فلما كانت الليلة ١٧٦
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن قمر الزمان ابن الملك شهرمان صلَّى المغرب والعشاء، وجلس على السرير يقرأ القرآن، فقرأ البقرة، وآل عمران، ويس، والرحمن، وتبارك الملك، والمعوذتين، وختم بالدعاء، واستعاذ بالله، ونام على السرير فوق طرَّاحة من الأطلس المعدني لها وجهان، وهي محشوة بريش النعام، وحين أراد النومَ تجرَّدَ من ثيابه، وخلع لباسه، ونام في قميص مشمع رفيع، وكان على رأسه مقنع مروزي أزرق، فصار قمر الزمان في تلك الليلة كأنه البدر في الليلة الرابعة عشرة، ثم تغطى بملاءة من حرير ونام، والفانوس موقود تحت رجليه، والشمعة موقودة فوق رأسه، ولم يزل نائمًا إلى ثلث الليل الأول، ولم يعلم ما خُبِّئ له في الغيب، وما قدره عليه علام الغيوب. واتفق أن القاعة والبرج كانَا عتيقين مهجورين مدة سنين كثيرة، وكان في تلك القاعة بئر روماني معمور بجنِّيَّة ساكنة فيه، وهي من ذرية إبليس اللعين، واسم تلك الجنية ميمونة بنة الدمرياط أحد ملوك الجان المشهورين. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتَتْ عن الكلام المباح.