فلما كانت الليلة ١٩٩
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن السلطان شهرمان بات تلك الليلة عندهما من شدة فرحته بشفاء ولده، فلما أصبح الصباح، صار مرزوان يحدِّث قمر الزمان بالقصة، وقال له: اعلم أنني أعرف التي اجتمعتَ بها، واسمها السيدة بدور بنت الملك الغيور. ثم حدَّثه بما جرى للسيدة بدور من الأول إلى الآخِر، وأخبره بفرط محبتها له، وقال له: جميع ما جرى لك مع والدك، جرى لها مع والدها، وأنت من غير شكٍّ حبيبُها وهي حبيبتُك؛ فثبِّتْ قلبك، وقوِّ عزيمتك، فها أنا أوصلك إليها، وأجمع بينك وبينها، وأعمل معكما كما قال بعض الشعراء:
ولم يزل مرزوان يشجِّع قمر الزمان حتى أكل الطعام وشرب الشراب، ورُدَّت روحه إليه، ونَصَل مما كان فيه، ولم يزل مرزوان يحدِّثه وينادمه ويسلِّيه وينشد له الأشعار حتى دخل الحمام، وأمر والده بزينة المدينة فرحًا بذلك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتَتْ عن الكلام المباح.