شنتجالة
وعلى مقربة من البسيطة مدينة شنتجالة، وهى بلدة معروفة جدًّا في أيام العرب وموقعها على مسافة ٢٩٨ كيلومترًا من مجريط، ولها حصن مرتفع علي راية تعلو مائتي متر. وبجانب هذا الحصن كهوف كثيرة مسكونة. وشنتجالة هي ملتقى خطي الحديد: خط مرسية، وخط قرطاجنة، وقد ورد ذكرها في ما نقلناه عن جغرافي العرب، عندما تكلموا على تقسيمات الأندلس. ولنذكر الآن ما قاله ياقوت في معجمه:
شنتجالة بالأندلس. وبخط الأشتري: شنتجيل، بالياء ينسب إليها سعيد بن سعيد الشنتجالي أبو عثمان، حدث عن أبي المطرف بن مدرج وابن مفرج وغيرهما. وحدث عنه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن بنان. قال ابن بشكوال: وعبد الله بن سعيد بن لباج الأموي الشنتجالي المجاور بمكة، وكان من أهل الدين والورع والزهد. وأبو محمد رجل مشهور لقي كثيرًا من المشايخ، وأخذ عنهم وروى، وصحب أبا ذر عبد الله بن أحمد الهروي الحافظ، ولقي أبا سعيد السجزى، وسمع منه صحيح مسلم، ولقي أبا سعد الواعظ، صاحب كتاب شرف المصطفى، فسمعه منه، وأبا الحسين يحيى بن نجاح، صاحب كتاب سبل الخيرات، وسمعه منه. وأقام بالحرم أربعين عامًا لم يقض فيه حاجة الإنسان، تعظيمًا له، بل كان يخرج عنه إذا أراد بذلك، ورجع إلى الأندلس في سنة ٤٣٠. وكانت رحلته سنة ٣٩١، وأقام بقرطبة إلى أن مات في رجب سنة ٤٣٦.ا.ﻫ.
قلنا: ويقال إن أبا محمد عبد الله بن لباج المذكور حج خمسًا وثلاثين حجة.
هذا وممن ينسب من العلماء إلى شنجالة أبو الوليد يونس بن أبي سهولة بن فرج بن بنج اللخمي، سكن دانية، وتوفي بها سنة ٥١٤. وأبو الحسن مفرّج بن فيرُّة الشنجالي. وخديجة بنت أبي محمد عبد الله بن سعيد الشنجالى، وكانت من الفاضلات المحدّثات. وأما أبو الحسن مفرج بن فيرُّة فكان قد أخذ عن أبي الوليد الوقشي، وأبى عبد الله بن خلصة الكفيف. وتوفي حول ٤٨٠.