المديرون العظام للمتعبدة الإلهية في أواخر عهد الأسرة السادسة والعشرين
وسنحاول هنا أن نأتي بكل ما نعرفه عن ثلاثة المديرين العظام، الذين تولوا هذا المنصب في أواخر العهد الساوي، وبخاصة ترتيب هؤلاء المديرين من الوجهة التأريخية، إذ قد ظل ترتيبهم غامضًا بعض الشيء حتى الآن.
(١) المدير العظيم شيشنق بن «بدينيت»
(١-١) الآثار التي وجدت له
-
(١)
في معبد أوزير المسمى «بامريس» بالكرنك. جاء ذكر هذا المدير على عتب باب في منظر ظهر فيه في الجهة اليمنى «شيشنق» هذا واقفًا خلف المتعبدة الإلهية «عنخنس نفر اب رع»، وقد ذكر معه المتن التالي: المدير العظيم للبيت للمتعبدة الإلهية المسمى «شيشنق» بن المدير العظيم للبيت للمتعبدة الإلهية المسمى «بدينيت». هذا ويلحظ أن الملك الذي جاء ذكره في هذا المنظر هو الفرعون بسمتيك الثالث (راجع Legrain A. S. T. VI, P. 131).
-
(٢)
وجاء ذكر هذا المدير العظيم للبيت على المقصورة الثانية للمتعبدة الإلهية «عنخنس نفر اب رع» في الكرنك، وتؤرخ بعهد الملك أحمس الثاني، وقد جاء ذكر الملك بسمتيك الثالث على البوابة العظيمة التي تؤدي إلى الدهليز.
وقد نقش على الممر الداخلي للبوابة الكبيرة من الجهة الجنوبية رسم المدير العظيم للبيت يتبع المتعبدة الإلهية والمتن التالي (راجع Birch Revue Archeologique (1848) IV Année, P. 626 No. 626; L. D. III, 274 C; Mariette Karnak Pl. 56, a).- (أ)
المدير العظيم … «بدينيت».
- (ب)
ونقش على عتب باب المقصورة في الصورة التي على اليمين صورة «عنخنس نفر اب رع» يصحبها المدير العظيم للبيت ومعه المتن التالي: «الأمير الوراثي والحاكم المدير العظيم للبيت الخاص بالمتعبدة الإلهية، «شيشنق» بن المدير العظيم للبيت للمتعبدة الإلهية «بدينيت».»
- (أ)
-
(٣)
وعثر له على قطعة حجر محفوظة بالمُتْحَف المصري، ولا بد أنها أتت من الكرنك (راجع Lieblein, Dic. Nom. P. 879, No. 2334)، وجاء عليها: الأمير الوراثي والحاكم ومدير البيت العظيم لزوجة الإله «شيشنق» بن المدير العظيم لزوج الإله والمتعبدة الإلهية «بدينيت».
(١-٢) آثار المدير العظيم للبيت المسمى «بدينيت»
وهذا خطأ بين؛ وذلك لأنه في قبر نفس هذا المدير قد لقب هو بأنه المدير العظيم للمتعبدة الإلهية «عنخنس نفر اب رع»، وذلك في حين أن «عنخنس نفر اب رع» لم تكن قد نصبت متعبدة إلهية إلا في السنة الرابعة من عهد الملك «إبريز».
ومن جهة أخرى نجد أن الأثرية «لختهين» قد اتبعت هذا الرأي على حسب نظرية لها، اعتبرت فيها أن المدير العظيم للبيت الذي مثل على لوحة تتويج «عنخنس نفر اب رع» في السنة الرابعة من عهد «إبريز» هو «شيشنق» بن «بدينيت».
- (١) وجد في قبره المتن الرئيسي التالي (راجع Champollion, Notices Desc. I, P. 552, B & C): «أوزير الأمير الوراثي والحاكم والمدير العظيم للبيت للمتعبدة الإلهية «عنخنس نفر اب رع» (ليتها تحيا أبديًّا!) «بدنيت» بن بسمتيك والسيدة تادي بستت.» ومما تجدر ملاحظته هنا أن هذا القبر لا تمكن زيارته الآن؛ لأنه مردوم.
- (٢) وقد عثر له على مخروط جنازي (راجع Daressy, Recueil de Concs Funéraires, Miss. Arch. Française I, 8, No. 159 P. 287). نقش عليه ما يأتي: الأمير الوراثي والمدير العظيم لبيت المتعبدة الإلهية، «بدينيت» بن «محبوب الإله بسمتيك» والسيدة تادي بستت.
- (٣) مخروط جنازي جاء عليه: الأمير الوراثي والأمير والمدير العظيم لبيت المتعبدة الإلهية بدينيت ابن محبوب الإله بسمتيك (راجع Pelligrini, 1 coni funebri del Muses Archeologico di Firenze No. 48 P. 11).
(٢) مدير البيت العظيم «شيشنق» بن «حورسا أزيس»
- (١) قرص من البرنز من مجموعة السيدة «مو» (راجع Budge, Egyptian Antiquities in the possession of Lady Meux at Theobald’s Park, P. 115-116 No. 198.).وقد جاء عليه المتن التالي:
(١) الأمير الوراثي والحاكم وحامل خاتم الملك، والسمير الوحيد المحبوب كثيرًا، والمعروف لدى الملك حقًّا والذي يحبه، المدير العظيم للبيت للمتعبدة الإلهية، «شيشنق» بن رئيس التشريفاتية للمتعبدة الإلهية، «حورسا أزيس»، وأمه هي السيدة «تا-نت-هبي».
(٢) المدير العظيم للبيت للمتعبدة الإلهية (المسمى) «شيشنق»، وابنته التي يحبها هي مغنية قصر آمون (المسماة) «نيتوكريس»، ولا بد أن نلحظ هنا أن شيشنق قد أسمى ابنته باسم المتعبدة الإلهية «نيتوكريس».
- (٢) مخروط جنازي (Pelligrini. Ibid. P. 22 No. 123) وقد جاء عليه:
الأمير الوراثي والحاكم والمدير العظيم للبيت للمتعبدة الإلهية، شيشنق، وأمه هي السيدة «تانت هبي».
- (٣) مخروط جنازي (Dassay, Ibid. No. 188) جاء عليه:الأمير الوراثي والحاكم والمدير العظيم لبيت المتعبدة الإلهية شيشنق، وابنه الذي يحبه هو تشريفاتي (المتعبدة الإلهية) (المسمى) «حورسا أزيس». ولا نزاع في أن هذا المخروط هو ملك شيشنق بن حورسا أزيس، فقد جرت العادة في الدولة الحديثة أحيانًا أن يعطي المدير العظيم للبيت اسم والده هو لابنه (راجع B. I. F. A. O. t. LIII, P. 42, Leclant, Enquête sur les sacerdoces et sanctuaires égyptiens à l’époque dite ethiopienne (XXV Dy) P. 25 y).
- (٤) مخروط جنازي (Daressy Ibid. No. 186) جاء عليه:
المشرف على التشريفاتية للمتعبدة الإلهية، ورئيس أسرار الأفق (= قصر المتعبدة الإلهية؟) وكاتب مقصورة الزوجة الإلهية المعروف لدى الملك «حورسا أزيس» ابن السيدة …
وتدل شواهد الأحوال على أن هذا الأثر، ربما كان خاصًّا بوالد «شيشنق»، وقد حال دون التأكد من ذلك كسر المتن.
والآن بعد هذا العرض يجب أن نبحث عن مكان «شيشنق» بن «حورسا أزيس» بين المديرين العظام للبيت في عهد الأسرة السادسة والعشرين.
هذا ومما تطيب ملاحظته هنا أن موت متعبدة إلهية كان لا يحتم في الحال تغييرًا في الموظفين الذين كانوا في خدمتها عند تولية خلف لها، وبخاصة عندما نعلم أن «عنخنس نفر اب رع» عند توليها عرش «طيبة» لم تكن إلا فتاة حديثة السن لا تجارب لها تقريبًا. وتدل شواهد الأحوال على أنها قد تركت الحال مع ما كانت عليه قبل توليها الملك، وبخاصة الموظفين العظام الذين كانوا في خدمة نيتوكريس، وبصفة خاصة المدير العظيم للبيت. ولا بد أن الملك الحاكم كان له يد في مثل هذه الحالة، وبخاصة عندما نعلم أن ملوك الأسرة السادسة والعشرين كانوا قابضين على زمام الأمور في كل من الوجهين القبلي والبحري.
(٣) الخلاصة
(٣-١) ترتيب تولي المديرين العظام في عهد الأسرة السادسة والعشرين
وقد كان «أبا» هذا المدير العظيم للبيت في السنة السادسة والعشرين من عهد الملك «بسمتيك الأول»، وقد شغل هذه الوظيفة بدينيت في عهد الملك «نيكاو».
وقد حكم «نيكاو» خمس عشرة سنة وحكم ابنه «بسمتيك الثاني» ست سنوات تقريبًا. ونحن نعلم أن نيتوكريس لم تمت إلا في السنة الرابعة من عهد الملك «إبريز». وعلى ذلك فإن من المحتمل أنه في نهاية حكم بسمتيك الثاني، أو في بداية حكم «إبريز» قد حل شيشنق بن «حورسا أزيس» محل «بدي حور رسنت».
- (١)
الأمير الوراثي والحاكم.
- (٢)
حامل خاتم الملك.
- (٣)
السمير الوحيد المحبوب كثيرًا.
- (٤)
المعروف حقًّا من الملك الذي يحبه.
- (٥)
الذي يتبع سبيل سيدته.
- (٦)
المدير العظيم للبيت للمتعبدة الإلهية.
المدير العظيم للبيت «بدينيت»
وعلى ذلك نفهم أن «بدينيت» كان يقوم بأعباء وظيفته هذه فقط في حوالي منتصف حكم الملك «أحمس الثاني». والآثار التي تركها لنا هذا العظيم كلها ذات صيغة جنازية، وتدل شواهد الأحوال على أنه لم يمكث طويلًا في وظيفته، والظاهر أن كل همه في أثناء ذلك كان ينحصر في إعداد ابنه «شيشنق»، ويمهد له الطريق ليخلفه في هذه الوظيفة العظيمة.
- (١)
الأمير الوراثي والحاكم.
- (٢)
المدير العظيم للبيت للمتعبدة الإلهية «عنخنس نفر-اب-رع».
المدير العظيم للبيت «شيشنق» بن «بدينيت»
شغل شيشنق هذا وظيفته في خلال الجزء الأخير من عهد الملك «أحمس الثاني»، وخلال عهد حكم «بسمتيك الثالث» الذي حكم أقل من سنتين، وعلى ذلك لم يكن قد مكث مدة طويلة في وظيفته هذه كما يظن بعض الأثريين.
والآن يتساءل المرء ماذا كان مصير المتعبدة الإلهية «عنخنس نفر اب رع»، وأعضاء بيتها بعد احتلال البلاد على يد «قمبيز» الفارسي، والاستيلاء على طيبة مقر حكمها؟ ومما لا نزاع فيه أن هذه المتعبدة الإلهية التي كان عمرها نحو تسع وستين سنة، بعد أن تبنتها «نيتوكريس» قد تقدمت في السن. فهل يا ترى تركها الفرس تقضي بقية عمرها في سلام؟ ونحن لا نعلم شيئًا عن ذلك بوجه التأكيد، ولكن قد يجوز أنها قد أكرمت؛ وذلك لأننا وجدنا لها تابوتًا فخمًا عثر عليه في عهد البطالمة، وكان قد اغتصبه أحد رجال هذا العهد يحمل لقب الكاتب الملكي كما سبق الحديث عن ذلك.
ونتساءل كذلك عن مصير «شيشنق» بن «بدينيت»؟ ولكننا نجهل كل شيء عنه. ولما كنا نظن أن القبر رقم ٢٧ بجبانة «طيبة»، هو قبر «شيشنق» بن «حورسا أزيس» سميه، فإنا لا نعلم أين دفن آخر مدير عظيم للبيت في عهد الأسرة السادسة والعشرين، ونعني بذلك «شيشنق بن بدينيت».
- (١)
الأمير الوراثي والحاكم.
- (٢)
المدير العظيم للبيت للمتعبدة الإلهية (والزوجة الإلهية).
والآن بعد هذا البحث الطويل نجد لزامًا علينا أن نبحث من أي وسط نشأ المديرون العظام لبيت المتعبدة الإلهية في عهد الأسرة السادسة والعشرين، وبوجه خاص بالنسبة للقب «محبوب الإله» الذي كان يحمله الكثير منهم، وهو لقب كاهن على ما يظن أو لقب يحمل في البلاط. كما سنرى هنا.
وإذا فحصنا الألقاب التي كان يحملها والد كل عظيم للبيت من أولئك المديرين، الذين عاشوا في عهد الأسرة السادسة والعشرين نخرج بالنتيجة الآتية:
كان والد «بابسا» يحمل لقب «محبوب الإله»، وكان والد «أبا» يحمل نفس اللقب أما بدي «حور رسنت»، فكان والده يحمل لقب الكاتب الأول وتشريفاتي المتعبدة الإلهية؛ على حين أن والد «شيشنق» بن «حورسا أزيس» كان يلقب رئيس تشريفاتية المتعبدة الإلهية. وكان والد المدير «بدينيت» يحمل لقب محبوب الإله؛ وأخيرًا كان والد «شيشنق» بن «بدينيت» يلقب المدير العظيم لبيت المتعبدة الإلهية.
ومما سبق نجد من بين ستة من المديرين العظام للبيت أن اثنين منهما وهما «بدي حور رسنت» و«شيشنق» بن «حورسا أزيس» كان والد كل منهما موظفًا كبيرًا في قصر المتعبدة الإلهية. أما الأربعة الآخرون وهم «بابسا» و«أبا» و«بدينيت» وشيشنق بن بدينيت، فكان والد كل واحد منهم يحمل لقب «محبوب الإله». وقد فسر هذا اللقب بأنه كان على وجه التقريب يتبع لقب «الكاهن والد الإله» في اللقب المركب «والد الإله ومحبوبه»؛ غير أن الفحص الدقيق أظهر أن لقب «محبوب الإله» قد أصبح مستقلًّا عن اللقب: الكاهن والد الإله. وأن اللقب محبوب الإله كان لقبًا ذا مكانة عالية في البلاط الملكي، وبخاصة عندما نعلم أن المديرين العظام للبيت «بابسا» و«أبا» وبدينيت قد حمل والد كل منهم لقب محبوب الإله، وهو لقب غاية في السمو. وتظهر أهمية هذا اللقب عندما نلحظ أنه في خلال قرن من الزمان لم يتحلَّ به إلا ثلاثة من المديرين العظام للبيت من خمسة كانوا مديرين للمتعبدة الإلهية، وقد يكون هناك مجال في ذلك لمجرد الصدفة، ولكنها تكون صدفة عجيبة.
ومع ذلك فإننا لم نصادف أفرادًا من كهنة طيبة يحملون هذا اللقب من الذين كانوا يشتركون في الأحفال، التي كانت تظهر فيها المتعبدة الإلهية، إذ نجد أن المتون لا تذكر إلا الكهنة المطهرين والكهنة المرتلين، وكهنة الساعة الخاصين بمعبد آمون بجوار المدير العظيم للبيت، وكاتب المخطوطات المقدسة والأصدقاء العظام، كما يلاحظ ذلك في لوحة «عنخنس نفر-اب-رع».
والواقع أن هذه الحقائق تسمح لنا على ما يظهر بأن نفرض أن آباء «بابسا» و«أبا» وبدينيت كانوا غرباء تمامًا عن طيبة، وأنهم كانوا يسكنون «سايس»؛ وأنهم بوصفهم ضمن حاشية الملوك المباشرة كانوا من رجال البلاط، ومن المقربين وبعبارة مختصرة كانوا ينعتون بلقب المحبوبين من الإله؛ أي من الملك. وبذلك يخرج لقب محبوب الإله عن دائرته الدينية تمامًا.
وقد مات كل من «بسمتيك الأول» و«أبا» على ما ظهر في وقت واحد تقريبًا. وقد كان في مقدور نيتوكريس أن تعمل بحرية في أواخر أيام والدها، وهو في شيخوخته، وكذلك في عهد أخيها «نيكاو» وابن أخيها «بسمتيك الثاني»، وكذلك في عهد «إبريز» ومن ثم فإنها قد اختارت مديري بيتها وهما «بدي حور رسنت» و«شيشنق» بن «حورسا أزيس» من بين عظماء بيتها.
وعندما مات «شيشنق» بن «حورسا أزيس» أرسل الملك الحاكم وقتئذ، وهو «أحمس الثاني» بدينيت؛ ليكون مديرًا عظيمًا لبيت «عنخنس نفر-اب-رع».
على أن انتخاب بدينيت لشغل هذا المنصب لم يكن قد جاء عفو الخاطر، إذ الواقع أن المدير العظيم للبيت هذا ينسب إلى أسرة كان أفرادها خدامًا مخلصين محبين للأسرة المالكة؛ فقد كان والده أحد الذين يحملون لقب «محبوب الإله»؛ أي الفرعون كما كان يحمل اسم «بسمتيك» مؤسس الأسرة السادسة والعشرين. ومن جهة أخرى كان «لبدينيت» ابن يعرفه الملك أحمس ويقدره فعلًا، ومن ثم كان في استطاعة «شيشنق» بن «بدينيت» أن يقدم إلى بلاط «طيبة»، وينشأ على يدي والده هناك. ولما كانت «عنخنس نفر اب رع» طوع إرادة «أحمس»، فإنها قبلت أن يعين الابن خلفًا لوالده في وظيفة المدير العظيم للبيت.
وخلاصة القول: إنه يمكننا أن نقرر هنا بشيء من التأكيد أن المديرين العظام لبيت المتعبدات الإلهيات على ما يظهر، كانوا في غالب الأحيان ينتخبون بوساطة ملوك الأسرة الساوية في نفس سايس من بين أبناء رجال الحاشية، الذين كانوا يحملون لقب محبوب الإله أو محبوب الملك، وعلى ذلك لا ينبغي أن نتحدث عن وراثة الوظائف عندما نأخذ في اعتبارنا أن «بدينيت» قد خلفه ابنه «شيشنق»؛ وذلك لأن «شيشنق» قد خلف والده بدينيت؛ لأن «أحمس» قد قرر ذلك خدمة لمصالح البلاد وفائدتها لا من أجل وراثة هذه الوظيفة.
وهكذا نرى أن هذه السياسة هي التي كان قد وضعها مؤسس الأسرة الساوية، وهي التي كانت ترمي إلى توحيد السلطة في يد الفرعون في الوجهين القبلي والبحري، بعد أن كان جزء منها في يد كهنة طيبة العظام في الوجه القبلي والجزء الآخر في يد الملوك الذين كانوا يسكنون الدلتا.