فلما كانت الليلة ١٩٠
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملك شهرمان قال لولده قمر الزمان: اسم الله حواليك يا ولدي، سلامة عقلك من الجنون، فأي شيء هذه الصبية التي تزعم أني أرسلتها إليك في هذه الليلة، ثم أرسلت آخذها من عندك قبل الصباح؟ فوالله يا ولدي ليس لي علم بهذا الأمر، فبالله عليك أن تخبرني هل ذلك أضغاث أحلام أم تخيُّلات طعام؟ فإنك بتَّ في هذه الليلة وأنت مشغول الخاطر بالزواج، وموسوس بذكره، قبَّحَ الله الزواج وساعته، وقبَّحَ مَن أشار به، ولا شك أنك متكدِّر المزاج من جهة الزواج، فرأيتَ في المنام أن صبية مليحة تُعانِقك، وأنت تعتقد في بالك أنك رأيتها في اليقظة، وهذا كله يا ولدي أضغاث أحلام. فقال قمر الزمان: دَعْ عنك هذا الكلام، واحلف لي بالله الخالق العلام قاصم الجبابرة، ومبيد الأكاسرة، أنه لم يكن عندك خبر بالصبية ومحلها. فقال الملك: وحق الله العظيم إله موسى وإبراهيم، إنه لم يكن لي علم بذلك، ولعله أضغاث أحلام رأيتَه في المنام. فقال قمر الزمان لوالده: أنا أضرب لك مثلًا يبيِّن لك أن هذا كان في اليقظة. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتَتْ عن الكلام المباح.