الفصل الثاني والثلاثون
تطيلة
وعلى مسافة ٧٨ كيلومترًا من سرقسطة مدينة تطيلة، واقعة على الضفة اليمنى من أبره. ولها هناك جسرًا ١٩ قوسًا، وسكان هذه المدينة اليوم نحو من عشرة آلاف. ولكنها كانت عظيمة في أيام العرب.
قال ياقوت الحموي في المعجم: تطيلة بالضم ثم الكسر وياء ساكنة ولام: مدينة بالأندلس
في
شرقي قرطبة، تتصل بأعمال أشقة، هي اليوم بيد الروم١ شريفة البقعة، غزيرة المياه، كثيرة الأشجار والأنهار، اختطت في أيام الحكم بن
هشام بن عبد الرحمن بن معاوية. وقال أبو عبيد البكري: كان على رأس الأربعمائة بتطيلة
امرأة
لها لحية كاملة كلحية الرجال، وكانت تتصرف في الأسفار كما يتصرف الرجال، حتى أمر قاضي
الناحية القوابل بامتحانها فأجبن عن ذلك، فأكرهنها فوجدوها امرأة، فأمر بحلق لحيتها،
ولا
تسافر إلا مع ذي محرم. وبين تطيلة وسرقسطة سبعة عشر فرسخًا، وينسب إليها جماعة، منهم
أبو
مروان إسماعيل بن عبد الله التطيلي اليحصبي وغيره. انتهى.
هوامش
(١) كتاب العرب كان يعبرون عن الإسبانيول بقولهم تارة: الإفرنج، لأن هذا الاسم صار
عند العرب مرادفًا للأوربيين، وتارة بالروم لأنه عند العرب اسم لكل من كان في الأصل
تابعًا لمملكة رومة، وأحيانا بالنصارى الاسم العام لهم، ولم يكن اسم الإسبانيول
معروفًا حينئذ.