الملك «أنلاماني»١ ٦٢٣–٥٩٣ق.م
عنخ-كا-رع | أنلا ماني |
تولى هذا الملك عرش كوش بعد موت والده «سنكامان سكن» ووالدته هي الملكة «ناسلسا». ودفن في هرمه «بنوري» رقم ٦.
- وصف اللوحة: أبعادها هي ١٫٦٥ × ٠٫٨٦ × ٠٫٢٥ مترًا، وهي مصنوعة من الجرانيت
الرمادي، وهي لوحة جميلة مكسورة من القمة إلى أسفل تقريبًا من
الجهة اليمنى التي وجد منها عدة قطع منفصلة في الركن الشمالي
الشرقي للردهة الأولى من معبد T،
وهي منقوشة من وجهها فقط، وتحتوي على ثمانية وعشرين سطرًا بكتابة
متوسطة الحجم وحفرها لم يبلغ من الحسن مبلغ حفر لوحات الملك
«تهرقا»، غير أن نقوشها مع ذلك لا تزال واضحة وتقرأ بسهولة.
والكتابة الهيروغليفية التي في المتن الرئيسي، والتي في الجزء الأعلى المستدير من اللوحة محفورة، والأشكال التي في المناظر محفورة حفرًا غائرًا وعضلات الساقين بوجه خاص ممثلة بوضوح.
- الجزء الأعلى من اللوحة: حدد أعلى اللوحة بعلامة السماء والصولجان في القمة والجانبين على التوالي، ويشاهد أسفل علامة السماء بقايا قرص الشمس المجنح الذي نقش تحته: «هو صاحب «بحدت»، الإله العظيم رب السماء.» مكتوبة من اليمين إلى الشمال وبالعكس، وعبارة «رب السماء» مشتركة بينهما، وفي الأسفل من هذا؛ المنظران التاليان يفصل الواحد منهما عن الآخر عمودان من النقوش:
- الجانب الأيسر: يشاهد ملك الوجه القبلي والوجه البحري «عنخ-كا-رع» بن «رع»
«أنلاماني» معطى الحياة أبديًّا، واقفًا ومقدمًا صورة الإله «ماعت»
لوالده «آمون» عسى أن يمنحه الحياة.
ولباس رأس الملك المؤلف من ريش طويل هو في الواقع لباس رأس الإله «أونوريس» (راجع L. D., V. P. 5)، حيث نجد الملك يقدم للإله «أونوريس»، وكلاهما يلبس نفس لباس الرأس. أما «آمون رع» المصور هنا برأس كبش، والذي كتب فوقه قول «آمون رع» صاحب «جمأتون»، فعلى رأسه القرص العادي وقرنا الكبش. هذا ويلحظ أن شكل الشعر المستعار الذي ظهر جزء منه في مقدمة الرقبة عادي منذ الأزمان المبكرة. وشكل الشعر المستعار الذي نشاهده في لوحات «تهرقا» على أية حال نادر جدًّا، إذ ليس فيه خصلات الشعر الأمامية. وخلف هذا الإله العمود الأول من النقوش، وهو أحد العمودين اللذين يفصلان المنظرين الموجودين، وفي أعلى اللوحة الكلمات التي فاه بها هذا الإله، وهي قوله: «إني أعطيك كل الحياة وكل القوة وكل الصحة والسعادة مثل «رع» أبديًّا.»وتقف خلف «أنلاماني» أم الملك المسماة «ناسلسا» Nasalsa على رأسها لباس رأس طويل، وترتدي رداءً طويلًا مسبلًا من الكتف إلى الكعب ذا أهداب من الأمام، وهي تلعب بالصاجات لوالدها لأجل أن تمنح الحياة، وقد رفعت يدها الخالية في هيئة تعبد.
- الجانب الأيمن: يشاهد «أنلاماني» واقفًا يؤدي شعائر دينية أمام الإله «آمون رع»
الممثل برأس كبش، ولم يبقَ من النقوش الخاصة به إلا: «… لأجل أن
يعطي الحياة.» والظاهر أن الملك كان يلبس تاج أتف، ويحمل درة مثل
«أوزير».
والإله «آمون رع» هنا يقبض على علامة الحياة والصولجان وعلى رأسه ريش طويل، وخلفه العمود الآخر الفاصل للمنظرين، وجاءت فيه نفس الكلمات التي في العمود الأول.
وتقف خلف «أنلاماني» ثانية «ناسلسا»، ولم يبقَ من صورتها إلا الجزء الأعلى وكلتا يديها مرفوعة قصدًا، وفي اليمنى الصاجات وتلبس نفس اللباس الذي تلبسه في المنظر الأول تقريبًا.
- المتن الرئيسي: هذا المتن مبني في مجموعة على أسلوب نقوش الملك «تهرقا»، والقطع
التي فيها أوائل الأسطر الناقصة لم يعثر عليها قط، ومن المحتمل أن
السكان الجدد في هذا المعبد قد أخذوها لتستعمل في أغراض أخرى،
ولحسن الحظ قد بقي من الأسطر ما يكفي أن يقترح الإنسان تكملة ما
نقص في معظم الأحيان:
السنة … في عهد جلالته «حوركا-نخت-خع-م-ماعت، السيدتان سعنخ-أبو ناوي»، حور الذهبي «هر-حر-ماعت»، ملك الوجه القبلي «عنخ-كا-رع» «أنلاماني» (ليته يعيش أبديًّا)، محبوب («آمون رع»، رب عروش الأرضين، الأسد) على المملكة الجنوبية القاطن في «جمأتون». قال جلالته لحاشيته الذين كانوا في ركابه: «… لا تدع أحدًا يقتل في زمني إلا العصاة أولئك الذين يخلقون؟) … ولا تدع فيما ينطق لعنة على الملك، ولا تجعل أحدًا يحزن الأرملة ولا تدع إنسانًا يتكلم النميمة في زمني.» وأجابوا جلالته: «إنك بكر «آمون» ونسله وزعيم الأراضي ورئيس الأحياء، وقد رآك في فرج أمك قبل أن كنت قد خرجت (٦) … الممالك.» وقال لهم: «إني أتوق إلى رؤية والدي سيد الآلهة «آمون رع» صاحب «جمأتون» … فقالوا له: (حقًّا) إنه يميل (٧) إلى روحك، ويعطيك المملكة ويهزم كل أعدائك في هذه الأرض.»
وقد سافر شمالًا في الشهر الثاني من الشتاء منظمًا كل مقاطعة، جاعلًا إنعامات لكل إله (٨) ومانحًا أوقافًا للكهنة خدام الإله ولكهنة كل معبد وصل إليه، وقد فرجت كل مقاطعة عند مقابلته مهللة ومقدمة الشكر وحاملة الخشوع (٩)، وقد وصل إلى «جمأتون» في الشهر الثاني من الشتاء، اليوم التاسع والعشرين، وقد نصب كاهنًا ثالثًا لمعبد هذا الإله، وذلك ما لم يفعله أولئك الذين غبروا، ومنحه متاعًا قائلًا: «أما عن هذه الوظيفة التي أغدقتها عليك (١٠)، فإنها ملك أسرتك أبد الآبدين.» وجعل «آمون صاحب جمأتون» يظهر (١١) (أو يملك) … في أول عيد «لآمون»، وهو الذي كان يوم عيد الملك. فأعطاه عيدًا٤ من الخبز والجعة والثيران والطيور والنبيذ (١٢) … وخدم في هذه المقاطعة معيدين نهارًا وليلًا لمدة سبعة الأيام، وهي عيد الإله (١٣) … ليت روحك يمجده ابن «رع أنلاماني» وليته يعيش أبديًّا، امنحه أن يحفل بملايين الأعياد الثلاثينية واهزم (١٤) كل أعدائه أمواتًا وأحياء؛ لأنه نصب كاهنًا ثالثًا، وجعلك تظهر في العيد الأول لآمون وهو شيء لم يفعله ملوك الوجه القبلي والوجه البحري السابقون (١٥)، والمكافأة على ذلك هي منحه بوساطة والده «آمون رع» رب عروش الأرضين والأسد على بلاد الجنوب الذي في «جمأتون» كل الحياة من نفسه وكل الصحة من نفسه (١٦)، وكل الثبات وكل الفلاح والسعادة من نفسه، والظهور على عرش الأحياء مثل الأحياء مثل «رع» أبديًّا.»والآن أرسل جلالته جيشه على بلاد «بولهو» (بجا؟) (١٧) ورئيس بلاط (؟) جلالته كان قائده، ولم يذهب جلالته إليهم بل ظل في قصره مصدرًا أوامر بعد (١٨) … «لرع» بعد أن أصبح ملكًا. وقد عملوا مذبحة عظيمة منهم لا حصر لها (١٩) وبعد ذلك أسروا أربعة رجال وأحضروهم أسرى أحياء. وأخذوا كل نسائهم وكل أطفالهم وكل (٢٠) حيوانهم وكل متاعهم وعينهم ليكونوا خدمًا وخادمات لكل الآلهة. وهذه الأرض فرحت في زمنه بكل رغبة أنجزت، وكل إنسان نام حتى طلوع النهار؛ ولم يثر البدو في زمنه؛ لأن والده «آمون» كان يحبه كثيرًا (٢٢) والآن كانت الملكة الأم ليتها تعيش أبديًّا بين الأخوات المليكات، وهي أم ملك حلوة الحب سيدة كل النساء، وأرسل جلالته حاشيته (٢٣) لإحضارها. وقد وجدت ابنها متوجًا مثل «حور» على عرشه، وقد فرحت جد الفرح عندما رأت جمال جلالته، كما رأت «أزيس» ابنها «حور» متوجًا على (٢٤) الأرض.
وقد وهب جلالته أخواته الأربع للآلهة لتكن لاعبات صالحات، واحدة «لآمون» صاحب «نباتا» وواحدة «لآمون رع» صاحب «جمأتون»، وواحدة «لآمون» صاحب «بنوبس» وواحدة «لآمون رع» «ثور نوبيا»؛ لأجل أن تلعبن بالصاجات أمامهم (٢٥) ولتصلين لحياة وفلاح وصحة وعمر طويل للملك كل يوم. وقال جلالته: «يا آمون رع» صاحب «جمأتون»، إنك سريع الخطوة تأتي لمن يناديك، امنح حياة طويلة خالية من المرض (٢٦)، صد عن المتآمر على الشر، انظر (بإحسان) إلى والدتي وثبت سعادتها على الأرض وامنحنا فيضانًا عظيمًا وطبب الحصاد (٢٧)، ونبلًا كبيرًا ليس له تأثير مؤذٍ، واجعل هذه الأرض سعيدة في زمني.
وظهر «آمون رع» صاحب «جمأتون» حالمًا كان واقفًا في حضرته، وهذا الإله حول محياه (٢٨) نحوه، وأمضى مدة طويلة واقفًا صاغيًا لكل ما قاله، ومنحه كل الحياة والثبات والفلاح من نفسه، وكل الصحة لنفسه وكل السعادة من نفسه، والظهور على عرش «حور» مثل «رع» سرمديًّا.
ووجد في مقبرة هذا الملك تابوت من الجرانيت محفوظ الآن بمتحف مروى (رقم ١ و٢). هذا وله كذلك حوضان من الجرانيت عثر عليهما في مقصورته، وهما الآن في متحف «بوسطون».٥ووجد في قبره أكثر من ٢٧٠ تمثالًا مجيبًا باسمه مصنوعة من الخزف المطفي، كما وجدت له آنيتان للأحشاء وثلاثة أغطية أواني أحشاء أيضًا،٦ وكانت مقصورته محلاة ببعض المناظر الجنازية.وعندما فحصت ودائع الأساس وجد له ثمانية عشر قدحًا من الخزف كلها منقوشة باسمه.٧ولهذا الملك تمثال من الجرانيت محفوظ بمتحف «بوسطون»، عثر عليه في معبد «برقل» رقم ٥٠٠.٨وقد تزوج هذا الملك من الملكة «مديقن»، التي عثر على هرمها في «نوري» رقم ١٧ وهي أخته من أبيه «سنكامان سكن». وأمه «ناسلسا»، والظاهر أنها ماتت في عهد الملك «أسبلتا»، وقد عثر لها على تماثيل مجيبة وغطاء أسطوانة.٩