عبادة الأحجار عند الساميين وأصل الحجر الأسود
«وكما رأينا من عرضِنا لِنشوء شارة الألوهة، فإنَّ هذه الشَّارة قد تُستمَد من الوَسَط الحيواني، مثل رأس الدُّب أو رأس الثَّور، وهنا لا يكون هذا الحيوان معبودًا لذاتِه، بل لأنه يُعبِّر عن حقيقة تعلو عليه. وقد تُستمَد الشارة من الوَسَط الإنساني دون أن يُقصَد منها إسباغ الشكل الإنساني على الألوهة.»
ينقسم هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام، يتناول القسم الأول ظاهرة عبادة الحجر في الحضارات الإنسانية القديمة، وصولًا إلى تقديس الحجر الأسود قبل الإسلام وبعده، فيبدأ السواح في دراسة أصل الآلهة، والبدايات الأولى لظهور الأيقونة المقدَّسة، متمثِّلة في أشكالٍ حيوانية، أو نباتية، أو من الطبيعة، أو في هيئة بشرية، مع دراسة اقتلاع الحجر من وَسَطه الطبيعي، ورفعه إلى درجة التقديس. أما القسم الثاني «إسرائيليات»، تناول فيه تاريخ أورشليم وفلسطين خلال النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد، كما تناول تاريخ نشأة الديانة اليهودية، وعبادة الإله يهوه. أما القسم الثالث فقد جمع فيه عددًا من الدراسات التي تدور كلها حول تاريخ الأديان؛ منها دراسة حول الملك شاءول في سِفر صموئيل الأول في التوراة، وأخرى عن مفهوم المسيح بين التوراة والإنجيل والقرآن.