من النقل إلى الإبداع (المجلد الثالث الإبداع): (٢) الحكمة النظرية: المنطق – الطبيعيات والإلهيات – النفس
«فنسبةُ العقل إلى النفس كنسبةِ الضوء من البصر، ونسبةِ المرآة إلى الناظر فيها.»
بعدما أوضح «حسن حنفي» في الجزء السابق من سلسلته «من النقل إلى الإبداع» تصنيفَ الفلاسفة المسلمين للحكمة، يُعرِّج في هذا الجزء على عرض أنواع الحكمة التي يقسِّمها إلى قسمَين رئيسَين؛ «الحكمة النظرية»، و«الحكمة العلمية». وتضم «الحكمة النظرية» ثلاثةَ فروع، هي: المنطق، والطبيعيات والإلهيات، وأخيرًا النفس. أمَّا «المنطق»، فهو آلة العلم ومقدِّمة العلوم كلها، وعلى عكس ما هو شائعٌ لا يوجد اتجاهٌ واحد في المنطق بل اتجاهات عديدة، سواء عند الفلاسفة أو الأصوليِّين ﮐ «ابن حزم» و«الغزالي» وغيرهما. وأمَّا «الطبيعيات والإلهيات»، فهي عِلم واحد تُقدِّم فيه الطبيعيات للإلهيات. وأخيرًا «النفس»، وهي موزَّعة بين المنطق من جهة، والطبيعيات والإلهيات من جهة أخرى.