اللغة والسلطة
«فاللغة تمثِّل موقعًا للصراع الطبقي وعاملًا يُسهِم فيه، ولا بدَّ للذين يمارسون السلطة من خلال اللغة أن يشتبكوا في صراع دائم مع غيرهم للدفاع عن موقعهم.»
بات الاهتمامُ بعلم اللغة الاجتماعي أمرًا مُلحًّا؛ للوعي بالدورِ الذي تقوم به اللغة في المجتمع، والتأثيرِ الذي تُحدِثه على الأفراد، وسيطرةِ البعض على غيرهم عن طريق اللغة، خاصةً أن ممارسةَ السلطة في المجتمع الحديث تعتمد على الجوانب الأيديولوجية للُّغة. ومن هنا جاءت أهمية هذه الدراسة التي تدور حول العمل الذي تؤدِّيه اللُّغة للحفاظ على علاقات السلطة وتغييرها في المجتمع المعاصر، وحول أساليب تحليل اللغة بحيث تكشف عن هذا العمل بشِقَّيه، وزيادة وعي الناس به، وزيادة قُدرتهم على مقاوَمته وتغييره. فضلًا عن تناوُل الدراسة التغيُّرات الاجتماعية والتطوُّرات التكنولوجية الأخيرة، التي كان لها دورٌ كبير في تغيير علاقة السلطة بالشعوب.