الفصل الرابع
وفي ذلك المساء تعشَّى بعض الأصدقاء في بيت الأميرال دي لامارش، وكانت بينهم الدوقة دي لوقا وأخوها، فلما كانت الساعة الحادية عشرة بعد تناول الشاي، ذهب الضيوف، وكانت الدوقة دي لوقا تقيم في الطبقة الأولى من المنزل، فصعدت إليها وقالت لأخيها: اصعد معي، وكانت عادته أن يلحق بإخوانه من محبي الطرب، فقال لها: يوجد من ينتظرني. قالت: قلت لك اصعد؛ فلي كلام معك!
ومعلوم أن الأخت كانت الآمرة وهو المطيع، فصعد معها، فلما انفردا جعلت تتمشَّى في المخدع وهو جالس، فقال: الظاهر أن الأمور على غير ما تحبين يا أُخيَّة؟ فوقفت أمامه وقالت بغيظٍ وحنق: قضي الأمر، فما عدتُ أقيم ها هنا.
أجاب: لم أفهم مرادكِ.
قالت: إذن فاسمع ما دمت راغبًا في معرفة الأسباب. فأنت تدري لماذا انتقلنا من المنزل الأول إلى هنا؟ أجاب: بلا شك؛ لأنني كنت صاحب هذه الفكرة، وكنتِ أنتِ عاشقة لحاكم بوندشيري، أي الكونت دي موري.
قالت: بل كنت مفتونة به، ومجنونة، ولا أزال!
قال: إذن فالوقح لا يحفل بهواكِ! فلم يهن عليها سماع هذا الكلام، وقالت: يا لك من بليد، فإن الكونت دي موري يشعر بمثل كلفي به؛ بل ربما كان أَشَدَّ عشقًا مني.
قال: إذن لم أفهم السبب في عزمكِ اليوم على الانتقال من هنا وأنتِ مُحِبَّة محبوبة، ولم يبقَ إلا أن تتمتَّعِي بالهناء.
قالت: هيهات! فأنت لا تعرف هؤلاء الأغبياء الذين يُدعَون شرفاء ونبلاء! نعم، إن دي موري مفتون بي، وقد أقرَّ لي بهواه منذ أول يوم في ساعة دهش واسترسال، لكنه منذ ذلك اليوم قضى على شفتيه فانطبقتا، وقد يختنق ولا يفتحهما؛ لأنه إذا فتحهما لا بد أن تنطقا بعبارات الهوى والغرام.
قال: لله دَرُّه من رجل فاضل إذا صدق ظنكِ!
قالت: بل كن واثقًا بأنه يهواني هوًى شغل لُبَّهُ وقلبه، إلا أن روابط الأنظمة الاجتماعية البالية، وكذلك احترامه لزوجته يبعده عني، وإنني لأبغضها لأنها زوجته، وأرى أنه يحق لها أن تحبه كما أنه يحق له أن يحبها، فكيف العمل؟ فتناول يدها وقال: واحسرتاه عليكِ يا أُخيَّة، فهل تريدين أن أكون لكِ نصيرًا؟
قالت: وما عسى أن تفعل؟
أجاب: لا أقلَّ من أن أُزوِّجكِ الرجل الذي تحبينه، فحملقت إليه البصر وقالت: ولكن ذلك مستحيل. قال: لماذا؟
أجابت: لأنه متزوج.
قال: ولكن يمكن أن تزول زوجته من طريقكِ.
قالت: أتقتلها؟ أتُقدِم على قتلها لأجلي؟
أجاب: على رسلك، فلا تتعجَّلِي، وهل أنا ممن يقتل الناس؟ لا ليس ذلك ما أردته … ولكن يوجد وسيلة أخرى هي الطلاق.
قالت: الطلاق؟
أجاب: نعم، وأنتِ تعلمين أن للطلاق شأنًا في هذه الديار، وأي شأن، ويزعمون أن نصف ما يسمونه العالم المتمدِّن راغب في الطلاق للاقتران بالنصف الآخر.
فاضطربت وقالت: صدقت، فلا يسعفني شيء مثل الطلاق، ولكن لا بد له من سبب، وتلك المرأة التي أحتقرها لها سياج منيع من العفاف والصيانة فلا يمكن طلاقها.
قال: وما رأيكِ في برهان على أنها ليست كما تعتقدين؟
قالت: زدني بيانًا.
– إن الكونتة دي موري تعشق رجلًا غير زوجها.
– وكيف ذلك؟ وهل من برهان؟
– لولا وجود برهان دامغ لما كاشفتكِ بهذا الأمر. فمنذ أربعة أيام كنت خارجًا من المنزل فأبصرت امرأة تمشي مستعجلة، وعرفت أنها الكونتة دي موري، فقلتُ في نفسي إلى أين تمضي؟ فتتبعتها حتى دخلت بيتًا حقيرًا في زقاق ضيق قذر، فلبثت فيه ساعتين، ثم خرجت وعيناها حمراوان، والظاهر أنها بكت كثيرًا في أثناء هذه الزيارة.
قالت: تقول إن ذلك كان منذ أربعة أيام؟ أجاب: نعم.
قالت: إذا لم أكن مخطئة فإن الكونتة زعمت في ذلك اليوم أنها متألمة، ولم تجلس إلى مائدة العشاء.
أجاب: نعم، وفي صباح اليوم التالي خرجت من المنزل وفي يدها كيس صغير، فركبت مركبة إلى شارع «لابيه» ودخلت في حانوت الجوهري سميث، وفي اليوم التالي بعد الظهر، أعني في هذا اليوم، قصدت كنيسة سن جرمين، فهل تعرفينها؟ إنها من أجمل الكنائس. قالت: وماذا يعنيني من أمرها؟
أجاب: وأنا لا يعنيني أمرها أبدًا، ولكنني رأيت الكونتة قد ذهبت إليها وانزوَت في إحدى زواياها مع شاب يحمل رسائل غرامية، يظهر أنها خطيرة جدًّا، لأن فيها ما يمس أسرة الكونتة، وقد طلب منها ثمنها؛ مائة ألف فرنك.
قالت: وهل دفعت له الكونتة ذلك القدر الكبير من المال؟ … أجاب: لا، ولكنها كانت قد وعدته ولم تنجز وعدها، فسخط وتوعَّدها، وظهر لي أنها رعبت من وعيده رعبًا شديدًا.
قالت: ولكن لا بد أن يكون ذلك الشاب وغدًا ذميمًا.
أجاب: لا شك! ولكن لذلك الوغد الذميم فضل عليكِ، وقد كانت الكونتة تتوسَّل أن يمهلها يومين لتعود حاملة إليه ذلك المال ثم انصرفت، فما رأيكِ في هذه القصة؟ فارتعدت جرجونة وقالت: إذا صحَّ ما تقوله فإني أستبدل تاج الدوقة بتاج الكونتة قبل انقضاء ثلاثة شهور من تاريخ اليوم، وسوف أُدعى الكونتة دي موري.
وقد اختصرنا هذه المحادثة التي دامت هزيعًا من الليل، ولما فارق الرجل شقيقته عاهدته على أن تجيبه إلى أول طلب يطلبه منها مكافأة له على هذه اليد التي أسداها إليها، وحاولت أن تفهم غرضه، فقال لها: عندي مشروع لم يتم بعد، وسوف أطلعكِ عليه فتساعدينني كما أساعدكِ، وبعد ظهر اليوم التالي بعثت تطلب مقابلة الكونت دي موري، فقالت له: إني دعوتك للنظر في حالة لا تلائم منزلتي، فلا بد من افتراقنا. فلم يتمالك برغم وفائه لزوجته من أن يرتجف هوًى وصبابةً، وخُيِّل له أنه مصاب بالدوار، ولكنه تجلَّد وقال لها: إن هذا الفراق الذي تكلمينني عنه يورثني شجنًا عظيمًا، وثقي أن زوجتي الكونتة تشاركني في ذلك الشجن.
ونهض يريد الانصراف، فقالت له: لا تكلمني عن الكونتة دي موري، ولا تدعني أفتكر في هذه المرأة التي تكرهني لأنني أحبك … والتي أكرهها أنا كذلك، ولا أدري لماذا؟ ولكن يسوءني منك سكوتك عند انكساري وذلي، فلماذا لا تريد أن تقر لي بالهوى؟ أوَلَستُ حرة الفؤاد؟
أجاب: بلى، ولكنني أنا لست بحُرِّ الفؤاد، وإقراري لكِ بالهوى يجب أن يسوءكِ، كما يعد خيانة مني للتي لا تريدين أن أكلمكِ عنها!
قالت: إذن لماذا تنمُّ حركاتك وسكناتك عن ذلك الإقرار؟ إني لأشعر به في عينيك إذ تتقدان، ويديك إذ ترتعدان ونفسك إذ يحترق، ولا شيء فيك صامت إلا فمك، على أن شفتيك تكذبان بصمتهما وهو أفصح من كل كلام.
فأجابها: لئن كذبت شفتاي فإنهما تأتمران بأمر نفس لا تخون زوجة بريئة من كل عيب، وفيَّة كل الوفاء.
قالت: كفى، فلا تكلمني عن وفائها … فصاح: هل تدرين أن في جملتكِ هذه التي نطقتِ بها وشاية كاذبة فظيعة؟
أجابت: ليس ما أقوله بوشاية؛ بل هي تهمة صادقة عرفتها من أخي.
قال: لا بد لكِ الآن من إيضاح ما تعرفينه أو ما تظنين أنكِ تعرفينه، وقبض على يد جرجونة بعنف وقال لها: تكلمي.
فتخلَّصت منه وصاحت: كلَّا، لست أتكلم؛ لأنك ستقتلها إذا أنا تكلمت بما عرفت، فتراجع عنها مرعوبًا ساخطًا، وصاح: تقولين إنني أقتلها؟ إذن هي تخدعني حقًّا! كلَّا، لا أصدق هذه التهمة.
قالت: لا بأس فقد كذبتُ لأمتحِن حبك، ووشيتُ بامرأة بريئة لأعرف ما تفعله بمجرمةٍ. أردتُ أن أسبر غور فؤادك لأعلم منزلتي منه إذا قضى الزمان بأن أحتل موضع زوجتك، والآن عرفت ما كنت أروم معرفته، فيمكنك أن تذهب ولن نلتقي بعد اليوم.
فقال الكونت في نفسه: لا تخلو هذه الوشاية من شيء، وللحال عمد إلى وسيلة أخرى، فقال: إنكِ إن أردتِ أن تعرفي ماذا يحدث إذا خلا موضع الكونتة من فؤادي، فاسمعي! إني من الرجال الذين لا يحتملون أن يخونوا أو يُخانوا، وأنتِ أدرى الناس بوفائي لزوجتي، ولكن إذا قُضي عليها ذات يوم بأن تزلَّ بها القدم فلا يبقى لها في قلبي شيء من الأسف أو التذكر، ولأقطعن الرابطة التي تجمع بيني وبينها! وكانت هذه المحادثة العنيفة دائرة بينهما وهما يقتربان إلى النافذة اتفاقًا دون قصد، وهي مشرفة على إيوان المنزل، وقد ضرب الباب ودخل الجوهري سميث، فلم تتردد جرجونة، بل قالت: إن أردت معرفة الحقيقة فعليك بمقابلة هذا الرجل فإنه قادر على إيضاحها لك. فأطلَّ الكونت من النافذة وقال: إنه الجوهري سميث، ورفع الجوهري رأسه فعرف الكونت وحيَّاهُ من بعد، فأشار إليه أن اصعد فلي كلام معك.
ثم اطبق النافذة واستدعى خادمًا فأمره بأن يوصل إليه الجوهري، ثم انثنى إلى الدوقة فقال لها، أرجو منكِ أن توضحي الآن كيف وصل السر الهائل الذي ترفضين أن تبوحي لي به إلى هذا الجوهري؟
فأجابته قائلة: إن المسيو سميث يحمل مائة ألف فرنك إلى زوجتك التي رهنت عنده حُلِيَّها؛ لتبتاع بثمنها رسائل كتبتها فيما مضى.
فانحنى أمامها وقال لها: إذا كان ما ذكرتِهِ لي صدقًا فإنكِ حكمتِ على الكونتة، وإن كان كذبًا فإنكِ حكمتِ على أخيكِ، ولئن سلِمَ شرف الكونتة دي موري من التهمة فاعلمي أنني سأقتل أخاكِ أنيبال بلميري غدًا، والآن أطلب منكِ أن تدعيني أفعل ولا تخالفيني فيما أقوله لهذا الشاهد توصُّلًا إلى معرفة الحقيقة.
ثم اتجه إلى البهو ففتح الباب ودعا إليه الجوهري، فجلس، فقال له: لا بد أنك تلاحظ انفعالي، وما ذلك إلا لاطلاعي على سرٍّ خطير لك دخل فيه …
قال: وكيف ذلك؟
أجاب: نعم … لكنني نسيت أن أعرفك بالدوقة دي لوقا. قال: لقد تشرفت بمعرفتها حين زارت حانوتي مرارًا، وابتاعت بعض الحلي.
قال: إذن بقي عليَّ أن أقول لك إن الدوقة التي هي صديقة الزوجين وصاحبة سرها في الأعمال الخيرية، أنبأتني الآن أن الكونتة قد أودعتك بعض حُلِيِّها للحصول على مائة ألف فرنك تعيرها إيَّاها، فظنَّت الدوقة أنها تُحسن صنعًا إلى صديقتها إذا أطلعتني على ما كان؛ لأن زوجتي تكتم مبراتها وحسناتها.
فأجابه الجوهري: ما دمت قد تكرَّمتَ أيها الكونت فاتخذتني شريكًا لك في هذا العمل فلا بد لي من أن أقر لك بأمر: إن الدوقة قد أنبأتك بالحقيقة؛ لأن زوجتك طلبت مني مائة ألف فرنك كان ينبغي أن أسلمها إيَّاها غدًا، إلا أن الذي وعدني بالمال لم ينجز وعده، فجئت الآن لأطلب إليها أن تمهلني بضعة أيام.
وهكذا جاء كلام الجوهري مطابقًا لما ذكرته الدوقة عن القرض، فلم يشُك الكونت في أن السبب هو ما أشارت إليه الدوقة، فشعر بطعنة خنجر أصابت فؤاده، لكنه تجلَّد وابتسم وقال: ذلك لا يغير شيئًا من هذه المسألة، وقد خطر لي تسهيل المهمة الخيرية حتى لا تُحبط مساعي الكونتة، وسوف ترى أن ذلك من أيسر الأمور، لا شك أن حلي الكونتة باقية في حانوتك، فتكرَّم بإحضارها.
قال: عفوًا أيها الكونت فتلك الحلي معي، وقد جئت بها لئلا ترجع الكونتة عن رأيها عند علمها بأنني غير قادر على إحضار المائة ألف فرنك لها في الموعد الذي ضربته؛ إذ ربما تروم أن تفاوض غيري. قال الكونت: إذن قد تيسَّر الأمر وربحنا الوقت، فأعِد إليَّ الحلي فأعطيك ذلك المال تسلمه إلى زوجتي دون أن تنبئها بمصدره، وهكذا يتم لها ما أرادته من عمل الخير ومواصلة الإحسان والبر، ولا تنتقل حلي الأسرة وجواهرها من مكانها.
فأجابه: الأمر إليك إيها الكونت، وقد سرني هذا الاتفاق؛ لأنني — ولا أكتم عنك — كاره لمثل هذه الأعمال … فإليك الحلي …
قال: أما أنا فبعد هنيهة أوافيك بالمال المطلوب، فانزل إلى الطبقة الثانية من هذا المنزل والحق بي إلى غرفتي، وإيَّاك أن تتلفَّظ بكلمة عما جرى بيننا. فحيَّاه الجوهري ومضى. فانثنى الكونت إلى الدوقة وقال وصوته يتهدَّج وكلماته تتقطَّع: إذن كان ذلك حقًّا … لقد خانتني الكونتة وأهانتني وكَسَتْنِي عارًا، فويلٌ لها من شقيَّة، خدعتني وأنا أحاول التغلُّب على هوًى ملك حواسي وأنكرته على نفسي، وكل ذلك تشبثًا بالفضيلة وحرصًا على فؤادها الكاذب!
فرثت له جرجونة وقالت له: خفِّض عنك ولا تحزن! فأثَّر فيه صوتها، وفكَّر في وجوب الانتقام لنفسه وشرفه، فقال لها: نعم، قد هدأ جأشي، ولكن اذكري لي اسم شريك المجرمة، أجابت: لست أعرفه.
قال: حاذري من الكذب، ولا فائدة من الرأفة بعد اطِّلاعي على ما كنت أجهل، فاذكري لي ذلك الاسم.
قالت: أقسم لك على أنني أجهله.
قال: إذن سوف أعرفه أنا … فإلى أين تنوي حمل ذلك المال؟
أجابت: ذلك يمكنني أن أقوله، فغدًا عند الساعة الرابعة تلتقي بالرجل في كنيسة سن جرمن، وهو يسلمها الرسائل هناك، كما تسلمه هي المال.
قال: ويلٌ لهما! أفي كنيسة يُقدِمان على مثل تلك الصفقة الفظيعة! ويل للشقِيَّيْنِ! وخبَّأ وجهه براحتيه، ثم سكن ثائره رويدًا رويدًا وقال: إلى الغد. ففيه أرقب تلك المرأة الساقطة وأتتبَّع خطاها حتى أراها تجتاز عتبة الكنيسة، وأشهد تبادل الرسائل والنقود وأنا مختبئ صامت … لأنني سأكون في معبد مقدَّس، ولكن حين خروجهما منه سأستخدم حقوقي!
قالت جرجونة: لا تنسَ أنك حلفت لي على أن تُبقِي على حياتها.
أجاب: حقًّا إنني حلفت أن لا أقتلها، ولكني لم أحلف على عشيقها، إذن سأقصي المرأة وأقتل الرجل.
فارتجفت فرحًا وقالت: وماذا تفعل بعد ذلك؟ هل تذكر أنني أهواك؟
وبعد هنيهة نزل الكونت، ولقي الجوهري سميث في غرفة مكتبه، وأعطاه تحويلًا على المصرف بمائة ألف فرنك. فقال الجوهري: إني ذاهب لأقبض المال في هذه الساعة وأعود إلى هنا.
قال: أحسنت أيها العزيز، فإن امرأتي يسرُّها الحصول على المال قبل الموعد، فمضى سميث بعد أن وعد الكونت مرة ثانية بالكتمان.
•••
وفي ذلك الوقت بعينه، كان الخادم الهندي «ملطار» يحمل إلى الكونتة بطاقة عليها اسم زائر هو روبر بوريل، فارتعدَتْ فرائصها من هذه الزيارة، وأوجست منها شرًّا، لكنها قالت: ليدخل يا ملطار، إنما لا تدع أحدًا يأتي إلى هنا قبل ذهابه.