وادي الحجارة١
ثم على مسافة ٥٧ كيلومترًا من مجريط تقع وادي الحجارة، وسكانها اليوم بقدر سكان القلعة، وهى مبنية على الضفة اليمنى من نهر هينارس. وفى هذه البلدة تزوج فيليب الثاني بالملكة إيزابلا، من آل فالوا، وفيها مات الكاردينال بادرو مندوزه، وفيها مدفن الكونت طانديلّا، أول قائد عسكرى لغرناطة بعد استيلاء الإسبانيول عليها.
وقد كانت مدة بقاء العرب في وادي الحجارة ٣٦٧ سنة. قال ياقوت الحموي في المعجم فَرَج بالتحريك والجنم، مدينة بالأندلس تعرف بوادي الحجارة، وهى بين الجوف والشرق من قرطبة، ولها مدن بينها وبين طليطلة. وينسب إليها أيوب بن الحسين بن محمد بن أحمد بن عوف بن حميد بن تميم، يكنى أبا سليمان، ويعرف بابن الطويل، رحل إلى المشرق، ثم استقضاه الحكم المستنصر ببلده، وكان أديبًا حكيمًا، قدم قرطبة، وروى عنه ابن الفرضي، وتوفي سنة ٣٨٣ بوادي الحجارة ذكر ذلك ابن الفرضي. انتهى.
وقال ابن حوقل عن وادي الحجارة: مدينة كبيرة، ثغر مشهور الحال، مسور بحجارة، وهى ذات أسواق، وفنادق، وحمامات، وحاكم، ومحلف، وبها تسكن ولاة الثغور، كأحمد بن يعلى وغالب، وعليها أكثر جهاد جليقية، ومنها إلى شعراء القوارير، وبها منهل تنزله الرفاق مرحلة، ومنها إلى مدينة سالم مرحلة. انتهى.