ لا يراه ولا يعتقد بوجوده. وقد اختلف الناس في تفاضل الأديان لكنهم أجمعوا على التدين بواحد منها.
فلما رأت جهان اتكال أبيها على الصلاة سكن اضطرابها واطمأن قلبها فقالت: «وهل يأتي الموبذ الليلة؟»
فتنهَّد وقال: «قد بعثت أخاك في طلبه، ولكن ما أظنه يأتي به لأنه عوَّدني ألا يطابق عمله ما في نفسي.» وكأنه ندم على هذا التعريض فاستدرك وقال: «لا بأس من تأجيل ذلك إلى الغد.»
وشعرت جهان بأن أباها غير راضٍ عن أخيها. وكانت قد لحظت شيئًا من ذلك من قبل ولم تعلم سببًا لهذا الفتور. وكان المرزبان يبالغ في كتمان ذلك لعلمه بذكاء جهان وسرعة انتباهها وأنها إذا اطلعت على ما في قلبه من أمر أخيها يتكدَّر عيشها. فسكتت وسكت أبوها حينًا، وأخيرًا انتبه هو فقال: «اذهبي يا جهان يا حبيبتي إلى غرفتك، لتبدلي ثيابك وتتناولي عشاءك فإني أشعر براحة وميل إلى الرقاد.»
فنهضت وهي تقول: «ألا تحتاج إلى شيء أقضيه لك يا أبتي قبل ذهابي؟»
قال: «لا أحتاج إلى شيء الآن، وإذا أصبح الصباح وجاء الموبذان علمت شيئًا جديدًا. اذهبي محفوظة محروسة.»
شُغلت جهان بأمر النبأ الذي وعد أبوها بأن يطلعها عليه في اليوم التالي، وتاقت إلى معرفته. ولكن تفكيرها لم يهدها إلى شيء، وقد سرَّها على أية حال أن أباها لم يذكر «الأفشين». وودت لو سنحت لها فرصة تذكر فيها ضرغامًا لعله يذكره بخير فتطلعه على ميلها إليه. وكان أبوها قد عوَّدها ألا تتحرج أمامه من ذكر مثل ذلك، ثم همَّت بالخروج من حجرة أبيها مؤجلة ذلك حتى يأتي ضرغام لزيارته فتتخذ هذه الزيارة ذريعة للحديث في ذلك الشأن.
وقبل أن تخرج دخل الخادم وقال للمرزبان: «إن سامان بالباب.» فلما سمع المرزبان اسمه انقبضت نفسه ولكنه قال: «يدخل». فدخل سامان ولا يكاد الناظر إليه يصدق أن جهان أخته؛ إذ كانت أمه جارية هندية ماتت وهو في الثامنة من عمره وسافر أبوه على أثر ذلك إلى بلاد القوقاس فلقي هناك فتاة شركسية أعجبه جمالها فتزوجها وجاء بها إلى فرغانة فولدت له توأمين هما جهان وطفلة أخرى. وماتت الأم والطفلتان صغيرتان فعهد في أمرهما خيزران ولم يتزوج بعد أمهما؛ لأنه كان يحبها حبًّا شديدًا لفرط جمالها وتعلقها، وأحب ابنتيها لشدة مشابهتهما لها، ولكنهما لم تبلغا الثالثة من العمر حتى فُقدت توأم جهان فبقيت هذه وحدها وتحولت كل محبة أبيها إليها.
ولم يكن فَقْد تلك الشقيقة بسبب موتها، ولكنها فُقدت بطريقة عجيبة هي أن فرسًا اختطفتها. وكان في تركستان جماعة من اللصوص يدربون الخيل على اختطاف الأطفال أو الأحمال بأسنانها والفرار بها إلى حيث ينتظرونها في مكان بعيد. وبقي أهل فرغانة من ذلك العهد يحذرون خطف أطفالهم بهذه الطريقة.
أما المرزبان فنظر إلى سبب ضياع ابنته نظرًا آخر، وتولَّد البغض في قلبه لسامان من ذلك الحين، لكنه كتم السبب عن كل إنسان!
•••
كان سامان قصيرًا أجرد ليس في وجهه إلا شعرات متفرقة في ذقنه. وخداه منبسطان، ويخامر بياض عينيه حمرة كأنه استيقظ من رقاد، فضلًا عن شدة حَوَله، فإذا نظر إليك حسبته ينظر إلى السقف أو إلى الباب ولا يستقر نظره على شيء. وهو يكلمك مطرقًا أو محولًا بصره عنك وأجفانه ترتجف، وشفتاه ترتعشان كأنه خائف تخرج الألفاظ من بينهما متلاحقة متقطعة. ولكنه كان كثير الدهاء واسع الحيلة شديد الأنانية يكره كل أحد إلا نفسه.
فلما أذن له أبوه في الدخول، دخل مهرولًا، وعلى رأسه قلنسوة من الخز بلا عمامة، وقد ارتدى جبة طويلة تغطي ثيابه فكان يتعثر بأردانها، ثم وقف بين يدي أبيه وقال: «ذهبت إلى بيت كرشان شاه (هيكل المجوس بفرغانة) فلم أجد الموبذ هناك، وقِيل لي أنه يعود في الصباح فهل أبحث عنه في منزله؟»
فهزَّ المرزبان رأسه متضجرًا وقال: «لقد كان في إمكانك أن تبحث عنه قبل مجيئك ولكن لا بأس … غدًا نرسل من يأتينا به. اذهب الآن.»
فرأت جهان في خطاب أبيها له جفاء زادها شكًّا في ميله إليه. ولم تكن قد سمعته يخاطبه بهذه اللهجة من قبل. أما سامان فقال: «لم أكن أحسبك تريده الليلة، وإلا لبحثت عنه حتى رجعت به. هل أذهب للبحث عنه الآن؟»
وكان المرزبان يحدق في وجه ابنه وهو يتكلم، فلما انتهى أدار وجه عنه وقال: «كلا، ولكن دعني الآن فإني أحتاج إلى الراحة!»
فأكبَّ سامان على يدي أبيه يقبلهما، ثم خرج يتعثَّر في أذياله، وظلَّت جهان واقفة تنظر إلى أبيها فرأت في عينيه دمعتين تكادان تنحدران وهو ينظر إلى الشمعة المضيئة بين يدي التمثال، وقرأت حول شفتيه معنى دلَّها على سرٍّ في خاطره يحب إفشاءه فقعدت على السرير وتناولت يده فشعرت بعرق بارد ورعدة خفيفة فقالت: «هل تريد شيئًا يا أبتاه أم أذهب؟»
فقال وهو يصلح متكأه: «اذهبي يا حبيبتي … لا … لا تذهبي … لا بل اذهبي واستريحي!»
فقالت: «ما بالك؟ هل أغضبك إهمال أخي سامان؟ إنه لم يكن يعلم مرادك.»
فهزَّ رأسه وقال: «إنه لم يفهم مرادي ولكنني فهمت مراده. وقد دنا وقت الحساب.» قال ذلك واستلقى على الفراش ورفع الغطاء إلى كتفيه لينام، فعلمت أنه لا يريد الخوض في الموضوع، فأصلحت غطاءه وقبَّلت يده ثم خرجت وذهبت إلى غرفتها وهي في شاغل جديد بأخيها، وكانت خيزران في انتظارها فرحبت بها وسألتها عن أبيها ثم قالت: «أبدلي ثيابك واذهبي إلى فراشك.»
فظلَّت واقفة ولم تجبها فأدركت أن ذهنها مشتغل بضرغام فقالت لها: «إن الناس قد انصرفوا وأُطفئت الأنوار في الحديقة والإيوان ولم يأتِ ضرغام ولعله يأتي غدًا.»
فاقتنعت وأخذت في تبديل ثيابها بمساعدة خيزران، ثم ودَّعتها هذه وانصرفت، وأرادت جهان أن تذهب إلى فراشها وإذا بخادمة دخلت تقول: «إن مولاي سامان يطلب أن يكلم مولاتي.»
فسُرَّت جهان بمجيئه؛ لأن حديث أبيها معه لم يَرُقْ لها، فدخل وعليه ملامح الاكتئاب والانكسار، فلما رأته أخذتها الشفقة عليه فرحبت به وابتسمت له وقالت: «لا يسوءك ما صدر من أبينا من إشارات الكدر، فأنت ضيق الصدر لمرضه.»
فقعد مطرقًا على وسادة ولم يجب. فجلست إلى جانبه ونظرت إليه فرأت دموعه تتساقط على خديه فأثر منظره وغلب حنوها وطيب عنصرها على فراستها وتعقلها وقالت: «ما يبكيك يا أخي؟»
فرفع بصره إليها وقال وصوته مختنق: «تسألينني عن أمري وقد شاهدت بعينيك وسمعت بأذنيك؟!»
قالت: «قلت لك إن ما أتاه أبوك ليس عن غرض بل هو عن مرض، فإنه يحبك وليس له ابن سواك، وأنت حامل اسمه وأنت …» فقطع كلامها قائلًا: «قد يكون أبي يحبني، ولكني سيء الطالع. فأنا أبذل جهدي في طاعته، ولم يكن قد كلَّفني استدعاء الموبذ ولكنني رأيته يسأل عن خادم يرسله في طلبه، فتطوعت لخدمته. ولا أرى منه غير الإعراض، ويؤلمني ألا يكون راضيًا عني!»
قالت: «إنه راضٍ عنك، أو إنه سيرضى، كن مطمئنًّا.»
قال: «أنا أعلم أنك تحبينني وتسعين في استرضائه لي، ولكن آخرين يكيدون لي عنده، وهو لسلامة نيته ينخدع بأقوالهم.» قال ذلك ووقف يهم بالخروج خشية أن يسوءها حديثه، فأوقفته وقالت: «من تعني بأولئك الكائدين؟»
قال: «أعني جماعة تعرفينهم أسروا عقولنا وقلوبنا وأموالنا باسم الدين.»
فأدركت أنه يعني الموبذان (الكهان) فقالت: «فهمت، وأظنك تعمدت الرجوع وحدك الليلة فلم تأتِ بالموبذ؟»
فتنحنح وبلع ريقه وقال: «لم أتعمد ولكنني لم أجده في بيت النار فلم أبحث عنه في مكان آخر؛ لأن دخول الموبذان بيتنا يفسده!»
فقطعت كلامه قائلة: «لا أرى رأيك في هذا؛ لأن أولئك الموبذان يصلون لأجلنا فهم بركة لنا، وليس لنا عزاء إلا بهم، ثم إن أبانا يؤمن بهم ولا ينبغي أن نخالفه.»
فقال: «لا أنكر أن بينهم أناسًا صالحين، ولكن بعضهم طماعون يبغون أن يستولوا على كل شيء. ما لنا ولهم الآن فإنما يهمني ألا يكون أبي ناقمًا علي.»
فقالت: «اترك هذا لي، واذهب إلى فراشك مطمئنًّا.»
فخرج مطأطئ الرأس مظهرًا الانكسار، ودخلت هي فراشها حيث عادت إلى هواجسها ولم تنم تلك الليلة إلا قليلًا.