الفضاء الإلكتروني الخيالي!
انتصف ليلُ صحراء «مصر الغربية»، ولمعَت النجوم، وهبط الظلام، وجلس «أحمد» بعد ساعة طويلة قضاها، حاول النوم، كانت هناك فكرةٌ قد طرأَت على ذهنه، أثارَت قلقَه وخطفَت النومَ من عينَيه.
لقد تأخر رقم «صفر» في الاتصال بهم، وهذا دعاهم إلى التساؤل عن مصير عملهم … إذا ما رحل عنهم يومًا ما. إلا أن ساعة يد «أحمد»، لم يرضها أن تتركَه يُعاني من هذا القلق، فوخزَته في رسغه؛ لتُخبرَه أن هناك رسالة، عليه أن يتلقَّاها. وتعجَّب «أحمد»، فمِن مَن تكون هذه الرسالة؟ لعلها تكون من رقم «صفر».
تلقَّى الرسالة في لهفة … وحلَّ شفرتها، ليشعرَ بعدها بسعادة بالغة … فالرسالة من رقم «صفر» يقول فيها: لماذا أنت ساهرٌ يا «أحمد»؟ وفيمَ تفكر؟
ردَّ «أحمد» قائلًا: لا شيءَ مهمٌّ.
قال رقم «صفر»: إذن أراكم غدًا في السادسة مساءً. المكان … غرفة الاجتماعات الصغرى. ولكم تحياتي …
استيقظ «أحمد» تمامًا وغادر غرفتَه إلى حديقة المقرِّ، وجلس ينظر إلى السماء الصافية المرصَّعة بالنجوم؛ ليُريحَ أعصابه من عناء التوتر والقلق على رقم «صفر» … حتى هدأَت أعصابه، وبعد قليلٍ توجَّه إلى غرفة نومه.
في السادسة من مساء اليوم التالي … التقى الشياطين برقم «صفر»، وقد بدأ لقاءَه معهم بقوله: مساء الخير …
أعرف أنكم قلقتم لغيابي، وأشكركم على اهتمامكم بي. ولديَّ مهمةٌ جديدة لكم … وسأقرأ عليكم التقرير الخاص بها.
أولًا كلُّكم تعرفون أن العالم الآن أصبح قريةً صغيرة. ليس بسبب التقدم في عالم المواصلات والاتصالات وانتشار الأقمار الصناعية وأطباق الاستقبال، التي أتاحَت لكل سكان العالم … أن يُتابعوا مسلسلًا يُعرض على إحدى القنوات الفضائية في وقت واحد.
وليس أيضًا بسبب متابعة المهرجانات الرياضية؛ كدورة «أتلانتا» التي أُقيمَت مؤخرًا، في نفسِ وقتِ إذاعتِها وبثِّها. وكذلك كل الأحداث العالمية المهمة. بل إن العالم أصبح قريةً صغيرة … بسبب التقدم المذهل في علوم الكمبيوتر، والتي أثمرَت في النهاية … عن شبكة الإنترنت!
والتي يُطلق عليها البعض «الفضاء الإلكتروني الخيالي»، وهو بالمناسبة يحمل نفسَ المعنى العربي لاسم العصابة التي سنتعامل معها في هذه المهمة … عصابة «سايبرسبيس».